الصومال: تفجيران انتحاريان في قاعدة عسكرية لقوات الاتحاد الأفريقي في مقديشو

حركة الشباب تعلن مسؤوليتها وتعتبر الحادث انتقاما لمقتل صالح نبهان.. شروط للإفراج عن خبير فرنسي

صومالية أصيبت خلال اشتباكات وقعت بين متمردين وقوات أفريقية في طريقها إلى مستشفى بمقديشو أمس (أ.ب)
TT

تعرضت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في العاصمة الصومالية مقديشو أمس لهجوم انتحاري مزدوج، كان الأعنف من نوعه منذ أشهر، أدى إلى مقتل 9 من جنود من القوات الأوغندية إضافة إلى الانتحاريين الذين يبلغ عددهم خمسة. ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الاعتداء الدامي في مؤتمر صحافي عقده بنيويورك.

وفجر انتحاريان كانا يقودان سيارتين مفخختين، نفسيهما في القاعدة العسكرية الرئيسة التابعة لقوات حفظ السلام للاتحاد الأفريقي بالقرب من مطار مقديشو. وقد تمكن منفذا الهجوم من دخول القاعدة، حيث كانت السيارتان ترفعان شعار الأمم المتحدة ومطليتين باللون الأبيض الذي تعرف به مركبات الأمم المتحدة ولم تتعرضا للتفتيش، وأفادت بعض المصادر بأن عدد الانتحاريين كان 5 أفراد. وأفاد شهود عيان بأن الهجومين اللذين لم يفصل بينهما سوى دقيقتين تسببا في وقوع خسائر بشرية في صفوف القوات الأفريقية التي تعرضت للهجوم، إلا أن قوات حفظ السلام الأفريقية لم تكشف عن الخسائر التي نجمت عن الهجومين، كما أن الحكومة الصومالية هي الأخرى لم تعلق على الحادث. وتزامن الهجوم في وقت كان يجتمع في القاعدة عدد من القادة العسكريين الصوماليين وآخرون من قوات الاتحاد الأفريقي. وأكد الجنرال عبد قيبديد قائد جهاز الشرطة الصومالي الذي كان موجودا في المكان أثناء وقوع الهجوم وقوع عدد من القتلى والجرحى في هذا الهجوم. وقال الجنرال «فليكس كولايجي» المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوغندية الذي تتولي بلاده قيادة قوات الاتحاد الأفريقي أن 9 من قوات الاتحاد الأفريقي من بينهم نائب قائد قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال الجنرال «جوفينال ييونغروسا» الذي يشغل أيضا قائد الوحدة البروندية في مقديشو قتلوا في الهجوم، كما أصيب الجنرال «ناثان موجيشا» قائد قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال بجروح طفيفة إلى جانب عدد آخر من قوات الاتحاد الأفريقي».

وأرسل الاتحاد الأفريقي 3 طائرات إلى مقديشو لنقل جرحى قوات الاتحاد الأفريقي لتلقي العلاج بالخارج. وقال كولايجي إن إحدى السيارات التي استخدمت في الهجوم كانت سيارة سرقت من قوات الاتحاد الأفريقي في وقت سابق. وأعلنت حركة الشباب المجاهدين مسؤوليتها عن تنفيذ الهجومين. وذكر المتحدث باسم الحركة الشيخ «علي محمود راجي» أن الهجومين كانا ثأرا لقتلى المجاهدين والشعب الصومالي الذي قتلته قوات الاتحاد الأفريقي، كما كان ثأرا لمقتل صالح نبهان القيادي في تنظيم القاعدة الذي قتل قبل يومين في غارة جوية بالقرب من مدينة «برواي» التي تبعد نحو 250 كم جنوب العاصمة مقديشو. نفذتها طائرات هليوكوبتر انطلقت من على متن إحدى السفن حربية الموجودة قبالة السواحل الصومالية وعلى متنها مجموعات من القوات الخاصة الأميركية المعروفة باسم (سيلز) والجيش والبحرية. على صعيد آخر أعلنت حركة الشباب المجاهدين الصومالية عن شروط للإفراج عن خبير أمني محتجز لديها منذ أكثر من شهرين، وطالبت الحركة فرنسا بوقف أشكال الدعم السياسي والعسكري عن الحكومة الصومالية وسحب سفنها الحربية من المياه الصومالية، كما طالبت الحركة الحكومة الفرنسية بسحب موظفيها الأمنيين من الصومال، وأن تعمل فرنسا على سحب قوات الاتحاد الأفريقي من الصومال وبالذات القوات البروندية. وطالب بيان حركة الشباب المجاهدين الحكومة الفرنسية بالإفراج عن جميع «المجاهدين» المعتقلين في أنحاء مختلفة من العالم، وأضاف البيان أن تفاصيل هؤلاء المعتقلين سيتم الكشف عنها في وقت لاحق..  وربط البيان بين الحرب الجارية في الصومال وبين ما يجري في مناطق عدة من العالم الإسلامي مثل فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان والجزائر التي وصفها البيان بأنها «حرب عدوانية دولية ضد المسلمين»، وقال البيان إنه «على الرغم من ذلك فإن الحركة ستواصل حربها لتحرير الشعب الصومالي المسلم». وهذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها حركة الشباب المجاهدين الصومالية باحتجازها لواحد من الخبيرين الأمنيين الفرنسيين اللذين تم اختطافهما من أحد الفنادق في العاصمة في الـ14 من يوليو (تموز) الماضي. وكان أحد الرهائن قد تمكن من الإفلات من خاطفيه في الـ16 من الشهر الماضي وسلم نفسه للسلطات الحكومية. وقد رفضت الحكومة الفرنسية الشروط التي عرضتها حركة الشباب المجاهدين للإفراج عن الخبير الأمني الفرنسي المختطف. وقال وزير الخارجية الفرنسي «برنارد كوشنير» إن الدعم الذي تقدمه فرنسا للحكومة الصومالية سيستمر، باعتبارها الحكومة الشرعية في الصومال.