فاروق حسني يتصدر المتنافسين في دورة انتخابات اليونسكو الأولى

جولة جديدة اليوم

TT

مثلما كان متوقعا، احتل وزير الثقافة المصري المرتبة الأولى في جولة الانتخابات الأولى، التي جرت مساء أمس في مقر اليونسكو، بحصوله على 22 صوتا بفارق واسع مع المرشحة التي احتلت المرتبة الثانية وهي البلغارية إيرينا بوكوفا. وحازت الأخيرة على ثمانية أصوات، فيما تقاسم المرتبة الثالثة ثلاثة مرشحين هم المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية بنيتا فيرريرو فالدنير والمرشحة الأكوادورية إيفون عبد الباقي والمرشح الروسي الكسندر ياكفنكو.

غير أن المرشح المصري لم يحصل على ما كان يتوقعه من أصوات، إذ كان يقدر الحصول على 28 صوتا أو حتى على ثلاثين صوتا وربما أكثر بما يمكنه من الفوز منذ الجولة الأولى وذلك استنادا للوعود التي كان حصل عليها. وحسني تقدم كمرشح عن المجموعة العربية وعن الاتحاد الأفريقي وعن منظمة المؤتمر الإسلامي.

وقدرت مصادر عربية واكبت جولة الانتخابات الأولى أن يكون النقص في الأصوات سببه الدول الأفريقية التي لديها 13 صوتا في المجلس التنفيذي الذي يضم 58 بلدا موزعة على خمس مجموعات جغرافية. وتضم المجموعة العربية سبع دول. وقدرت المصادر المشار إليها أن فاروق حسني حاز على ستة أصوات عربية من أصل سبعة وعلى ثلاثة أو أربعة أصوات أفريقية.

وترى مصادر متابعة أن موقف حسني «مريح» إذا نظرنا إلى الفارق بينه وبين المرشحين الآخرين. ومن هذه الزاوية، يكفي المرشح المصري أن ينجح في اجتذاب ثمانية أصوات إضافية ليكون أول مرشح عربي يجلس في مقعد مدير عام اليونسكو.

غير أن دون ذلك عقبات. أولاها كيفية تصرف المرشحين الآخرين لجهة البقاء في السباق خصوصا المرشحتين الأووربيتين «البلغارية والنمساوية» والمرشح الروسي. ويبدو أن المرشحة الأكوادورية إيفون عبد الباقي، اللبنانية الأصل ليست في وارد الانسحاب وهي تحظى بدعم الولايات المتحدة. غير أن مصير الانتخابات يبدو مرهونا بما ستقدم عليه المرشحتان الأوروبيتان. وتبدو حظوظ فاروق حسني أكبر طالما استمرت المرشحتان في السباق وكذلك المرشحة الأكوادورية مما سيقسم الأصوات ويمكن حسني من الاقتراب من الرقم الضروري وهو ثلاثون صوتا.

ولم يحصل المرشح العربي الآخر وهو وزير خارجية الجزائر محمد بجاوي على أي صوت. وكان بجاوي مرشح كمبوديا. وحاز المرشحان الأفريقيان من بنين وتنزانيا على ثلاثة أصوات. ويبدو من المؤكد أن المرشحين الثلاثة الأخيرين سينسحبون من السباق كذلك ستنسحب مرشحة ليتوانيا إينا مرشيليونيته. وستجرى دورة الانتخاب الثانية الساعة السادسة والنصف مساء اليوم فيما الثالثة مقررة بعد ظهر السبت.

وقالت أوساط الوفد المصري إن وزير الثقافة «يأمل» في تجميع الأصوات التي يحتاجها منذ جولة اليوم الجمعة.

وزادت مدة التصويت على الساعة وعلم أن رئيس المجلس التنفيذي الذي ترأس الجلسة طلب عد الأصوات مرتين. ووجدت ورقة بيضاء. وذهبت التكهنات في كل اتجاه لمعرفة من صاحبها.

واستخدمت الولايات المتحدة عدة حجج لثني الدول العربية عن الاقتراع لصالح حسني بالقول إنه حان الوقت لانتخاب امرأة على رأس اليونيسكو وإن من جميل الصدف أن هناك امرأة ذات صفات استثنائية في إشارة إلى المرشحة الأكوادورية من أصل لبناني إيفون عبد الباقي. وعقدت المجموعة العربية اجتماعا تنسيقيا عقب انتهاء الدورة الأولى لدراسة النتائج ورسم خطة تحرك.

وقال مصدر غربي شارك في الانتخابات إن «الأمور ما زالت مفتوحة وكل السيناريوهات واردة» بما في ذلك أن تغير دول وجهة تصويتها باعتبار أن الوعود التي أعطتها إنما هي صالحة في الدورة الأولى. لكنها في الوقت عينه اعترفت بأهمية الفارق الذي حققه حسني مع منافسيه مما يعطيه موقعا مريحا للجولات اللاحقة.