مقتل زعيم تنظيم القاعدة بإندونيسيا

جاكرتا تعلن مقتل نورالدين توب أثناء مداهمة لمخبأ مسلحين

TT

أعلنت الشرطة الاندونيسية أمس مقتل نور الدين محمد توب قيادي «القاعدة» أبرز المتشددين المطلوبين في البلاد خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في وسط جاوا مما أنهى تهديدا أمنيا كبيرا قبل زيارة مقررة للرئيس الأميركي باراك أوباما لاندونيسيا. وأكد قائد الشرطة الإندونيسية أمس مقتل المطلوب الأمني الأول في البلاد زعيم «تنظيم قاعدة الجهاد» نور الدين محمد توب أثناء عملية دهم لمنزل في جزيرة جاوا. ورد الجنرال بامبانج هندارسو دانوري اليوم لدى خروجه من لقاء مع الرئيس سوسيلو بامبانغ يوديونو بالإيجاب على سؤال حول ما إذا كان توب قد قتل، مضيفا أن تفاصيل الهجوم موجودة في المقر العام للشرطة الوطنية الإندونيسية. ويشتبه على نطاق واسع بأن توب المولود في ماليزيا والذي شكل جماعة تنفذ عمليات عنف منشقة عن الجماعة الإسلامية هو العقل المدبر لهجمات بالقنابل استهدفت فندقين فخمين في العاصمة الاندونيسية جاكرتا في يوليو (تموز) بالإضافة إلى هجمات أخرى في بالي وجاكرتا قتلت أعدادا كبيرة من الغربيين والاندونيسيين. وسئل بامبانج هندارسو دانوري قائد الشرطة الوطنية الاندونيسية عما إذا كان توب قد قتل حقا فقال للصحافيين « نعم.. نعم.. نعم» وكان قائد الشرطة قد خرج لتوه من اجتماع مع الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو. وأعلن دانوري في وقت لاحق وقد علت الابتسامة وجهه مقتل توب في مؤتمر صحافي ورفع صورا لإظهار تطابق بصمات توب مع البصمات الموجودة في ملفات الشرطة. وأضاف أن الشرطة صادرت أيضا وثائق وأجهزة كمبيوتر شخصية وأسلحة خلال المداهمة. وكانت وسائل إعلام أعلنت نقلا عن مصادر في الشرطة أن توب قتل الشهر الماضي في عملية للشرطة في وسط جاوا لكن فحوص الطب الشرعي أثبتت عدم صحة النبأ بعد ذلك بأيام. وتعرضت اندونيسيا أكبر اقتصاد في جنوب شرقي آسيا وأكبر الدول الإسلامية من حيث عدد السكان لضغط شديد لاعتقال أو قتل توب قبل زيارة أوباما المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت سيدني جونز وهي خبيرة في شؤون المتشددين الإسلاميين لدى مجموعة الأزمات الدولية: «إنها ضربة قوية للمنظمات المتشددة في اندونيسيا والمنطقة». وأضافت أنه: «نجاح كبير للشرطة لكنه للأسف لا يعني حل مشكلة الإرهاب». لم يتضح بعد عدد الأشخاص الذين كانوا في مجموعة نور الدين وهناك عدد من الفارين الذين من الممكن على الأقل أن يحلوا محله في قيادة منظمة على غرار تنظيم القاعدة. وقال نانان سويكارنا وهو متحدث باسم الشرطة الوطنية أن ثلاثة أشخاص اعتقلوا في مداهمة ليلية لمنزل بالقرب من سولو وهم زوجة الرجل الذي يؤجر المنزل واثنان آخران اعتقلا في وقت لاحق. وأضاف أن الشرطة عثرت في وقت لاحق على ثمانية أكياس بها متفجرات وقال: «صادرنا متفجرات أيضا وأسلحة وقنبلة يدوية في المنزل. وقالت الشرطة ومحللون إن ثلاثة أشخاص آخرين قتلوا في العملية بينهم أفراد في الدائرة المحيطة بتوب.

وتطارد الشرطة عددا من المشتبه بهم تعتقد بأنهم كانوا وراء الهجومين على فندقي ريتز-كارلتون وجيه.دبليو. ماريوت في جاكرتا يوم 17 يوليو والتي أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص من بينهم المفجران الانتحاريان وإصابة 53 آخرين. وأنهت هجمات القنابل في جاكرتا في يوليو هدوءا استمر أربع سنوات لم تقع فيها هجمات للمتشددين في اندونيسيا. وأظهرت تحقيقات لاحقة للشرطة أن مجموعة المتشددين التي يتزعمها توب كانت تخطط لاغتيال الرئيس الاندونيسي في منزله في هجوم بشاحنة ملغومة. وظلت الشرطة تطارد توب الذي يقوم بجهود كبيرة في تجنيد المتشددين والتمويل ووضع الاستراتيجية للجماعة الإسلامية لسنوات وراوغ الاعتقال عدة مرات. واختبأ توب وأعوانه في منازل أمنة في وسط جاوا مستعينين بشبكة من المتعاطفين معهم في المنطقة كانوا ينقلون لهم أيضا الرسائل كوسيلة تواصل مع الخلايا التابعة له بدلا من اتصالات الهاتف المحمول التي يسهل تعقبها.