الحكومة اليمنية تشكل لجنة تحقيق في مقتل مدنيين بقصف جوي

تقارير عن مقتل 80 في تجمع عشوائي للاجئين

TT

قال مصدر أمني يمني أمس إن الحكومة اليمنية شكلت لجنة للتحقيق في مسألة مقتل أكثر من ثمانين لاجئا مدنيا في قصف جوي نفذته القوات اليمنية الأربعاء شرق حرف سفيان في محافظة عمران شمال صنعاء، إنما دون تأكيد حصول الواقعة الدامية.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية نقل موقع «26 سبتمبر.نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية عن مصدر في اللجنة الأمنية العليا قوله إن «القيادة أقرت تشكيل لجنة للتحقق من الأنباء التي زعمت عن تعرض عدد من المواطنين لقصف جوي في منطقة العادي بحرف سفيان».

وكان شهود عيان والمتمردون الحوثيون فضلا عن منظمة «هيومن رايتس ووتش» أشاروا إلى أن أكثر من ثمانين مدنيا قتلوا في غارة للجيش اليمني استهدف تجمعا عشوائيا للاجئين في العادي، التي تبعد 120 كلم شمال صنعاء.

ونفى المصدر الأمني الحكومي وجود أي تجمعات للنازحين في تلك المنطقة، وقال إنها «منطقة عمليات عسكرية وتجمع للعناصر الإرهابية التخريبية».

وأشار المصدر إلى أن حركة التمرد دأبت «في الآونة الأخيرة على منع المواطنين بالقوة من النزوح إلى مناطق آمنة، متخذة إياهم دروعا بشرية بهدف إلحاق الضرر بهم».

كما ذكر أن الحوثيين قاموا «قبل ثلاثة أيام بمنع المواطنين في منطقة مران من النزوح إلى مناطق آمنة وقاموا بإطلاق النار على المواطنين لمنعهم من مغادرة المنطقة، وأدى ذلك إلى مقتل ثمانية من المواطنين».

وأدانت جماعات حقوقية محلية ودولية الهجوم الذي جاء بعد تقارير عن مقتل العشرات في قصف ببلدة تجارية يوم الاثنين، ودعت الحكومة لضمان حماية المدنيين.

وقال لاجئ في معسكر بمنطقة حرف سفيان التي تقع في قلب القتال الذي اندلع في بداية أغسطس (آب) إن نحو 87 شخصا قتلوا في الغارة التي وقعت بعد ظهر أول من أمس الأربعاء. وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن 87 جثة دفنت أمس. وقال: «أصيب المخيم بالصدمة عندما قصفه سلاح الجو. عندما بدأت طائرة واحدة القصف هرع البعض صوب قناة للمياه لكنهم قتلوا عندما قصفتهم الطائرة ثانية».

قال موقع «نيوز يمن» الإلكتروني المستقل إن 85 شخصا لقوا حتفهم، وقال المركز اليمني لحقوق الإنسان، وهو منظمة غير حكومية، إن لديه أدلة على أن الطائرات استهدفت منطقة تجارية مزدحمة في التلة مما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وقال جو ستورك نائب مدير منطقة الشرق الأوسط في منظمة «هيومان رايتس ووتش» ومقرها نيويورك، في بيان: «يجب أن تتحرى الحكومة اليمنية أمر ما يمكن أن يكون هجوما مروعا على المدنيين. لا يجب مهاجمة المدنيين مطلقا».

وتقول وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إن ما يزيد عن 100 ألف شخص فروا من منازلهم مع تصاعد وتيرة القتال. ووجهت وكالات الإغاثة مناشدة في جنيف الشهر الماضي بجمع 23.5 مليون دولار لمساعدة اليمن. ويعيش الآلاف في خيمات في المنطقة الجبلية.

وتواجه وسائل الإعلام صعوبات في الوصول إلى منطقة الصراع في محافظتي صعدة وعمران والتحقق من التقارير الواردة من كل جانب.