نجاد يعلن أن إيران لا تحتاج سلاحا نوويا.. لكنه يرفض تأكيد أن طهران لن تحوزه

الرئيس الإيراني: إسرائيل لن تبقى طويلا ولا تربطوا مصيركم بها.. هذا النظام مات

TT

قبل أيام من توجهه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في مقابلة أجرتها شبكة «إن بي سي» الأميركية أن بلاده ليست بحاجة للسلاح النووي، إلا أنه رفض تأكيد أن طهران لن تحوزه. وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كان يستطيع أن يؤكد بكل بوضوح أن إيران تستبعد أي إمكانية للحصول على السلاح النووي يوما ما، اكتفى أحمدي نجاد بالقول للصحافية التي كانت تجري المقابلة معه «تستطيعين أيتها السيدة أن تستخلصي مما أقول ما تريدين». لكنه أضاف بحسب ما نقلت «إن بي سي» على موقعها الإلكتروني «إن كنا نتحدث عن تخصيب اليورانيوم لأهداف سلمية، فهذا أمر لن نضع له حدا في أي وقت في إيران».

كما صعّد الرئيس الإيراني لهجته ضد إسرائيل ووصف المحرقة النازية بأنها «كذبة» فيما تحاول القوى العالمية اتخاذ قرار بشأن أسلوب التعامل مع الطموحات النووية لإيران التي تعيش أزمة سياسية متفاقمة.

وقال أحمدي نجاد للمصلين في جامعة طهران في ختام مسيرة (يوم القدس) التي تقام سنويا في إيران إن «ذريعة المحرقة لإقامة النظام الصهيوني كاذبة.. إنها أكذوبة قائمة على زعم خيالي غير مثبت». وأضاف «التصدي للنظام الصهيوني، هو واجب وطني وديني». وفي الماضي تسببت خطب وتصريحات أحمدي نجاد المناهضة للغرب عن المحرقة في استياء عالمي وفي عزل إيران التي تختلف مع الغرب بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. وأضاف أحمدي نجاد في كلمة بثتها الإذاعة الرسمية الإيرانية على الهواء مباشرة «لن يبقى هذا النظام (إسرائيل) طويلا. لا تربطوا مصيركم به.. هذا النظام لا مستقبل له. هذا النظام مات». وتأتي تصريحات الرئيس الإيراني قبل مشاركة طهران في المحادثات التي ستعقد في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) مع القوى الكبرى التي ينتابها القلق بشأن الاستراتيجية النووية لإيران.

كما أعلن أحمدي نجاد مجددا أن بلاده لن تتخلى «مطلقا» عن برنامجها النووي لإرضاء المنتقدين في الغرب. وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون «إن.بي.سي» الأميركية لم يقدم الرئيس الإيراني أيضا إجابة مباشرة عندما سئل عما إذا كانت هناك أي ظروف قد تجعل إيران تطور سلاحا نوويا.

وقال أحمدي نجاد الذي كان يتحدث من خلال مترجم «نحن لا نحتاج الأسلحة النووية. لا نرى حاجة لمثل هذه الأسلحة. والظروف في شتى أنحاء العالم تسير في اتجاه مؤيد لأفكارنا». وتشتبه القوى الكبرى أن برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم غطاء لإنتاج سلاح نووي. وقالت إيران مرارا إنها تستهدف توليد الكهرباء وليس إنتاج قنبلة، بالرغم من أنه ليس لديها محطات نووية لاستخدام اليورانيوم منخفض التخصيب. ولم تقابل محادثات القوى الكبرى مع إيران المقررة الشهر المقبل بارتياح واضح في إسرائيل التي تريد من القوى العالمية الاستعداد لفرض عقوبات على واردات الطاقة الإيرانية لكنها تتوقع معارضة روسيا والصين لاستصدار أي قرار في هذا الشأن من مجلس الأمن الدولي.

وأضاف أحمدي نجاد حسب الترجمة «نحن دائما نؤمن بالمفاوضات والمحادثات. هذا هو منطقنا ولم يتغير أي شيء». وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كان يستطيع أن يؤكد بكل بوضوح أن إيران تستبعد أي إمكانية للحصول على السلاح النووي يوما ما، اكتفى احمدي نجاد بالقول للصحافية التي كانت تجري المقابلة معه «تستطيعين أيتها السيدة أن تستخلصي مما أقول ما تريدين». لكنه أضاف بحسب ما نقلت «إن بي سي» على موقعها الإلكتروني «إن كنا نتحدث عن تخصيب اليورانيوم لأهداف سلمية، فهذا أمر لن نضع له حدا في أي وقت في إيران».

وأبلغت الولايات المتحدة بوضوح لإيران أن عليها التطرق «بشكل مباشر» إلى مسألة برنامجها النووي في أي مفاوضات تجري، بحسب ما أعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الثلاثاء. وقالت كلينتون «لقد قلنا بوضوح للإيرانيين إن أي مفاوضات نشارك فيها يجب أن تتطرق مباشرة إلى الملف النووي. هذا أمر لا يمكن تجاهله».

وقالت إن الاجتماع في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) سيكون بمثابة «تحقيق» للوعد الذي قطعه الرئيس باراك أوباما بمد اليد لإيران رغم ثلاثة قرون من العداء بين البلدين، مضيفة أن الولايات المتحدة ستبقى خلال الاجتماع على نهجها المزدوج القائم على الترغيب والترهيب. وتدعو الدول الست باستمرار لإجراء مفاوضات عاجلة مع إيران منذ أن قدمت طهران الأسبوع الماضي مجموعة اقتراحات تلقاها الغربيون بتشكيك. واعتبرت الولايات المتحدة أن هذه الاقتراحات «لا تستجيب فعلا» لمخاوفها الأساسية، فيما رأت روسيا أن طهران جاهزة لمحادثات «بناءة».

كما أعرب الرئيس الإيراني عن أسفه لمقتل متظاهرين بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو (حزيران) وكانت مثيرة للجدل. وقال الرئيس الإيراني «نأسف جميعا لسقوط قتلى». وأوضح «لقد حزنت كما هو حال جميع الإيرانيين» مؤكدا أنه طلب فتح تحقيق بالأمر. وحول وفاة الشابة الإيرانية ندا اغا سلطاني قال أحمدي نجاد «نعتقد أن هذا الحادث هو وفاة مشبوهة». وأضاف «نحن فعلا متأسفون وأنا متأكد أن الحقيقة سوف تظهر». وكان الطبيب الذي حاول إنقاذ حياتها قال لمحطة التلفزيون البريطانية «بي بي سي» إنها اصيبت بالرصاص وإن المتظاهرين حددوا القاتل بأنه عضو في ميليشيا الباسيج (حراس الثورة الإيرانية) التي تدعم النظام.

وأثارت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد للرئاسة الإيرانية في 12يونيو والتي شابتها تجاوزات حسب المرشحين الخاسرين، أعنف مواجهات خطيرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية. وقتل رسميا 30 شخصا في المظاهرات التي جرت على عدة أسابيع، ولكن المعارضة تحدثت عن 69 قتيلا.

واعتقل ما لا يقل عن أربعمائة شخص خلال المظاهرات، حسب مصادر رسمية. وانتقدت باريس أمس تصريحات أحمدي نجاد حول إسرائيل، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن «هذا الكلام غير مقبول ويثير صدمة، ونحن ندينه بشدة».