عشرات القتلى والجرحى في هجوم انتحاري غرب باكستان

اعتقال قائد خلية إرهابية في وادي سوات

مواطنون باكستانيون يعاينون اثار التفجير الانتحاري الذي وقع امس داخل سوق مزدحم في مدينة كوهات شمال غرب البلاد (أ.ف.ب)
TT

قُتل 36 شخصا على الأقل وجُرح عدد كبير في تفجير انتحاري وقع داخل سوق مزدحم في مدينة كوهات، التي تقع شمال غرب البلاد حيث تقوم القوات الأمنية الباكستانية بعمليات عسكرية ضد مسلحي حركة طالبان. ووقع التفجير في الطريق الرئيس بمدينة كوهات، وتسبب في دمار بفندق يقع في الجوار، بالإضافة إلى عدد كبير من المحلات التجارية. ويبدو أن هذا الهجوم عشوائي ولم يكن هناك هدف محدد. ومع ذلك، يقول مواطنون ومسؤولون في الشرطة، إنه قد يكون هجوما طائفيا يستهدف السكان الشيعة المحليين، حيث إن هذه المنطقة تسكن بها غالبية من المسلمين الشيعة. وتضيف الشرطة أن الهجوم نفذ بالقرب من محطة حافلات. وتسبب الانفجار في تدمير العديد من المحال التجارية وفندق صغير يعتقد أن هناك أشخاصا محاصرين تحت ركامه. وأكد فضل نعيم المتحدث باسم شرطة كوهات أن 36 شخصا على الأقل قتلوا في الهجوم الانتحاري بسيارة ملغومة، وأن أكثر من 60 شخصا تم نقلهم للمستشفيات.

وقال نعيم، إن عدد الضحايا كبير للغاية لأن موقع الانفجار كان قرب تقاطع طريق مزدحم يؤدي إلى مدن أخرى. وقال علي حسن وهو ضابط شرطة آخر «لقد فجر الانتحاري سيارته البيضاء المشحونة بالمتفجرات في وسط السوق». وأضاف حسن إن ثماني سيارات تحطمت جراء الانفجار، فيما يحاول عمال الإنقاذ والسكان المحليون إخراج الضحايا من تحت الأنقاض. وذكر مسؤول بالمستشفى الحكومي المحلي أن ثماني جثث و40 مصابا نقلوا إلى المستشفى حتى الآن. وقال عمر خان وهو طبيب عسكري «أربعة من المصابين على الأقل حالتهم خطيرة». وتم نقل عشرين مصابا لعيادات طبية خاصة. كان معظم القتلى من المسلمين الشيعة. وقامت مجموعة من العامة الغاضبين برشق الشرطة بالحجارة، وقامت بإغلاق الطرق وإحراق إطارات بالقرب من موقع الهجوم. وأعلن شخص يستدل من حديثه على أنه من جماعة «عسكر جنجوي» السنية المتطرفة مسؤولية الجماعة عن الهجوم. وقال المتحدث الذي عرف نفسه باسم عثمان حيدر للصحافيين المحليين في كوهات عبر الهاتف، إن الهجوم كان انتقاما لمقتل زعيم الجماعة مولانا أمين. وتتاخم بلدة كوهات المنطقة القبلية المضطربة في باكستان حيث تجري القوات الحكومية عمليات ضد طالبان.

إلى ذلك اعتقلت السلطات الأمنية في باكستان قيادياً من المتشددين، وصفته بأنه «قائد إرهابي» من طالبان، إلى جانب العشرات من المسلحين وذلك في إطار عملياتها العسكرية وحملاتها ضد المسلحين المتشددين في مناطق مختلفة من البلاد، وفقاً لما ذكره ضباط في الجيش الباكستاني أول من أمس. وقال الجيش الباكستاني في بيان له، إنه تم اعتقال القائد المسلح شير محمد قصب. مشيراً إلى أنه أصيب أثناء عملية اعتقاله. واعتقل شير قصب، أحد قادة طالبان الـ15 وكان يحمل مبلغا وقدرة 10 ملايين روبية (نحو 120 ألف دولار أميركي)، تم القبض عليه في سوات مع 16 مسلحا آخرين. ويعد القصب ثالث قائد رفيع المستوى يعلن القبض عليه خلال الأيام الخمسة الماضية. وقال الكولونيل آثار عباس المتحدث باسم الجيش، إن قصب اتهم بقطع رقبة عدد من ضباط وجنود الجيش الباكستاني. وفي عمليات أخرى للأجهزة الأمنية الباكستانية اعتقل ما يزيد على 59 مسلحاً مشتبها في شمالي البلاد. وكانت السلطات الأمنية الباكستانية قد أعلنت في وقت سابق عن اعتقال المتحدث باسم حركة طالبان باكستان، مسلم خان في منطقة وادي سوات المضطربة. وأوضح الناطق باسم الجيش الباكستاني، الجنرال آثار عباس، أن السلطات اعتقلت أيضا محمد خان، وهو قائد في حركة طالبان يعمل في المنطقة ذاتها، إلى جانب ثلاثة آخرين تم اعتقالهم في العملية ذاتها شمال غرب البلاد.