الجيش التركي يطلب تمديد التفويض له بشن عمليات شمال العراق

قيادي في «العمال» الكردستاني لـ«الشرق الأوسط»: التمديد الجديد سيكون عقيما كسابقيه

TT

تزامنا مع جهود الوساطة التي يبذلها بعض الأطراف السياسية داخل وخارج تركيا لحل القضية الكردية في تركيا وإنهاء الحركة المسلحة لحزب العمال الكردستاني المناهض عبر الوسائل السلمية، طلب الجيش التركي من البرلمان تمديد التفويض الممنوح له بمهاجمة حزب العمال في كردستان العراق متى ما دعت الضرورة إلى ذلك. ويؤكد حزب العمال من جانبه أن النظام في تركيا ليس جادا على الإطلاق في تعاطيه مع القضية الكردية ولا ينوي أبدا حلها بالوسائل السلمية كما تدعي ذلك من خلال وسائل الإعلام. وقال أحمد دنيز مسؤول العلاقات الخارجية لحزب العمال: «إن مطالبة الجيش بتمديد التفويض له تتطلب قرارا من البرلمان قبل كل شيء وليس بالضرورة أن تتم الموافقة على الطلب، وحتى لو افترضنا إقرار التفويض فإن الأمر سوف لن يكون ذا تأثير علينا وعلى حركة شعبنا التحررية في تركيا، بدليل أن التفويض مدد خلال العامين السابقين من دون أن يأتي بنتيجة، ولا شك أن التمديد الجديد إذا حصل سيكون عقيما أيضا».

وأردف دنيز قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن تركيا «ليست جادة إطلاقا في ادعاءاتها حول حل القضية الكردية في البلاد، فهي من جهة تطلق تصريحات بخصوص حل القضية الكردية، ومن جهة ثانية تشن عمليات عسكرية ضدنا بموازاة ممارسة ضغوط سياسية على حزب المجتمع الديمقراطي الكردي، أي إنها شرعت في عملية السلام الشكلية تحت ضغوط حزب العمال والشعب الكردي في تركيا». وأشار دنيز إلى أن الدولة التركية «لم تتخل بعد عن حلمها في مصادرة الإرادة السياسية للشعب الكردي وتصفية حزب العمال كليا». وقال: «لقد انتهجت تركيا ضدنا وضد شعبنا كل ما لديها من وسائل وإمكانات من دون أن تحقق أي نتيجة واضطرت في نهاية المطاف للجنوح إلى السلام معنا، بمعنى أن مشروع السلام القائم بيننا حاليا هو مشروع الدولة التركية بكل أقطابها وليس مشروعا خاصا بحزب العدالة والتنمية الحاكم، بزعامة أردوغان، والغاية الأساسية من هذا المشروع السلمي هي تصفية حزب العمال كليا لا تحقيق السلام في المنطقة، وإلا لو كانت تركيا جادة في مساعيها تجاه السلام لما استمرت في عملياتها العسكرية ولما واصلت ضغوطها على حزب المجتمع الديمقراطي الكردي ولما قوضت إرادة الشعب الكردي بدليل ما صرح به أردوغان قبل يومين قائلا إن العمليات العسكرية ضد العمال لن تتوقف في أي وقت». من جانبه، قال اللواء جبار ياور أمين عام وزارة شؤون البيشمركة في حكومة إقليم كردستان والمتحدث الرسمي باسم القيادة العامة لقوات حماية إقليم كردستان لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش التركي يطلب سنويا تمديد التفويض الممنوح له من باب الاحتياط بغية التدخل العسكري لمواجهة حزب العمال عندما تستدعي الضرورة، ولكن السلطات التركية تبذل حاليا جهودا مضنية من أجل حل قضية حزب العمال بالطرق السلمية، وقد خطت في هذا السبيل خطوات مثمرة سواء من جانب رئيس الحكومة أردوغان أو من جانب الحكومة والقوى السياسية الأخرى، بل وحتى أقطاب الجيش أيضا».