الرئيس الروسي: سنراعي المخاوف الأميركية ولا مقايضات حول إيران

خبراء روس نصحوا بتقديم تنازلات منها الامتناع عن تزويدها ببعض الأسلحة

TT

كشف الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن بلاده ستأخذ في اعتبارها مخاوف الولايات المتحدة التي أصغت إلى صوت روسيا بشأن القلق تجاه خطة نشر الدرع الصاروخية الأميركية شرق أوروبا، لكنه أشار إلى أن الخطوة لا تعني الإقدام على أي مقايضات مع الولايات المتحدة، في إشارة غير مباشرة إلى ما يقال حول احتمالات نزول موسكو على إرادة واشنطن والانضمام إلى حملة الضغط ضد إيران وتوجهات فرض العقوبات أو استخدام القوة ضدها.

وحمل ميدفيديف في حديثه إلى ممثلي وسائل إعلام غربية قبيل بدء زيارته المرتقبة لسويسرا، على الغرب بمفهومه الجغرافي الواسع، حين قال إنه «لم يتخلص بعد من أنماط عقلية الحرب الباردة» في علاقاته مع روسيا التي «لا يزال ينظر إليها من فوهة البندقية». وقال «يستندون إلى تصورات خاطئة تقول إن روسيا تبني توجهاتها لإعادة رسم خريطة العالم وكسب بعض القضايا الاقتصادية استنادا إلى السبل العسكرية»، وإن اعترف بأن روسيا ترتكب نفس الخطأ أحيانا.

وفي الوقت الذي يواصل فيه بعض المعلقين الروس الإعراب عن مخاوفهم بشأن مستقبل خطة نشر الدرع الصاروخية الأميركية، يتوقف آخرون عند ما يقوله بعض المسؤولين الأميركيين حول احتمالات التعاون مع روسيا في إنشاء درع صاروخية جديدة لا تكفل التصدي للصواريخ الباليستية وحسب بل لتكون قادرة على مواجهة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى إلى جانب التصدي للأخطار المحتملة من جانب إيران حسب الخطة التي كشف عنها الرئيس بارك أوباما.

ونقلت المصادر الروسية عن دوغلاس بال نائب رئيس مؤسسة كارنيغي قوله بوجود الإمكانيات لتعاون البلدين في إنشاء هذه الدرع الصاروخية وتأكيده على انتفاء الحاجة إليها في حال إرغام إيران على التخلي عن ملفها النووي. وبهذا الصدد حذر بعض المتخصصين الروس ومنهم الجنرال ليونيد ايفاشوف نائب رئيس الأكاديمية الجيوسياسية من مغبة الالتفاف على تخلي إدارة أوباما عن خطة نشر عناصر الدرع الصاروخية في بولندا وتشيكيا. وقال إن الولايات المتحدة تستطيع استبدال الدرع الصاروخية بأقمار صناعية حربية وطائرات مزودة بأسلحة الليزر الحديثة إلى جانب الأنظمة الضاربة التي تعمل الولايات المتحدة لنشرها في الفضاء الخارجي.

ووصف ايفاشوف المحسوب على التيار المتشدد مبادرة أوباما بأنها قد تكون مناورة سياسية. غير أن هناك من تتسم تعليقاته بالمرونة مثل خبراء معهد العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي حسبما قالت وكالة أنباء «ريا نوفوستي». ونشرت الوكالة عنهم توصياتهم إلى الدبلوماسيين الروس بتقديم بعض التنازلات إلى الجانب الأميركي والتي قالوا إنها قد تتمثل في تأييد بعض العقوبات ضد إيران والامتناع عن تزويدها ببعض الأسلحة وتوسيع مساعداتها لنقل العتاد والأسلحة الأميركية إلى أفغانستان عبر الأجواء الأميركية إلى جانب عرض التعاون بين روسيا في استخدام محطة رادار غاباليا في أذربيجان وارمافير في جنوب القوقاز الروسي، ما قد يهدئ من غلواء الصقور في الولايات المتحدة. وكان الرئيس السابق ورئيس الحكومة الحالية فلاديمير بوتين قد أفصح عن مثل هذه التوجهات إبان فترة حكمه وهو ما رفضته الإدارة الأميركية السابقة. غير أن إجماعا يكاد يتبدى بين صفوف الأوساط السياسية والعسكرية حول أن قرار أوباما يوفر أفضل الفرص لإعادة إطلاق العلاقات الروسية ـ الأميركية ويمهد الطريق أمام إعداد اتفاقية الحد من الأسلحة الاستراتيجية وتوقيعها فبل نهاية هذا العام.