الغزيون يعتمدون على الجمعيات الخيرية.. و«العيديات» من الخارج لمواجهة نفقات العيد

TT

وجد عامر براك الذي يدير «جمعية الصلاح» الخيرية في حي بركة الوز، وسط قطاع غزة، صعوبة كبيرة أمس في أخذ طريقه نحو مبنى الجمعية، حيث إن الطريق الضيق الذي يؤدي للمبنى كان يعج بالرجال والنساء الذين كانوا ينتظرون على أحر من الجمر بدء العمل داخل الجمعية على أمل الحصول على المساعدات التي توزعها على المعوزين عشية العيد.

ويتم توزيع المساعدات على المحتاجين بناء على قوائم أعدها الباحثون في الجمعية منذ وقت طويل ويتم تحديثها بين الفينة والأخرى. ويقوم أحد موظفي البلدية بتلاوة أسماء الأشخاص الذين يحق لهم الحصول على المساعدات. وانفجرت إحدى السيدات باكية عندما تبين أن اسمها لم يكن ضمن القائمة. وبصوت تخنقه العبرات حاولت السيدة أن تشرح حقيقة الأوضاع البائسة التي تعيشها عائلتها، مشيرة إلى أن زوجها يعاني من شلل بعد إصابته بجلطة دماغية، ولديها ثلاثة أبناء يدرسون في الجامعة، بالإضافة إلى خمسة من الأبناء يدرسون في المدارس الثانوية والإعدادية. لم تسمح السيدة للموظف بالرد عليها، بل ألقمته تقريرا طبيا حول وضع زوجها. ورغم ذلك لم يمنح الموظف الذي بدا عليه التأثر الشديد، السيدة مساعدة مالية أو عينية، بل طلب منها القدوم بعد إجازة العيد من أجل محاولة إيجاد على عائلة ثرية في الخارج أو الداخل تقوم بكفالة أسرتها، وطمأنها أنه يكاد يتيقن أنه سيجد من يقوم بكفالتها. وقال براك لـ «الشرق الأوسط» إنه طرأت زيادة بنسبة 20% على عدد العائلات التي تقدمت بطلب الحصول على مساعدات عشية العيد مقارنة بالعام الماضي. وأضاف أن المساعدات التي تقدمها الجمعية تشمل المساعدات العينية والمالية بالإضافة للقسائم الشرائية. وحاول بعض الجمعيات الخيرية أن تتخصص في توزيع مساعدات محددة عشية العيد. فعلى سبيل المثال، قررت لجنة الزكاة في المنطقة الوسطى من القطاع، هذا العيد توزيع ملابس وأحذية على المحتاجين وفق قوائم معدة سلفا. وحسب أحمد الحاطي مدير لجنة اللجنة فإنه يتم التعاقد مع بعض متاجر الملابس والأحذية، لإرسال أفراد العائلات المعوزة لهذه المحال للحصول على ما يحتاجون. وقال الحاطي لـ «الشرق الأوسط» إن التركيز على توزيع الملابس والأحذية يأتي بسبب ارتفاع أسعارها بشكل كبير. وتقوم الجمعيات الخيرية بتجنيد الأموال لصالح تمويل المساعدات للمعوزين من موسرين وأثرياء في الداخل والخارج. ولا يقتصر تقديم المساعدات للمعوزين عشية العيد، بل إن الأقارب المغتربين يقومون بدور كبير في هذا الجانب. فقد عاد محمد ساعد من العمرة بخمسة آلاف دينار أردني من أحد اقاربه عندما التقاه أثناء العمرة، لكي يقوم بدوره بتوزيعها كعيديات على الأسر الفقيرة من العائلة. في نفس الوقت فإن الكثير من السعوديين والخليجيين بشكل عام يستغلون مواسم العمرة لإرسال مساعدات مالية كعيديات للأسر المحتاجة. من ناحية ثانية، أعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة عن صرفها مليون دولار لـ 10 آلاف عامل في قطاع غزة بمناسبة حلول عيد الفطر. وأوضح وزير الشؤون الاجتماعية أحمد الكرد أن هذا المبلغ استقطع من رواتب وزراء الحكومة ونواب المجلس التشريعي وموظفي الحكومية وموظفي الجامعة الإسلامية. وبينت الوزارة أنه سيتم صرف مبلغ 100 دولار لكل عامل، عبر بنوك البريد المنتشرة في محافظات القطاع، التي ستفتح استثنائيا لهذه المهمة. وكشف الكرد عن توزيع الحكومة لمبلغ مليوني دولار على عشرين ألف عامل بغزة خلال شهر رمضان الجاري.

وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية، قد أعلن قبيل شهر رمضان أن وزراءه ونواب المجلس التشريعي في غزة قرروا التبرع براتب يوليو (تموز) الماضي، كاملا؛ لتوفير مساعدة عاجلة للعمال والفئات الأكثر احتياجا في شهر رمضان المبارك.