خادم الحرمين معتذرا عن قبول تسمية مشروع للرعاية الصحية باسمه: لا أود أن يقال إني صاحبه فأنتم أصحاب المشروع

قال: كل شيء يتعلق بصحة المواطن السعودي أنا معه

خادم الحرمين في صورة جماعية تجمعه مع وزير الصحة ووكلاء وكبار مسؤولي الوزارة الذين استقبلهم في مكة المكرمة مساء أول من أمس (واس)
TT

اعتذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، عن قبول تسمية مشروع للرعاية الصحية باسمه، وقال مخاطبا وزير الصحة ووكلاء وكبار مسؤولي الوزارة الذين استقبلهم مساء أول من أمس بقصر الصفا في مكة المكرمة «هذا واجب علي أنا، ولا أود أن يقال إني صاحبه، أصحاب المشروع أنتم، وما أنا إلا فرد منكم، وإذا كان من الممكن أن تسامحوني عن الاسم». وأضاف: «يكفيني اسم واحد وهو أني عبد الله، هذا يكفي لأن هذا واجبي وواجب كل مواطن يخدم دينه ووطنه ما عليه شكر ولا عليه شيء أبدا لأنه واجب عليه»، رافضا تسميته بـ«مشروع الملك عبد الله للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة».

وقدم الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة السعودي عرضا لخادم الحرمين الشريفين عن مشروع الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة تناول تطور المؤشرات الحيوية ومبررات القيام بدراسة المشروع، وتحديات القطاع الصحي وتصاعد تكاليف التقنية الصحية، ونمو السكان في المملكة وتغير التركيبة السكانية، وأسباب الأمراض وتزايد مسببات الأمراض المزمنة. كما شمل العرض نسبة الأسرّة في المستشفيات والأطباء والممرضين مقابل عدد السكان. واستعرض الوزير الربيعة أهداف المشروع ومراحل إعداده ودراسته وما سيوفره من خدمة للمواطن في جميع أرجاء الوطن.

واستمع وزير الصحة والحضور إلى ملاحظات خادم الحرمين الشريفين وتوجيهاته بالحرص على صحة المواطن. وقال خادم الحرمين: «هذا مشروع المملكة العربية السعودية، ومشروع المواطن السعودي، هذا هو أهم شيء عندي». وأضاف: «كل شيء فيه صحة الشعب السعودي أنا معه على طول، المهم التنفيذ الجيد والإخلاص في العمل من الأطباء ومن الذين تحت الأطباء».

وأكد الملك عبد الله أهمية توفير الكوادر الطبية السعودية المدربة، وتوعية جميع العاملين في القطاع الصحي بأهمية ما يقدمونه من عمل في خدمة المرضى، مؤكدا على أهمية التعامل الحسن مع جميع أبناء الوطن وقال: «وطنكم أهم شيء عليكم لأن أبناءكم فيه وأمهاتكم فيه وآباءكم وأولادكم، ولهذا لازم الإنسان أن يداريهم مثلما يداري أبناءه، هؤلاء أبناؤكم، أبناء وطنكم، وأرجو لكم التوفيق».

وكان الدكتور عبد الله الربيعة ألقى في بداية اللقاء كلمة، قدم خلالها تهانيه لخادم الحرمين الشريفين بمناسبة العشر الأواخر من رمضان وبنجاح موسم العمرة والزيارة، مؤكدا أن التقارير عن مرض إنفلونزا الخنازير A ـ H1N1 إلى هذه الساعة تشير إلى عدم تسجيل أي وفيات بين المعتمرين والزوار خلال شهر رمضان المبارك من هذا المرض، وأن عدد الإصابات في مكة المكرمة بلغ 218 حالة من بينها 8 حالات للمعتمرين وفي المدينة المنورة 132 حالة من بينها 17 حالة للزائرين. وقال الدكتور الربيعة: «خادم الحرمين الشريفين منذ ستة أشهر تقريبا تشرفت بتوجيهكم الكريم حفظكم الله بالاهتمام بصحة المواطن الكريم ورعايته والحرص على سلامته ووضع مشروع للرعاية الصحية يعتمد على الجودة والسلامة والشمولية وحسن التوزيع والعدل والتواصل بين مستويات الرعاية الصحية ويبنى على المعايير الوطنية والعالمية، ومن حرصكم واهتمامكم وعدلكم يا والدنا تعلمنا أن رعاية المواطن وخدمته هي جل اهتمامنا وغايتنا إن شاء الله تعالى». وأضاف: «ورغم ما واجه وزارة الصحة من تحديات كبيرة مثل حمى الضنك، وإنفلونزا الخنازير، فإن أبناءك ورجالك اعتمدوا على الله، ثم تعلموا منك تحدي الصعوبات وقدموا خدمة الوطن والمواطن على راحتهم وعملوا ليلا ونهارا لتحقيق رضا الله ثم طموحكم، وها نحن اليوم نضع بين أيديكم الكريمة مشروعا للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة يحقق بإذن الله تعالى توجيهكم الكريم بتطوير الرعاية الصحية لتحقق بعد اكتمالها واعتمادها إن شاء الله تعالى مبادئ الجودة والسلامة والتكامل وحسن التوزيع والعدل وغير ذلك من المعايير المهمة لرسم صحة الوطن والمواطن». ومضى الربيعة قائلا: «والدنا وقائدنا.. إن زملائي العاملين في القطاع الصحي يتطلعون بأن يحمل هذا المشروع العظيم اسم «مشروع الملك عبد الله للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة» ونعدكم إن شاء الله تعالى أن نعمل بكل جهد لتحقيق هذا المشروع خلال السنوات القادمة بعد اعتماده لتصبح الخدمات الصحية أنموذجا يحتذى ويحقق رضا الله ثم رضاكم والمستفيدين منها مع التأكيد على جودة الرعاية الصحية وسلامتها».

وتسلم خادم الحرمين الشريفين كتاب دراسة مشروع الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة الذي قدمه له الدكتور عبد الله الربيعة.