بريطانيا تمنع التظاهرات في لوتون لمدة 3 أشهر

بلجيكا في العيد: زيادة العناصر الأمنية تحسبا لأعمال شغب ضد المسلمين

TT

أصدرت وزارة الداخلية البريطانية قرارا حظرت بموجبه المظاهرات لمدة ثلاثة أشهر في لوتون شرق لندن بعد أن أعلنت منظمات يمينية عن خططها للتظاهر يوم غد في لوتون ضد ما وصفوه بمحاكم الشريعة والتطرف الإسلامي. ووضعت الشرطة على أهبة الاستعداد، ومن المتوقع أن تنتشر في البلدة اليوم لتطبيق الحظر ولمنع تكرار مشاهد العنف التي وقعت في وقت سابق من هذا العام بين عناصر منظمات يمينية وشبان مسلمين. واتهم وزير الجاليات جون دنهام جماعات معادية للإسلام بتعمد إثارة الاضطرابات وأعمال العنف. وبات الظهور المفاجئ لما يسمى رابطة الدفاع الإنجليزية التي يعتقد على نطاق واسع أنها واجهة للحزب القومي البريطاني يشكل قلقا متزايدا للكثيرين بسبب أهدافها وشعاراتها العنصرية، كما أنها نظمت العديد من المظاهرات المناهضة للإسلام انتهت جميعها باشتباكات وأعمال عنف. وأعربت منظمة الاتحاد ضد الفاشية عن قلقها الشديد من التصعيد الأخير في معاداة المسلمين من خلال مظاهرات نظمتها جماعات يمينية، ونددت المنظمة بالتحريض على الكراهية والعنصرية ضد الأقليات العرقية بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة. وأكدت المبادرة الإسلامية في بريطانيا أن الرد على تحركات هذه المنظمات يجب أن يكون من قبل كافة أطياف المجتمع البريطاني وليس من المسلمين وحدهم. وناشدت المبادرة ومجلس مسلمي بريطانيا المسلمين وخصوصا الشباب الالتزام بالقانون وعدم تحقيق أهداف الجماعات المتطرفة التي تهدف إلى إثارة أعمال العنف.

الى ذلك وفي أعقاب اجتماع بين وزارة الداخلية البلجيكية والسلطات المحلية في بلدية مولينبيك، احد اكبر البلديات على مستوى أوروبا من حيث عدد السكان من أصول أجنبية مسلمة، تقرر زيادة العناصر الأمنية في الشوارع اعتبارا من أمس، تحسبا لوقوع أعمال شغب في شوارع البلدية المعروفة بغالبية سكانها من المغاربة والأتراك والأفارقة، وكانت الأيام القليلة الماضية قد عرفت أعمال شغب متفرقة انتهت إلى اعتقال عدد من الشبان من أصول مسلمة، وخاصة مساء الخميس والجمعة، ووصل عددهم إلى 20 معتقلا سيعرض عدد منهم على النيابة للتحقيق معهم. ويقول عمدة البلدية فيليب مورو انه يعتبر الوضع الحالي في البلدية بمثابة «أزمة» ولابد من إعادة الهدوء والاستقرار بعد وقوع أعمال شغب خلال الأيام الماضية. وهناك مخاوف من استمرار تلك الأعمال في أيام العيد وبعدها، في ظل سهرات الاحتفال بالعيد من جانب المسلمين والذي يأتي في ظل ظروف طقس جيدة، وأكد العمدة على أن السلطات لن تسمح بانتهاك القانون ومخالفة النظام وتعطيل عمل رجال الأمن والعدل، وحول أسباب أعمال الشغب يقول العمدة مورو إن البعض يري في الأزمة الاقتصادية سببا كبيرا والبعض الآخر يرى أن أيام الصيف الحار والتي طالت ربما يكون لها دور. ويشير العمدة إلى أن سكان الحي زادوا في السنوات الأربع الأخيرة بنسبة 10% وفي نفس الوقت لم يتم زيادة رجال الأمن. يذكر انه خلال شهر رمضان عرفت الأحياء التي يقطنها غالبية من أبناء الجاليات المسلمة في بروكسل، عاصمة بلجيكا وأوروبا الموحدة، انتشارا أمنيا مكثفا وعلى غير العادة، لحفظ النظام والأمن في شوارع تلك الأحياء وخاصة خلال الفترة ما بين صلاتي العصر والمغرب، والتي تشهد حركة غير عادية في الشوارع والأسواق والمحال التجارية العربية، التي توفر السلع الضرورية لأبناء الجاليات المسلمة، طوال شهر الصوم، إلى جانب الشوارع والأحياء الأخرى التي تضم عددا من المطاعم والمقاهي التي توفر الإفطار المجاني للصائمين. والإجراءات الأمنية في الأحياء التي يقطنها العرب والمسلمون بدأت منذ ثلاثة أعوام وكانت تلك الأحياء تشهد ازدحاما مروريا، وكثيرا ما كانت تنشأ مشاحنات ومصادمات بين المواطنين، وهم في عجلة من أمرهم للحاق بموعد الإفطار أو لتجهيز المائدة الرمضانية، وهي إجراءات وجدت ترحيبا من سكان تلك الأحياء، ويقول القروطي احمد من سكان حي مولينبيك احد أكثر الأحياء في بروكسل شهرة من حيث عدد السكان من المسلمين والأجانب، إن انتشار رجال الشرطة في الشوارع لتنظيم حركة السير، والحفاظ على السلوكيات خلال الشهر الكريم ساهم بقدر كبير في توفير أجواء من السكينة والهدوء. والى جانب رجال الشرطة توجد في شوارع مولينبيك عناصر من مجموعة تعرف باسم «المراقبة والوقاية» تابعة للسلطة المحلية «البلدية» ومعظمهم من أصول عربية وأجانب من جنسيات أخرى، يتجولون في الشوارع بملابس مميزة «لونها اخضر داكن» مهمتها النصح والإرشاد والتوعية ويلتقي بهم عمدة الحي فيليب موريس بين الحين والآخر لتقييم التجربة التي انطلقت مع بداية رمضان. ويقول عمدة الحي فيليب مورو في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن بلدية مولنبيك هي الأكبر على المستوى الأوروبي، من حيث إنها تضم أعدادا من المهاجرين المسلمين والعرب، وخلال شهر رمضان هناك تجمعات لأبناء الجاليات المسلمة قبل الإفطار لتسلية الصوم أو للذهاب إلى شراء الحاجيات الضرورية، وقد يشكل ذلك مشكلة للبعض الآخر، ولهذا قررنا في البلدية مضاعفة الجهود لتسيير الأمور، وفرض بعض الإجراءات مثل نشر المزيد من رجال الأمن، ومجموعة المراقبة والوقاية ، «أنا شخصيا عند تقييم هذه الأمور فانا جد مرتاح لتلك الأمور الايجابية وكل عام نتغلب على صعوبات كنا نواجهها في العام الذي سبقه، ولكن لا ننسى أن العام الحالي الوضع كان صعبا جدا لعدة أسباب أبرزها أن رمضان جاء في الصيف والنهار طويل والشمس ساطعة والكل يرغب في الخروج إلى الشوارع والسهر، كما أن بداية رمضان تزامنت مع العطلة الدراسية وكلها أمور كانت تحتم علينا الاستعداد واتخاذ الإجراءات التي تضمن السكينة والهدوء للجميع».