تهديدات «القاعدة» تدفع ألمانيا لرفع مستويات الإنذار

قيادي أصولي في شريط فيديو: ألمانيا ستصحو على «كابوس مخيف» في أعقاب الانتخابات البرلمانية

شرطيان ألمانيان يحرسان مدخل محطة فرانكفورت المركزية للقطارات امس «ا ب ا»
TT

شددت ألمانيا التدابير الأمنية في البلاد في أعقاب ظهور شريط فيديو يحمل تهديد بهجمات ضد البلاد. وتقوم عناصر الشرطة الاتحادية بدوريات في المطارات ومحطات القطارات الكبيرة وهي مرتدية سترات واقية من الرصاص ومدججة بأسلحة آلية. ووفقا لبيانات الشرطة الاتحادية في مدينة بوتسدام شرق ألمانيا، بلغت تهديدات تنظيم القاعدة ومنظمات إسلامية أخرى لألمانيا مرحلة جديدة. وفي هذا الصدد أوصى وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية يواخيم هيرمان السلطات الأمنية والمواطنين باتخاذ المزيد من إجراءات الحذر والحيطة. وقال هيرمان في تصريحات لإذاعة ألمانيا أمس: «علينا أن نأخذ شريط الفيديو هذا على محمل الجد». وكان الإسلامي بيكاي هاراش المعروف للسلطات الألمانية طالب ألمانيا في شريط الفيديو بسحب قواتها من أفغانستان «على الفور»، وإلا ستصحو ألمانيا في أعقاب الانتخابات البرلمانية على «كابوس مخيف».

ونصح هاراش المسلمين في ألمانيا عبر شريط الفيديو بالابتعاد التام عن الأماكن العامة عقب انتهاء الانتخابات وعلى مدار أسبوعين. وفي المقابل، رأى هيرمان أنه ليس هناك ما يدعو للذعر من تلك التهديدات، وقال: «هاراش إسلامي معروف (لدى السلطات) ويتم مراقبته منذ فترة طويلة».

وفي السياق نفسه، أكد هيرمان أنه ليس هناك تهديدات محددة بشن هجمات خلال احتفالات أكتوبر في مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا التي بدأت أمس والتي تعد من أكبر الاحتفالات الشعبية في العالم حيث يشارك فيها نحو ستة ملايين زائر. وقال هيرمان: «لا توجد تهديدات محددة ضد أهداف بعينها سواء في ميونخ أو برلين أو هامبورج أو أي مكان آخر». ومن جانبه ، قال بيرنت جورج تام في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن ألمانيا في بؤرة اهتمام «الإرهاب الجهادي» ، مؤكدا ضرورة أخذ مثل هذه التهديدات التي أطلقها هاراش على محمل الجد. وأوضح تام أن من يطلق تلك التهديدات هم ألمان تحولوا «لأسباب مختلفة» إلى التيار الإسلامي المتشدد وصاروا «متطرفين». ونصح تام بعدم تركيز الانتباه على إمكانية شن هجمات محتملة في ألمانيا فقط، وقال: «أرى أن الألمان خارج البلاد ، خاصة القوات الألمانية والألمان العاملين في مجال التنمية في أفغانستان، أكثر عرضة لتلك المخاطر». وكانت قوات الأمن الألمانية أوضحت أن هذا الشريط يأتي إجمالا ضمن حالة من تصعيد التهديدات قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية الألمانية المقررة في 27 من الشهر الجاري.

وقالت مصادر الشرطة إن هاراش المتحدث في شريط الفيديو الذي حصلت القناة الأولى للتلفزيون الألماني (إيه.آر.دي) على نسخة منه أمس هو مواطن ألماني له ميول إسلامية متطرفة من سكان مدينة بون الألمانية وسبق له أن ظهر في شرائط مماثلة. وقال هاراش باللغة الألمانية، مشيرا إلى الانتخابات البرلمانية، «إذا قرر الشعب مواصلة الحرب، فإنه يكون قد أصدر حكمه، والانتخابات البرلمانية هي السبيل الوحيد أمام الشعب الألماني في تشكيل سياسة البلاد». وأضاف «إن انسحاب آخر القوات الألمانية من أفغانستان يعني أيضا انسحاب آخر المجاهدين من ألمانيا». يذكر أن هاراش مواطن ألماني من أصل مغربي ومعروف لجهات الأمن الألمانية، حيث ظهر في عدد من أفلام الفيديو الدعائية التي يبثها تنظيم القاعدة على شبكة الإنترنت منذ بداية العام. وتقول بيانات الادعاء العام في مدينة كارلسروه الألمانية إنه من المتوقع أن يكون التركي عمر أو. الذي يحاكم الآن بمدينة كوبلنتس الألمانية على خلفية الاشتباه في انتمائه لـ«القاعدة»، هو الذي كسب هاراش إلى صفوف «القاعدة» قبل عدة سنوات.