اليمن: فشل وقف إطلاق النار.. ومقتل140 من الحوثيين في معارك

الرئيس صالح يتهم المتمردين بقتل مدنيين واستخدامهم كدروع بشرية

TT

اتهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس في خطاب أذاعته وسائل الإعلام الحكومية المتمردين الحوثيين بشمال البلاد بقتل مدنيين أبرياء واستخدامهم كدروع بشرية. جاء ذلك بينما تصاعدت المعارك في أول أيام عيد الفطر، بعد 24 ساعة من عرض الحكومة اليمنية وقف إطلاق النار. وقال مصدر عسكري يمني لوكالة الصحافة الفرنسية إن أكثر من 140 متمردا قتلوا أمس في معارك عنيفة مع الجيش اليمني على الرغم من هدنة أعلنتها الحكومة وخرقها المتمردون، حسب ما ذكر المصدر. وقال المصدر العسكري إن «أكثر من 140 متمردا قتلوا خلال هجوم شنه الأحد المتمردون على مدينة صعدة وأحبطه الجيش».

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن عناصر التمرد والإرهاب واصلت خروقاتها لوقف إطلاق النار، حيث قامت في ساعة مبكرة من فجر أمس وبأسلوب مخادع بمهاجمة مدينة صعدة من عدة اتجاهات، وتصدت لها وحدات من الجيش والأمن وكبدتها خسائر فادحة.

وأضاف أن تلك العناصر شنت هجومها من نقطة المقاش ونقطة عين المحيطة بالمدينة، بالإضافة إلى مهاجمة موقع جبل الصمع.

وأشار المصدر إلى أن عناصر الإرهاب والتمرد استغلت إعلان الحكومة وقف العمليات العسكرية لتحقيق إنجاز لها على الأرض بعد سلسلة الضربات الموجعة التي تلقتها طوال الأيام الماضية على أيدي أبطال القوات المسلحة والأمن والمواطنين الشرفاء.

وأكد المصدر أن عناصر الإرهاب والتمرد عمدت إلى خرق وقف إطلاق النار في أكثر من منطقة. وحمل المصدر تلك العناصر مسؤولية استمرارها في غيها وتعنتها وعدم استجابتها لصوت العقل والجنوح للسلم. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر آخر أن «المتمردين شنوا في الساعة الثالثة فجرا هجوما على مدينة صعدة من ثلاثة اتجاهات في محاولة للوصول إلى القصر الجمهوري وإحكام السيطرة على المدينة» الواقعة في المحافظة الحدودية مع السعودية وتبعد 240 كلم شمال العاصمة صنعاء.

وأكد أن «قوات الجيش في المدينة تمكنت من صد الهجوم خلال المواجهات الأعنف منذ بداية الحرب، واستمرت ثلاث ساعات»، موضحا أن «الجيش أوقع أكثر من 140 قتيلا منهم تم العثور على جثثهم»، ويتعقب فلول الحوثيين. وذكر شهود عيان أن «اشتباكات متقطعة تجري في ضواحي صعدة. وتعذر الاتصال بالحوثيين لتأكيد هذه الحصيلة، كما تعذر تأكيدها من مصادر مستقلة إذ إن الصحافيين منعوا من دخول منطقة النزاع.

من جهة أخرى وفي محافظة عمران جنوب صعدة، تمكن «لواء العمالقة» وحدات القوات الخاصة في الجيش اليمني من «استعادة جبل شقراء غرب حرف سفيان، الموقع الاستراتيجي الذي استولى عليه المتمردون قبل أسبوعين» حسب مصدر عسكري. وقال الرئيس اليمني في خطاب بمناسبة عيد الفطر إن الحوثيين تجاهلوا عرضا بوقف إطلاق النار. وأضاف أنه كان يأمل ألا يقابل هذا العرض بتصعيد تضمن عمليات خطف وقتل مواطنين أبرياء واستخدامهم كدروع بشرية. ودعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مساء السبت المتمردين إلى «عدم تفويت» فرصة العرض الذي قدمته الحكومة بمناسبة عيد الفطر والقاضي بوقف إطلاق النار مقابل التزام المتمردين بشروطها. وقال «نجدد الدعوة لتلك العناصر (الحوثيين) للاستجابة لصوت العقل والجنوح للسلم وعدم تفويت هذه الفرصة الجديدة المتاحة».

وأعلنت الحكومة اليمنية في بيان رسمي ليل الجمعة السبت أنها سوف توقف العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية الغربية من لحظة إعلان هذا البيان. وأضافت أن هذا القرار جاء «بناء على توجيهات القيادة السياسية، وبمناسبة حلول عيد الفطر، ومن أجل إيصال المواد التموينية للمواطنين والمساعدات للنازحين».

وعرضت الحكومة «تثبيت وقف إطلاق النار ابتداء من الساعة 12.00 من ظهر السبت إذا التزمت عناصر التخريب والتمرد» شروطا كانت حددتها من قبل وكررتها في البيان، مستثنية شرطا واحدا من أصل ستة يتعلق بالكشف عن مصير ست رهائن أجانب.

والشروط هي «الالتزام بوقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام والنزول من المرتفعات وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق» و«إطلاق المحتجزين (لدى المتمردين) من المدنيين والعسكريين»، حسب ما ورد في البيان.

كما تشمل شروط الحكومة للمتمردين «الانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية» و«إعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية» و«الالتزام بالدستور والنظام والقانون».

وتقول وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إن القتال تسبب منذ بدايته عام 2004 في تحول نحو 150 ألف شخص للاجئين مع انتقال الآلاف إلى العيش في مخيمات رسمية ومؤقتة.

واتهم المتحدث العسكري الحوثيين باستغلال القرار الحكومي بوقف إطلاق النار وتعليق العمليات العسكرية لتحقيق إنجازات على الأرض بعد أن تلقى الحوثيون عددا من الضربات الموجعة على أيدي الوحدات العسكرية وقوات الأمن والمواطنين على أكثر من جبهة خاصة في محور سفيان بعد أن سيطر الجيش على منطقة الشقراء ووادي شهوان ودحر الحوثيين من هذه المواقع.

فيما قالت المصادر المحلية إن هجوم الحوثيين على مدينة صعدة كان عنيفا واتخذ عدة اتجاهات في منطقة محضة والمقاش ورونة الماقش ومزارع الحسيني التي تقع إلى الخلف من ثكنات الأمن المركزي بمدينة صعدة. وأعلن وزير الأوقاف والإرشاد القاضي حمود الهتار عن اعتذار الرئيس علي عبد الله صالح عن استقبال الوفود من المسؤولين والمواطنين المهنئين بمناسبة العيد.

وقال القاضي الهتار في حضور الرئيس صالح في مسجده بصنعاء إنه يعتذر باسم الرئيس عن إلغاء الاستقبال الذي اعتاد الرئيس أن يقيمه في دار الرئاسة في الأعياد الدينية وقال إن الرئيس مشغول بتشييع الشهداء الذي استشهدوا في الحرب التي فرضها المتمردون على الدولة، فيما ألغيت مظاهر الاحتفال بعيد الفطر واقتصرت على أداء صلاة العيد للقيادات الحكومية مع المواطنين، بينما اتجهت القيادات العسكرية للاحتفال مع الجنود والضباط في المحاور العسكرية في سفيان وصعدة، وقد شارك وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد الضباط والجنود الصلاة في محور سفيان بمديرية سفيان من محافظة عمران. بينما استقبل الناس هذه المناسبة بحزن عميق على ما يشهده اليمن من فتنة الحرب والتمرد في محافظة صعدة بما تشكله من تحد وخسائر كبيرة في الأرواح والإمكانيات التي، في الأساس، اليمن في أمس الحاجة إليها.