أمنيات العراقيين في العيد تتلخص في الأمن والسلام.. والمالكي يهنئهم عبر رسائل نصية

إجراءات أمنية مشددة في الأماكن العامة.. وإقبال واسع عليها

شابان عراقيان يرقصان على إيقاع الدف قرب نقطة تفتيش أمنية وسط بغداد (أمس) احتفالا بعيد الفطر المبارك (أ.ب)
TT

«كل عام وأنتم بخير، تهنئتي وفائق الاحترام للعائلة الكريمة»، بهذه العبارة استفتح العراقيون يومهم أمس برسائل نصية وصلتهم عبر هواتفهم الجوالة موقعة باسم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، التي اعتبرها العديد منهم «بادرة طيبة» كأول تهنئة شخصية تصلهم من رئيس وزراء عراقي.

وقال عباس لازم إنه فوجئ بتلقي رسالة نصية صباح أمس من المالكي، غير أنه أعرب عن أسفه لأنه لا يستطيع رد التهنئة بمثلها إذ إن الرسالة وصلت عبر رقم غير معرف وهو (0000).

وأكد لازم لـ«الشرق الأوسط» أنه استقبل رسالة المالكي «بفرح غامر» وأن أولاده المقيمين في سورية قد فرحوا أيضا وأخبروا أصدقاءهم أن «رئيس الوزراء العراقي قدم التهنئة لوالدهم دون سواه»، معتقدين أن المالكي خص والدهم بها فقط. غير أنه تبين لاحقا أن معظم العراقيين تلقوا رسالة مماثلة.

كما تلقى الإعلاميون رسائل مشابهة من سياسيين كبار ومقربين من المالكي، وتقدم العديد من الوزراء بالتهاني لعدد من الإعلاميين البارزين في العراق تلخصت بالدعاء للعراق وأهله في هذه الأيام المباركة.

أما الأجواء في بغداد، وإن كانت حذرة، فإنها كانت مفعمة بالفرح فقد امتلأت المتنزهات العامة والأماكن الخاصة بألعاب الأطفال بالعوائل التي أعلنت أنها قد بدأت أيام عيدها أمس. واحتفل السنة والتيار الصدري بعيد الفطر أمس، بينما أعلن المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني أن يوم الأحد مكمل لرمضان ويكون يوم الاثنين، اليوم، أول أيام عيد الفطر المبارك للطائفة الشيعية.

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت تمتع العراقيين بعطلة العيد لمدة أربعة أيام بدلا من ثلاثة، ابتداء من أمس وانتهاء بيوم الأربعاء، وهو تقليد اتبعته لكي تضمن أن تكون العطلة للطائفتين متساوية.

بعض العوائل التي خرجت إلى المتنزهات العامة لم تخش من التجمعات الكبيرة التي ربما تستهدف في هذه الأوقات، وتقول أم رامز وهي لبنانية الجنسية وتعيش في العراق منذ عشرين عاما، إنها اعتادت أجواء الفرح والحرب في آن واحد من العاصمة التي ولدت فيها، بيروت، وهي لم تشاهد أي عاصمة «الأقرب في المزج بين الحزن والفرح سوى بغداد».

وقالت أم رامز لـ«الشرق الأوسط» إن «العراقيين ينهضون من ركام الحرب أقوى وهم يستعدون دوما لحياتهم القادمة وهذا هو العيد في العراق».

ولم تتوقف أيضا بطاقات التهنئة التي تبادلها العراقيون عبر البريد الإلكتروني، والسمة العامة في التهاني كانت أمنيات بالسلام والأمن.

أما الإجراءات الأمنية فقد بدت مشددة أمام المتنزهات والأماكن العامة لحماية المواطنين، وقد شوهدت سيارات الشرطة العراقية بكثافة في شوارع بغداد وكان العراقيون مطمئنين لوجود هذه السيارات بالقرب من عوائلهم وكذلك الحال في الأسواق العامة.

وجعل الراتب الذي منحته الحكومة بوقت مبكر العائلة العراقية تتنفس الصعداء، كما أشار أبو هشام، موظف في وزارة الثقافة العراقية، الذي أكد أنه استطاع من خلال الراتب المبكر تغطية الكثير من التزامات العيد كشراء ملابس لأطفاله. ومن جانبها، وفرت أمانة بغداد وسائل الراحة لزوار الأماكن العامة، خصوصا متنزه الزوراء وسط بغداد.

وأكد مصدر مسؤول في الأمانة أن جميع الأماكن مزودة بكل وسائل الراحة لقضاء العيد، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع أن يكون عدد مرتادي هذه الأماكن الآلاف يوميا.