ابن حميد دعا في خطبته إلى الحذر من تضليل الشباب بالأفكار الهدامة.. وإمام المسجد النبوي حذر من السحرة والمنجمين

خادم الحرمين أدى الصلاة مع العلماء وكبار مسؤولي الدولة في مكة المكرمة

خادم الحرمين الشريفين يؤدي صلاة العيد في مكة المكرمة صباح أمس (واس)
TT

أدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز صباح أمس صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين الذين اكتظ بهم المسجد الحرام في مكة المكرمة والساحات المحيطة به، وكانت الجموع قد أدت صلاة عيد الفطر في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية بعد أن من الله على المسلمين بصيام شهر رمضان المبارك وقيامه، حيث توافد المصلون على مصليات العيد والجوامع والمساجد التي هيئت للصلاة في مختلف المدن السعودية ومحافظاتها ومراكزها وهجرها منذ الساعات الأولى من صباح أمس لأداء الصلاة.

وشهد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة كثافة في عدد المصلين من المواطنين والمقيمين والمعتمرين والزوار الذين توافدوا إليهما، فيما أدى صلاة العيد مع خادم الحرمين الشريفين، كل من الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير عبد الله بن محمد آل سعود، والأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير فيصل بن تركي بن عبد الله، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمراء والعلماء والمشايخ والوزراء وكبار المسؤولين.

فيما أم المصلين، الشيخ الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام الذي أوصى في خطبته المسلمين بتقوى الله عز وجل وأن يزينوا أوطانهم بالتقوى والإخلاص والتوبة، وتناولت الخطبة جملة من المحاور كان أهمها تشديده على ضرورة نشر المسلم لبهجة العيد في العمل التطوعي وفعل الخير والمسابقة فيه، كما شدد أيضا على وجوب الوقوف أمام التضليل وتشويه الحقائق «حتى لا تسود الأوهام وتتداخل المصطلحات وتلتبس المفاهيم مما يحتم على طلاب الحق ودعاته والساسة والمفكرين والكتاب والمثقفين إيضاح الحقيقة والتصدي لهذا اللبس ونصر الحق». وقال: «ويعظم الأسى وتشتد المأساة حين ترى آثار هذا اللبس قد انعكست على فئات من شبابنا الأغرار وصغار الأحلام وذوي الضحالة في العلم والفكر من الذين وقعوا في شباك أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية وثعالب الساسة حين يندفعون تحت هذه المصطلحات الملتبسة والتزييفات المنحرفة دون رؤية أو روية ليكونوا أبواقا للتكفير ووقودا للتفجير، أرأيتم كيف انحرفوا وانجرفوا في شبكات المخططات والتخبطات وانزلقوا بسبب هذا التضليل وارتموا وتحالفوا بسبب الجهل والسذاجة؟»، وأضاف: «ألم يدركوا أن غاية ما يدفعونه هو نشر الفوضى وإثارة الفتن وبلبلة الفكر، ومن ثم تسليم ديار الإسلام إلى خصوم الأمة وأعدائها، تحولوا في انحراف خطير وانجراف مدمر ليستهدفوا أهليهم ويقتلوا إخوانهم وآباءهم وقياداتهم، يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي أعدائهم». وفي المدينة المنورة أدى المصلون أمس صلاة عيد الفطر بالمسجد النبوي الشريف يتقدمهم الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة حيث امتلأ المسجد وأروقته وساحاته بالمصلين منذ الصباح الباكر.

وقد أم المصلين الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الذي حذر في جانب من الخطبة من الذهاب إلى السحرة والمشعوذين والعرافين وأهل الأبراج وقراءة الكف والفنجان الذين يدعون علم المغيبات، واصفا إياهم بأنهم «أهل غش وتدليس».

كما شن الشيخ البدير هجوما على أصحاب الفكر الضال، وقال: «لقد خالف هذا المنهج السلفي الأصيل عصبة غاوية وحفنة شاذة وسلالة ضالة شهرت سيوف الفتنة وجاهرت بالمحادة بعقيدة مدخولة وعقول مغسولة فكفروا وروعوا وأرعبوا وقتلوا وفجروا وخانوا وغدروا، ورموا أنفسهم في أتون الانتحار بدعوى الاستشهاد ودركات الخروج بدعوى الجهاد، يقابلون الحجج باللجج، والقواعد بالأغاليط، لا تزيدهم إلا شكا وحيرة واضطرابا» مبينا أنه «كان من آخر جرائمهم وقبائحهم الجريمة النكراء والفعلة الخسيسة الشنعاء محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز بعد أن انبعث أشقاهم بعد أن أظهر عودته بالتوبة غدرا وكذبا وخيانة، ولكن الله سلم، وقتل الغادر بسلاحه وتردى من وراءه خاسئين خائبين. وستظل المملكة العربية السعودية بحوله وقوته، ثم بعزيمة رجالها وصدق ولاتها ونصح علمائها وإخلاص أهلها عزيزة بعزة الإسلام منيعة محفوظة مصونة خادمة للحرمين الشريفين».

من جانب آخر، تقدم الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة جموع المصلين الذين أدوا صلاة عيد الفطر المبارك في جامع الإمام تركي بن عبد الله في الرياض، وقد أم المصلين الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الذي أشار في الخطبة إلى أن طاعة الأعداء دليل على ضعف الإيمان، وأن التستر على المجرمين والرضاء بقولهم وفعلهم هدم للوطن، ومن يفعل فعل هؤلاء لا توجد عنده ذرة وطنية، داعيا سماحته إلى فهم حقيقة هذا الدين الحنيف الذي يدعو إلى اليسر والسهولة والسماحة والخير.