الغارات الإسرائيلية تصيب سكان الحدود المصرية بالرعب وتفسد فرحتهم بالعيد

مصر تصادر كميات من الإسمنت والأجهزة الكهربائية قرب نفقين يربطان بين سيناء وغزة

فلسطيني يعرض شظية من بقايا قصف طائرات إسرائيلية في مناطق الأنفاق على الشريط الحدودي بين مصر وغزة (أ ف ب)
TT

اضطر العشرات من سكان الحدود بين مصر وغزة إلى قضاء ليلة العيد داخل منازلهم بسبب تجدد عمليات القصف الإسرائيلي لمناطق الأنفاق على الشريط الحدودي بين مصر وغزة ليل الأحد، فيما ضبطت أجهزة الأمن نفقين لتهريب البضائع داخل منزل مهجور بمنطقة صلاح الدين الحدودية.

وشن الطيران الإسرائيلي 3 غارات متتالية على مناطق الأنفاق من الجانب الفلسطيني بدأت منذ التاسعة والنصف مساء، وكلها في منطقة بوابة صلاح الدين شمال معبر رفح الحدودي، مما تسبب في تحطم النوافذ الزجاجية لعدد من منازل السكان المصريين، واضطروا إلى عدم الخروج ليلا خوفا من إصابتهم بالشظايا الإسرائيلية.

وقال أحد السكان، ويدعى أبو سالمان، الذي طلب ألا ينشر اسمه كاملا: «لم نتمكن من زيارة أشقائي بعد أن سمعت أصوات الانفجارات التي كانت قريبة جدا.. أصيب أطفالي بالرعب وفضلت البقاء في المنزل».

وتشكل رفح المصرية البالغ عدد سكانها 50 ألف نسمة امتدادا لمنطقة رفح في قطاع غزة ولا يفصلهما سوى شريط شائك.

وكان الرصاص الإسرائيلي المتطاير قد أدى إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 14 شخصا من سكان المناطق القريبة من الحدود قبل الانسحاب الإسرائيلي من غزة.

وتقول الحاجة أمينة: «الإسرائيليون يريدون أن يفسدوا فرحتنا وفرحة الفلسطينيين بالعيد.. الغارات كانت مفاجئة، لذلك أصابتنا بالرعب».

وتضيف: «طلبت من أحفادي الدخول فورا إلى المنزل وعدم اللعب في الفناء الخارجي خوفا من سقوط أي شظايا في الجانب المصري».

وقال مسؤول محلي بمحافظة شمال سيناء: «لا توجد أي إصابات في الجانب المصري، ولم تسقط أيضا أي شظايا داخل الأراضي المصرية، لكننا طالبنا من السكان توخي الحذر خلال سيرهم أو وجودهم في باحات المنازل».

وكان عدد من المنازل والمنشآت المصرية قد تضررت من قبل جراء القصف الإسرائيلي لمناطق فلسطينية قرب الشريط الحدودي مع مصر خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأصيب عدد من المصريين من سكان الحدود بالرصاص الإسرائيلي العشوائي خلال التوغلات الإسرائيلية في مناطق فلسطينية قرب الحدود، حيث قتل مجند مصري برصاص القوات الإسرائيلية على خط الحدود بين مصر وقطاع غزة في شهر يونيو (حزيران) 2003، كما أصيب نحو 12 شخصا من سكان منطقة الحدود والمجندين برصاص إسرائيلي طائش.

وعلى صعيد ذي صلة ضبطت السلطات المصرية ليل الأحد نفقين للتهريب داخل منزل مهجور على الحدود بين مصر وغزة، وصادرت كميات كبيرة من البضائع كانت قرب النفقين.

وقالت مصادر أمنية مصرية إن أجهزة الأمن بشمال سيناء تلقت معلومات تفيد استخدام المنزل المهجور في عمليات التهريب، وبمداهمته تم العثور على النفقين، وعثر بالقرب منهما على كميات كبيرة من البضائع المصرية شملت الإسمنت وإطارات السيارات وأسطوانات الغاز والأجهزة الكهربائية والدراجات النارية.

وأضافت أنه لم يتم القبض على أي مشتبه فيهم بجوار النفقين، فيما قرضت السلطات المصرية طوقا أمنيا حولهما لحين تدميرهما في وقت لاحق.

وتقوم أجهزة الأمن المصرية منذ ثلاثة أشهر بحملات تمشيطية مكثفة على مناطق الأنفاق تستخدم خلالها الكلاب البوليسية ومجسات من الحديد.

وخلال هجوم إسرائيلي واسع على قطاع غزة استمر 22 يوما في شهري ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على ما قالت إنها فتحات أنفاق على الجانب الفلسطيني من الحدود مع مصر.

وعادة ما تكتشف الشرطة المصرية فتحات هذه الأنفاق في مناطق الأحراش والمزارع وداخل منازل بعض المواطنين على الشريط الحدودي مع غزة. وتستخدم الأنفاق عادة في تهريب الأسلحة والبضائع.