روسيا تبقي على خططها الدفاعية بأوروبا رغم تبدل الموقف الأميركي

موسكو وواشنطن تستأنفان الجولة السادسة من مفاوضات خفض الأسلحة النووية

TT

قال مسؤول عسكري روسي أمس إن خطط نشر صواريخ قرب حدود بولندا لم تلغ بعد قرار الولايات المتحدة مراجعة خططها لنشر درع صاروخي في أوروبا. وكانت روسيا رحبت بقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما التخلي عن نظام الدفاع الصاروخي الأرضي بعد أن هدد القادة الروس بنشر صواريخ «اسكندر» قصيرة المدى في كاليننغراد إذا رفضت الولايات المتحدة التخلي عن خططها. وقال الكرملين دوما إن روسيا ستنشر الصواريخ كإجراء مضاد فقط إذا مضت واشنطن قدما في درعها الصاروخي. وقال رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف أمس إن بلاده تنظر بشكل سلبي تجاه أي خطط لنشر عناصر الدرع الصاروخي وإنها لم تتخذ بعد قرار التخلي عن نشر منظومة صواريخ اسكندر في مقاطعة كاليننغراد المتاخمة لبولندا ولاتفيا. وأضاف ماكاروف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «انترفاكس» عنه من سويسرا حيث يرافق الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في زيارته الرسمية لها، إن منظومات صواريخ اسكندر التكتيكي العملياتي المصمم للقوات البرية مدعوة إلى توجيه الضربات الصاروخية الفعالة إلى الساحات والأهداف المتناهية الصغر في عمق التشكيلات العملياتية لقوات الخصم. وأشار ماكاروف إلى أن قرار التراجع عن نشر صواريخ اسكندر قرار سياسي لا يتخذه سوى رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، مضيفا أن الإدارة الأميركية لم تتراجع عن خطة نشر عناصر الدرع الصاروخية بل اتخذت قرار تغييرها واستبدالها بخطة لنشرها عبر عناصرها البحرية على حد قوله في إشارة إلى ما سبق وكشف عنه وزير الدفاع الأميركي. وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس قد كشف عن خطة لإنشاء الدرع الصاروخي الجديدة تستند إلى القواعد البحرية وبعض المواقع البرية في عدد من البلدان الأوروبية بما فيها بولندا وتشيكيا ما يعني أن بلاده تدعم الخطة القديمة ولا تنوي التراجع عنها. وأشار غيتس إلى أن الخطة ستنفذ على مرحلتين تقضي الأولى بنصب صواريخ «اس ام ـ3» على السفن الحربية في شرق المتوسط وبحر الشمال حتى 2011 ونشرها بريا في عدد من المواقع الأوروبية حتى عام 2015.

في غضون ذلك، استؤنفت في جنيف أمس الجولة السادسة من المفاوضات الأميركية ـ الروسية حول خفض أسلحتهما النووية الاستراتيجية.

وكان الروس والأميركيون قد أعادوا إطلاق مفاوضات «ستارت» التي تعطلت في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، مع تولي إدارة أميركية جديدة عازمة على تحسين علاقاتها مع روسيا. وتعهد الجانبان بالتوصل إلى اتفاق جديد بحلول نهاية العام، غير أن المباحثات بدت أكثر تعقيدا مما كان متوقعا خصوصا بسبب المشروع الأميركي لنشر درع صاروخي في بولندا وتشيكيا الذي رأت فيه روسيا تهديدا لأمنها. وقال خبراء إن إعلان واشنطن التخلي عن هذا المشروع وهو ما أشادت به روسيا، يمكن أن يسهل المفاوضات ويفسر قرار المفاوضين بتخصيص مزيد من الوقت بغية إحراز تقدم فعلي.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مارس ضغوطا في بداية الشهر الحالي ووعد بأنه سيكون لدى الرئيسين الأميركي باراك اوباما والروسي ديمتري ميدفيديف «ما يقولانه حول طريقة تقدم المفاوضات» أثناء اجتماعهما في قمة العشرين في بيتسبرغ يومي 24 و25 من الشهر الحالي. ومن المقرر أن يعقد الرئيسان مباحثات ثنائية على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة يوم غد الأربعاء. وبحسب برلماني روسي نافذ تنوي روسيا خفض ترسانتها النووية بشكل يفوق ما أعلنه الرئيسان اثر اجتماعهما في يوليو (تموز) في موسكو.

وكان الرئيسان اتفقا على خفض ما بين 1500 و1675 رأسا نوويا استراتيجيا (مقابل 2200 كحد أقصى بحسب معاهدة ستارت 1 لعام 1991). ويبدو أن موسكو أضحت مستعدة لخفض ما يصل إلى 1300 رأس. بيد انه سيكون أمام المفاوضين مسائل أخرى يبحثونها خلال اجتماعهم هذا الأسبوع بينها عدد الرؤوس النووية التي سيتم الاحتفاظ بها في البلدين. وقال مستشار الشؤون السياسية الروسي سيرغي بريكودكو انه سيكون من غير المعقول التوصل إلى اتفاق سريع موضحا في تصريحات صحافية «لا تزال هناك تناقضات».