منظمة الصحة: إنفلونزا الخنازير لم يتحول إلى أخطر الأمراض بعد

تلقيح الطلاب في الصين والحوامل في هولندا.. وأوروبا تشدد على مساعدة الدول النامية

TT

أفادت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت تشان أمس أن فيروس «إتش1 إن1» لم يتحول إلى مرض أكثر خطورة حتى الآن على ما يبدو، وأن تطوير اللقاح جارٍ بشكل طبيعي.

وكشفت تشان في افتتاح الاجتماع السنوي للمنظمة لمنطقة غرب المحيط الهادئ في هونغ كونغ أن اللقاحات برهنت على فعالية كبيرة حتى الآن. وأضافت تشان: «قد يتحول الفيروس في أي وقت، إلا أننا منذ أبريل (نيسان) الماضي، وبحسب المعطيات المتوفرة من المختبرات في العالم كله، لاحظنا أن الفيروس لا يزال شبيها جدا بوضعه السابق».

وأوضحت أنه يمكن إنتاج ثلاثة مليارات جرعة من اللقاح سنويا. وقالت إن نحو 25 شركة في مختلف أنحاء العالم تنتج الآن لقاحات ضد الفيروس، مشيرة إلى أن «معظم تلك الشركات في الدول المتقدمة، لكنني راضية للغاية بأن أرى بعض الدول النامية تتحرك أيضا نحو صنع اللقاح الخاص بها، والصين واحدة من أولى الأمثلة على ذلك».

ونصحت مديرة منظمة الصحة السلطات في هونغ كونغ بتليين الإجراءات المتخذة ضد الوباء «شيئا فشيئا»، وبحصر الجهود بالمرضى المصابين. وأشارت إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر كالمصابين بالبدانة أو بأمراض مزمنة أو المسنين وحدهم يتأثرون بالفيروس بشدة.

يذكر أن هونغ كونغ كانت رأس الحربة في مكافحة الالتهاب الرئوي اللا نمطي (سارس) في عام 2003، وهي في حالة حذر من إنفلونزا الطيور وتتخذ الآن تدابير صارمة لمكافحة إنفلونزا الخنازير بتعزيز الرقابة على الحدود بشكل خاص. وكانت تشان على رأس الخدمات الصحية في هونغ كونغ مدة تسع سنوات، وتولت بالتالي إدارة أزمتي «سارس» وإنفلونزا الطيور.

وفي غضون ذلك أطلقت الصين أمس برنامجها للتلقيح ضد الفيروس في عاصمتها بكين بهدف تحصين الطلبة الذين سيشاركون في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في احتفالات الذكرى الستين لقيام جمهورية الصين الشعبية. وقال بيان للمكتب الصحي في العاصمة: «في 21 سبتمبر (أيلول) الحالي بدأت بكين التصدي (للفيروس) في الصين مع انطلاق عمليات التلقيح ضد فيروس (إتش1 إن1)». وأضاف: «نقوم حاليا بحملة تلقيحات للطلاب الذين سيشاركون في احتفالات العيد الوطني أولا». وتابع البيان أن «المكتب البلدي للصحة خصص 500 طبيب وممرضة مؤهلين ويتمتعون بالخبرة في أفضل المستشفيات لتشكيل 49 فريقا للتلقيح»، موضحا أن هؤلاء «توجهوا إلى الجامعات والمدارس للقيام بحملة تلقيحات وقائية». وأكد المصدر نفسه أن اللقاح مجاني وطوعي. وتقدمت الصين على دول العالم بإنتاجها لقاحا من جرعة واحدة هو الأول.

وبدورها قررت هولندا البدء بتطعيم الحوامل في الشهر الرابع ضد إنفلونزا الخنازير. وقال تقرير نشره مجلس الصحة والمعهد الوطني للصحة والبيئة في هولندا، إن النساء الحوامل اللائي يُصَبن بالفيروس ترتفع احتمالات حدوث مضاعفات لديهن أكثر من غيرهن. وقالت الهيئتان إنه يجب عدم تطعيم النساء في المراحل الأولى من الحمل؛ لوجود احتمال مخاطر على الأجنة في تلك المرحلة.

وكانت المفوضية الأوروبية تبنت أواخر الأسبوع الماضي خطة لمواجهة مرض إنفلونزا الخنازير، تشدد على أهمية التلقيح ومساعدة دول العالم الثالث. وقالت المفوضة الأوروبية للشؤون الصحية، أندرولا فاسيليو، إن الدول الأوروبية محتاجة إلى تنسيق جهودها في مواجهة إنفلونزا الخنازير، والاستعداد له أكثر قبل حلول فصل الشتاء. وذكرت فاسيليو أن فيروس إنفلونزا الخنازير ما زال مستقرا إلا أنه أصبح من فيروسات الإنفلونزا الطاغية في العالم. وأوضحت أن الوثيقة الاستراتيجية تؤكد أهمية اللقاحات والتطعيم، معتبرة أن «هذا الأمر من أفضل الطرق الفاعلة لمنع انتشار هذا المرض، ونحن ندعو إلى التركيز على جهود تطوير لقاح فاعل ضد هذا المرض».

وذكرت أن الوثيقة الاستراتيجية تؤكد أهمية دعم ومساعدة دول العالم الثالث في مواجهة إنفلونزا الخنازير ومنع انتشاره.