انتخابات اليونسكو : الحسم اليوم بعد جولة رابعة تعادلا فيها فاروق حسني والبلغارية إيرينا بوكوفا

انسحاب المرشحة الإكوادورية من السباق

TT

تعادل المرشحان المصري فاروق حسني والبلغارية إيرينا بوكوفا في جولة الانتخابات الرابعة التي جرت في اليونسكو عصر أمس على منصب مدير المنظمة، وحصل كل مرشح على 29 صوتا، بينما الفوز يفترض الحصول على ثلاثين صوتا. وبسبب هذه النتيجة الاستثنائية التي لم يسبق لليونسكو أن عرفت مثيلا لها خلال تاريخها الطويل الذي يمتد لخمسة وستين عاما، ستجرى مساء اليوم الجولة الخامسة والأخيرة. وإذا ما تكرر التعادل بين المرشحين، فإن القانون الداخلي لليونسكو ينص على اعتماد القرعة للفصل بين المتنافسين، علما بأن المرشح الجزائري محمد بجاوي الذي لم يحصل على أي صوت في الدورات الأربع لن يكون موجودا في الدورة الخامسة.

ونجح المرشح المصري في اجتذاب أربعة أصوات إضافية للوصول إلى 29 صوتا، فيما استفادت إيرينا بوكوفا من أصوات المرشحة النمساوية بنيتا فيريرو فالدنير التي انسحبت الأحد، ومن عدد من أصوات المرشحة الأكوادورية إيفون عبد الباقي التي انسحبت أمس. وهكذا تكون بوكوفا قد اجتذبت 15 صوتا إضافيا فيما اجتذب حسني أربعة أصوات. واتهم حسام نصار، مستشار حسني ومدير حملته «الدول العظمى» بالتحالف لمنع المرشح المصري من الوصول إلى قيادة اليونسكو، مشيرا إلى الطرق التي اتبعت من أجل دفع فيريرو وعبد الباقي إلى الانسحاب. واعتبر نصار أن حسني قد «انتصر» رغم التعادل الذي تحقق أمس. وأكد نصار أن المرشح المصري «كذّب» كل التوقعات المتشائمة التي أكدت أنه «انتهى» بعد اتفاق الأوروبيين على مرشح واحد وبعد انسحاب عبد الباقي. وبالمقابل، حيى نصار الدول الأوروبية المطلة على المتوسط للموقف المشرف الذي وقفته في إشارة إلى دعمها لوزير الثقافة المصري وكسرها بذلك قيام موقف أوروبي موحد وراء المرشحة البلغارية.

ويتهم الوفد المصري ضمنا الولايات المتحدة وبريطانيا دون أن يسميهما بمحاربة حسني لمنعه من خلافة كويشيرو ماتسورا.

وكانت وزارة الخارجية النمساوية قالت في بيان انسحاب فالدنير إن هذه الخطوة جاءت «حفاظا على مصلحة اليونسكو العليا وعلى مصالح الاتحاد الأوروبي» وهو ما فهم على أنه دعوة لانتخاب المرشحة الأوروبية الوحيدة المتبقية في الميدان. وجاء انسحاب مرشحة الإكوادور اللبنانية الأصل إيفون عبد الباقي أمس ليسرع في حسم المعركة. واستفادت بوكوفا ـ التي حصلت اجتذبت 16 صوتا جديدا من الأصوات التي كانت لفالدنير وعبد الباقي، مقابل أربعة أصوات ل حسني ـ من التعبئة الأوروبية ومن الدعم الأميركي لها. وحتى الساعات الأخيرة، استمرت التعبئة اليهودية ضد فاروق حسني. فبعد الضغوط التي مارسها حاخام فرنسا الأكبر جيل برنهايم على رئاسة الجمهورية والحكومة الفرنسية لحملهما على التخلي عن حسني، اختتم المثقف الفرنسي برنار هنري ليفي والمخرج السينمائي كلود لانزمان الحملة بمقال نشراه في صحيفة «لوموند» التي تصدر بعد الظهر وذلك قبل ساعات فقط من موعد الجولة الرابعة. وفي المقال المذكور يهاجم الكاتبان فاروق حسني بعنف شديد وينددان بعمله على رأس وزارة الثقافة حيث «تراجع موقع مصر من جهة حرية التعبير إلى الموقع الـ146 من أصل 136 بلدا. واتهم الكاتبان حسني بمحاربة التطبيع مع إسرائيل وبالتحالف مع المتطرفين الإسلاميين ليخلصا إلى القول إن مسيرته «شهادة ضد قيم المنظمة الدولية». وهذا هو المقال الثالث للكاتبين المعروفين بتأييدهما الأعمى لإسرائيل وهما تنكبا، منذ البداية، مهمة محاربة حسني باسم قيم اليونسكو. وآخر ما توصلا إليه تمجيد وصول امرأة على رأس المنظمة الدولية.