أحمدي نجاد يعلن فخره لإثارة غضب الغرب بتصريحاته عن المحرقة

باريس: تصريحات خامنئي بشأن «السرطان الصهيوني» صدمة كبيرة

TT

قال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس، إنه «فخور» لأنه أثار الاستنكار والغضب لدى المجتمع الدولي بتصريحاته التي نفى فيها حصول المحرقة اليهودية.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن الرئيس قوله إن «غضب القتلة المحترفين مصدر اعتزاز لنا»، مشيرا إلى إسرائيل وبعض دول الغرب.

وكان أحمدي نجاد وصف المحرقة بـ«الخرافة» في خطاب ألقاه بمناسبة يوم القدس.

وأكد الرئيس المحافظ أن «وجود هذا النظام في حد ذاته إهانة لكرامة الشعوب»، في إشارة إلى إسرائيل، العدو اللدود لإيران.

وأضاف أن الغرب «أطلق خرافة الهولوكوست. لقد كذبوا، نفذوا مخططهم ثم دعموا اليهود. إذا كنتم تدّعون أن الهولوكوست حصلت فعلا فلماذا لا تسمحون بإجراء دراسة؟». وأدانت عواصم الغرب، وكذلك موسكو، هذه التصريحات.

وشبه المرشد الأعلى، علي خامنئي، الأحد، إسرائيل بـ«السرطان الصهيوني» الذي «ينخر» العالم الإسلامي.

يذكر أن الرئيس الإيراني سيزور نيويورك للمشاركة في الدورة الـ64 للجمعية العامة للأمم المتحدة وقال أحد معاونيه إنه يحمل «رسالة سلام وأخوّة».

من ناحية أخرى قال متحدث باسم الرئيس الإيراني أمس إن جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة لن تتمكن من التأثير على زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى نيويورك. وجاء ذلك بينما وصفت باريس تصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي التي تحدث فيها عن «السرطان الصهيوني الذي ينخر جسد الأمة الإسلامية» بأنها «تسبب صدمة كبيرة».

ويعتزم الرئيس الإيراني التوجه إلى الولايات المتحدة اليوم للمشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يلقي خطابا غدا. وأثار أحمدي نجاد الجدل قُبيل قيامه بالزيارة، وذلك بعدما شكك مجددا في المذبحة التي راح ضحيتها عدد كبير من اليهود في أثناء الحرب العالمية الثانية، كما وصف المحرقة النازية (الهولوكوست) بأنها «قصة خيالية» استخدمها الصهاينة لتأسيس دولة إسرائيل. وأدت تصريحات أحمدي نجاد إلى تجدد إدانات إسرائيل والغرب له.

وأوضح محمد جعفر محمد زادة، المتحدث باسم الرئيس الإيراني، لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن «تصريحات أحمدي نجاد ستكون هي السبب وراء سعي جماعات الضغط (اللوبي) المؤيدة لإسرائيل للتأثير على زيارته إلى نيويورك».

وقال المتحدث: «إن اللوبي الصهيوني قد يفعل أي شيء من أجل منع رئيسنا من الكشف عن الموقف الإيراني والتشويش على رسالة العدالة العالمية، ولكن الصهاينة سيفشلون مجددا».

وأضاف محمد زادة: «لقد قال الرئيس بنفسه إننا فخورون بأن القتلة المحترفين هم أعداؤنا».

ويشار إلى أن إيران لا تعترف بدولة إسرائيل وتعتبر أن حكومتها هي المنبع الرئيسي لجميع المشكلات في الشرق الأوسط.

وقال المتحدث الإيراني إن أحمدي نجاد سيلقي «خطاب السلام والصداقة» في أثناء اجتماع الجمعية العامة، كما سيلتقي بالعديد من رؤساء الدول.

ويقصد أحمدي نجاد نيويورك فيما لا تزال المعارضة في بلاده تحتج على إعادة انتخابه في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

وتسبق هذه الزيارة اجتماعا مقررا في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) بين إيران والدول الست التي تتولى الملف النووي الإيراني وهي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) وألمانيا، وذلك من أجل مناقشة البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.

إلى ذلك، وصفت وزارة الخارجية الفرنسية تصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي التي تحدث فيها عن «السرطان الصهيوني الذي ينخر جسد الأمة الإسلامية»، بأنها «تسبب صدمة كبيرة».

وقالت كريستينا فاجي المتحدثة المساعدة باسم الوزارة ردا على سؤال بشأن تصريحات خامنئي التي جاءت بعد يومين من تصريحات أحمدي نجاد التي وصف فيها المحرقة النازية لليهود بأنها «خرافة»، إن «هذه التصريحات تسبب صدمة كبيرة ونحن ندينها بشدة»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضافت المتحدثة أن تصريحات خامنئي في أثناء خطبة عيد الفطر التي بثها التلفزيون الحكومي: «تأتي للأسف، لتضاف إلى سلسلة طويلة من التصريحات (التي تنضح) كراهية التي أدلى بها محمود أحمدي نجاد التي يقول إنه فخور بها» و«تعكس عدم تسامح القادة الحاليين في إيران». وتابعت: «إنه ليوم حزين بالنسبة إلى الشعب الإيراني الذي نعرف أنه لا يتبنى هذا الموقف». وكانت فرنسا نددت الجمعة بتصريحات الرئيس الإيراني واعتبرتها «غير مقبولة وصادمة».

كما عبّرت الخارجية الفرنسية عن قلقها إزاء «العنف المرتكب في حق مسؤولي المعارضة» في طهران و«نددت بحملة القمع الجديدة».