المتحدث باسم الجيش الشعبي لـ«الشرق الأوسط»: نتوقع هجوما بواسطة ميليشيا يقودها وزير الخارجية السابق على مناطق في أعالي النيل

الأمم المتحدة: سرقة الماشية لم تكن الهدف من هذا الهجوم لأنه لا توجد ماشية في المنطقة

TT

اتهم الجيش الشعبي (جيش جنوب السودان) ميليشيات تتبع لحزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير، ويقودها مستشار البشير ونائبه في الحزب والمسؤول عن منبر الجنوب فيه دكتور رياك قاي، بأنها وراء الهجوم الذي وقع أول من أمس في قرية دوك بادييت في ولاية جونقلي، وأرسلت حكومة الجنوب تعزيزات عسكرية إضافية للمنطقة، في وقت أعلن فيه مسؤول في الأمم المتحدة أن الهجوم الذي شنته نهاية الأسبوع ميليشيا قبلية في جنوب السودان كان يستهدف قوات الأمن ولم يكن يستهدف ماشية كما جرت العادة، وذلك بعد عودته من مسرح الأحداث.

وقال الناطق باسم الجيش الشعبي كوال ديم كوال لـ«الشرق الأوسط» إن المعلومات التي توفرت لقيادة الجيش أن الهجوم الذي وقع في قرية دوك بادييت في ولاية جونقلي تؤكد أن المهاجمين كانوا يرتدون ملابس عسكرية ويحملون أجهزة اتصال متطورة لا يمكن أن تكون في حوزة مواطنين، وأضاف أن أجهزة الأمن في الجنوب ألقت القبض على 4 من عناصر القوات التي هاجمت الجيش الشعبي وقوات حكومية أخرى، وقال إن الميليشيات تتبع مستشار البشير ونائبه في الحزب الدكتور رياك قاي كوك ويشرف عليها بنفسه، مشيرا إلى أن الجيش الشعبي أرسل تعزيزات عسكرية إضافية إلى منطقة الأحداث لتأمين المواطنين، وشدد على أن هجوم الميليشيات يستهدف المواطنين واستقرار الجنوب وأن قواته تنتظر التعليمات من قيادة حكومة الجنوب.

وقال كوال إن الشباب في منطقة بور التي هاجمتها ميليشيات تابعة لمجموعة من قبيلة (لانوير) بدأوا في الاستنفار وسط قبيلتهم (الدينكا)، لكنه أكد أن حكومة الولاية أوقفت الاستنفار وأرسلت تعزيزات لمنع حدوث أي احتكاكات بين المواطنين ونزع فتيل الأزمة التي يمكن أن تنشب بين القبيلتين، مشيرا إلى أن ميليشيات لانوير تنطلق من مناطق قريبة من يرول، وأضاف «إذا قررت حكومة الجنوب الرد على تلك الميليشيات فإننا سنهاجم مواقع المجرمين ونبيدهم لكن الحكومة لا تحبذ تلك الخطوة لأنها ستوقع أعدادا كبيرة من الضحايا المدنيين».

وتوقع كوال أن تشن ميليشيات تابعة إلى وزير الخارجية السابق دكتور لام آكول الذي انشق عن الحركة الشعبية في يوليو (تموز) الماضي وأسس الحركة الشعبية (التغيير الديمقراطي) هجوما في مناطق أعالي النيل (الغنية بالنفط) في الفترة القليلة المقبلة، وقال إن آكول قام بتخريج دفعة من قوات ميليشيا تابعة له تم تدريبها بواسطة جهاز الأمن التابع للمؤتمر الوطني، وأضاف أن التدريب تم في ولاية النيل الأبيض ـ وسط السودان ـ في الأشهر الستة الماضية وتم تسليحها بأحدث المعدات العسكرية من الخرطوم، وتابع «لام آكول أصبح قائد ميليشيات القوات الصديقة وحل مكان القائد فاولينو ماتيب الذي انضم للجيش الشعبي منذ يناير (كانون الثاني) من عام 2006 ويحتل منصب نائب القائد العام للجيش الشعبي».

من جهته قال ديفيد غريسلاي، منسق بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية «من الواضح أن سرقة الماشية لم تكن الهدف من هذا الهجوم لأنه لا توجد ماشية في تلك المنطقة، من الواضح تقريبا أن الهجوم كان يستهدف قوات الأمن نفسها»، وقال إن الحصيلة 71 قتيلا بينهم 28 من رجال الشرطة والجيش أو من أجهزة الأمن في جنوب السودان، ولكنه أضاف أن «هذه الحصيلة قد ترتفع مع تقدم قوات الأمم المتحدة إلى مناطق المعارك».