«الاتصالات السعودية» تنشئ شبكة عالية السرعة لربط باحثين من 50 دولة بالجامعة

تهدف لتوفير شبكة أبحاث علمية تعد الأولى من نوعها على المستوى العالمي وتتيح للمؤسسات الاستفادة من الكمبيوتر العملاق «شاهين»

جانب من توقيع الاتفاقية بين الجامعة وشركة الاتصالات السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

توفر اتفاقية شراكة بين شركة الاتصالات السعودية وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وقعت في 27 أبريل (نيسان) الماضي فرصة لإنشاء شبكة اتصالات عالية السرعة تمكن مؤسسات البحوث والمؤسسات التعليمية السعودية لأول مرة من التعاون باستخدام مرافق الحوسبة عالية الأداء في جامعة الملك عبد الله وغيرها من الجامعات في أنحاء العالم.

وتهدف «الاتصالات السعودية» من خلال عقدها لهذه الاتفاقية إلى توفير شبكة أبحاث علمية تعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة والعالم تسهم في تسهيل عملية ربط الباحثين من 50 دولة حول العالم بشبكة جامعة الملك عبد الله. كما تعمل على تسهيل سبل التعاون العلمي والبحثي مع مراكز البحث العلمي في المملكة والمنشآت العلمية الكبرى، بالإضافة إلى ذلك تمكن هذه الشبكة المستخدمين من تبادل المعلومات والأبحاث وإجراء المكالمات المرئية والاستفادة من كافة وسائل تكنولوجيا الاتصال فيما بينهم.

وتقوم الاتصالات السعودية بإنشاء شبكة اتصال عالية السرعة تربط بين الجامعة وبين عدد من الجامعات الأخرى حول العالم. كما تعتزم توصيل الجامعة بشبكة الألياف الضوئية وتأسيس دائرة دولية بسرعة 10 جيجابايت في الثانية تعتبر هي الأعلى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لربط مراكز الأبحاث بالجامعة والتي تضم واحداً من أسرع أجهزة الكمبيوتر في العالم بشبكة «نيذرلايت» NitherLight بمدينة أمستردام الهولندية المتخصصة بربط مراكز الأبحاث العالمية والجامعات حول العالم. وستنشئ الجامعة من خلال الاتفاق مع شركة الاتصالات السعودية، الشبكة العربية السعودية للبحوث المتقدمة والتعليم (سارن) باعتبارها شبكة افتراضية خاصة (Layer 3 VPN) على سحابة الشركة IP-MPLS. وستكون جامعة الملك عبد الله محور الشبكة العربية السعودية المتطورة للبحوث والتعليم (سارن). وتعمل الجامعة حالياً من خلال شراكتها مع «الاتصالات السعودية» على تطوير هذه الشبكة لتكون شبكة بصرية عالية السرعة تربط ما بين المؤسسات البحثية والتعليمية داخل المملكة. كما تتيح الشبكة للمؤسسات السعودية الأخرى الاستفادة من كمبيوتر جامعة الملك عبد الله العملاق «شاهين» ومرفق «القرنية»، الذي سيكون أكثر مختبرات العالم تطورًا في مجال التصوير الحاسوبي، فضلاً عن الاستفادة من مرافق المختبرات المركزية الأخرى في الجامعة. وفي الوقت نفسه، تتصل جامعة الملك عبد الله بالشبكة العالمية عن طريق كابل ليفي بصري بحري يتيح للباحثين نقل البيانات بسرعة 10 جيجابايت في الثانية – مضاهيًا السعة المتاحة للباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فيما يتصل الكابل بشبكة نيذرلايت، التي تديرها «سيرف نت»، وهي مؤسسة الشبكة الوطنية الهولندية للتعليم العالي والبحوث، والتي ستعمل على تمكين الباحثين في أكثر من 50 دولة من الاستفادة من إمكانات الحوسبة في جامعة الملك عبد الله والتعاون مع العلماء في أنحاء السعودية – والعكس. وتعدّ «نيذرلايت» من شبكات التبادل البصرية الرائدة التي تربط تطبيقات الحوسبة العلمية الدولية والتطبيقات الشبكية بغيرها من شبكات البحوث العالمية ذات السعة العالية. كما تمكِّن هذه الشبكة المتطورة من إجراء الحوسبة السحابية – التي تتيح للمستخدمين الوصول إلى مجموعة من الروابط، والبرمجيات، والخدمات عبر شبكة واحدة – مثل مؤتمرات الفيديو عالي النقاء، وتقنيات الحضور عن بعد، والمعدات، والمختبرات، وأجهزة الاستشعار التي يتحكم فيها عن بعد. وتشمل شبكة جامعة الملك عبد الله للبحوث والتعليم مختبرات الجامعة، ومرافقها المركزية، وبياناتها العلمية، لتتيح للباحثين الاستفادة من الروابط عالية السرعة التي تربطهم بشبكات البحوث الدولية الكبرى، مثل إنترنت 2، التي تخدم أكثر من 5000 مؤسسة بحثية علمية في الولايات المتحدة، وجيانت 2، التي تربط أكثر من 30 مليون باحث أوروبي في 34 دولة.

وتمتلك شركة الاتصالات السعودية منظومة خدمات متكاملة للقطاعات التعليمية والأكاديمية الكبرى، ومن ضمن هذه الخدمات خدمة الشبكة الافتراضية «IP-VPN» المصممة لنقل المعلومات بين طرفيات شبكة العميل من خلال شبكة افتراضية خاصة، وخدمة إدارة أجهزة العميل عن بعد «MRS» والتي صممت لتوفير الوقت والجهد في إدارة أجهزة العملاء وصيانتها عن بعد، بالإضافة إلى خدمة الربط الاحتياطي «BLS» المخصصة لتوفير ربط بديل في حال حدوث انقطاع للرابط الرئيسي بما يحافظ على مستوى العمل دون تعطيل أثناء فترة الانقطاع، وخدمة الربط الفضائي «Sky IP» المصممة لربط مواقع العملاء بخدمة «IP-VPN» للمواقع التي يتعذر الوصول إليها عن طريق التقنيات الأخرى.

وتقول جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية إنها تسعى ضمن سياق سعي السعودية نحو الاقتصاد المعرفي، الذي يعتمد بشكل متزايد على الوصول المضمون إلى البيانات العلمية الرقمية، ليتمكن الباحثون والطلاب القادرون على إيجاد البيانات الرقمية من إعادة استخدامها والقدرة على تطبيقها في وسائل مبتكرة وتوافيق جديدة لتحقيق الاكتشاف والفهم. وسوف يؤدي الوصول الشبكي عن بعد إلى خفض الحواجز التي تحول دون المشاركة، مما يتيح للمواطنين في المواقع في جميع أنحاء البلاد الاستفادة من مساعي البلاد في مجال العلوم والمشاركة فيها. وقال ماجد الغسلان، كبير مسؤولي المعلومات المكلف بجامعة الملك عبدالله «إن هاتين الشبكتين تمثلان مهمة جامعة الملك عبد الله في نقل العالم إلى السعودية ونقل المملكة إلى العالم»، مضيفاً «بفضل هذا الربط الجوهري بالشبكة العالمية سيتمكن الباحثون في جامعة الملك عبد الله وغيرها من المؤسسات في أنحاء المملكة من الوصول إلى الأعمال العظيمة التي ينفذونها في جامعاتهم، والاتصال بأفضل الباحثين والمرافق البحثية في أنحاء العالم. وكذلك سيتمكن الباحثون في أنحاء الكرة الأرضية من الاستفادة من الأدوات والمواهب الفكرية المتميزة المتوفرة لدينا».

وقال مدير شركة الاتصالات السعودية المهندس سمير متبولي «إن الإمكانات الفنية للشبكة العربية السعودية المتطورة للبحوث والتعليم (سارن) ستكون حجر الزاوية في تأسيس الاقتصاد السعودي القائم على المعرفة». وتدار شبكة «سارن» بدقة لتوفير بيئة آمنة لأغراض البحوث والتطوير. وستقع المسؤولية الرئيسية لإدارة وصول المستخدمين وتطبيقات البحوث والتعليم على عاتق جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للاتصالات الدولية المتجهة للخارج عبر الشبكة، في حين ستقدم شركة الاتصالات السعودية إمكانية الاتصال بالإنترنت وإدارة الشبكات. وبمجرد أن ينمو مجتمع شبكة «سارن» ويتوفر الإطار السليم للإشراف على إدارتها، فقد يعاد تحديد الأدوار وتطويرها مع تطور الشبكة.

وقالت الجامعة، إنه تم مد جسور الشراكة بين جامعة الملك عبد الله وشركة الاتصالات لبناء شبكة اتصالات وبنية تحتية متقدمة عالية السرعة تستطيع جميع الجامعات أن تلتقي من خلالها لتشكيل مجتمع مصالح مشتركة من أجل النهوض بأنشطة البحوث والتعليم في المملكة. وسوف تخصص هذه الشبكة عالية السرعة ذات المواصفات الخاصة للاستخدام الحصري للمؤسسات التعليمية وغيرها من مرافق البحوث والتطوير التي يرخص لها باستخدامها وفق مسمى «الشبكة العربية السعودية المتطورة للبحوث والتعليم (سارن)». ويتمتع حاسوب الجامعة العملاق «شاهين» بالقدرة على دفع النمذجة والمحاكاة والتحليل بصورة أقوى، والربط بين النظرية والتجريب، وتوسيع نطاق العلم وكذلك استخدام مركز «القرنية» للتصوير المتقدم في الجامعة للنمذجة في بيئة استغراقية ثلاثية الأبعاد مكنت كلها ونقلت إلى المستوى التالي من خلال إدخال تحسينات على قدرة الشبكة وطاقتها، مما يؤدي باستمرار إلى زيادة فرص الوصول إلى المعلومات، والأجهزة، والزملاء في جميع أنحاء العالم وداخل المملكة. وسيتحقق ذلك عن طريق حلقة الاتصالات بسرعة 10 جيجا بايت في الثانية التي ننشئها وأيضا عن طريق الشبكة العربية السعودية المتطورة للبحوث والتعليم «سارن» لتمكين بقية المجتمع العلمي داخل المملكة من الحصول على هذه البيانات الرقمية والأدوات. يذكر أن شركة الاتصالات ساهمت برعاية المؤتمرات الهامة في مجال التعليم العالي، فقد قدمت رعايتها التقنية للمؤتمر الأول للتعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد، حيث قامت بنقل هذا المؤتمر عن طريق الإنترنت، وذلك كخطوة أولى طرحت من خلالها خدمة «نقل المؤتمرات عن طريق الإنترنت» DC And Web Conferencing المخصصة لتمكين القطاعات التعليمية من نقل المحاضرات والندوات العلمية عن طريق الانترنت، وقد استطاع قطاع الأعمال نقل 20 جلسة من جلسات المؤتمر، لعدد من المشاركين قارب الـ 935 شخصاً.