مكتبة الجامعة: 15 ألف مطبوعة رقمية و1200 مجلة علمية متخصصة

تؤسس أنموذجاً عصرياً لأحدث العلوم والمعارف.. وتنمي روح الابتكار

صورة ألتقطت من مكتبة الجامعة («الشرق الأوسط»)
TT

توصف مكتبة جامعة الملك عبد الله بأنها "غير تقليدية" مثل الجامعة التي تحتضنها، إذ تتيح لروادها الحصول على المعلومة الموثقة من أهم مراكز المعلومات والمكتبات في العالم في غضون دقيقتين لا أكثر. وأعطت مكتبة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية اهتماماً منهجياً بالشراكات والتحالفات العالمية في إطار أعمال تجهيزها الهادفة إلى خلق بيئة ذات طابع علمي صرف، إضافة إلى ترسيخ مفهوم أهمية التقنية في الحياة العصرية. ويعد برنامج الشراكة المتميز مع اليونسكو ومكتبة الكونجرس برهاناً صريحاً على أهمية المكتبة وحجم اهتمامها بالتكنولوجيا والإنتاج الفكري العربي والإسلامي، ليجد طالب العلم المتميز تقنياً ومعرفياً كل ما يساعده على الإبداع والابتكار، فالمكان مهيأ بشكل نموذجي، إذ سيكتشف الباحث أنه في مواجهة منظومة جديدة تعمل بالتقنية وفق آلية متطورة ذات معطيات متميزة تختصر الوقت والجهد. وتنطلق مكتبة جامعة الملك عبد الله بأكثر من 15 ألف مطبوعة، و1200 مجلة علمية اليكترونية متخصصة إلا أن الأشهر القادمة من عمر العام الدراسي الأول للجامعة سيشهد تطوراً طبيعياً في حياة المكتبة بمجرد أن تبدأ بالتفاعل الحيوي مع الباحثين والعلماء. وأوضح جو برانن، مدير مكتبة جامعة الملك عبد الله، أن المكتبة لن تكون تقليدية، ويقول "بفعل ثورة التكنولوجيا التقنية، ينصب الاهتمام على الشراكات والتحالفات في مجال توفير وجلب المعلومة، ولهذا بنت المكتبة شراكات مع كبريات مراكز المعلومات في العالم والجامعات المشهود لها بغزارة المحتوى، وسنتمكن من جلب المواد في أقل من دقيقتين" وأشار الدكتور برانن إلى أن الفترة القادمة ستشهد العديد من الاتفاقيات لزيادة رصيد محتوى المكتبة بعد أن وقعت الجامعة نحو 20 اتفاقية مع جامعات ومؤسسات ذات طابع معلوماتي بحت بهدف الوصول لمكتبة فريدة شكلا ومضموناً.

وأكد أن المكتبة لا تغفل المجتمع المحيط والبيئة المستهدفة، إلا أنها تخص منسوبي الجامعة بالتفاصيل، فيما يتمكن العامة من الوصول إلى العناوين الرئيسة للمواد فقط".

ويستدرك الدكتور برانن "ومع ذلك تتوافر حقوق قد تصل حد الاشتراك للاستفادة الكلية من إمكانات المكتبة بشكل يومي. فالهدف الأكبر هو إيجاد بيئة معلوماتية رقمية تؤسس نموذجاً جديداً لأحدث علوم المكتبات والمعارف". ويضيف "تهدف مكتبة جامعة الملك عبد الله إلى أن تكون مكاناً لاجتماع الأجساد والأفكار في آن واحد، لذا ينتشر خلف واجهة المبنى الفريد في تصميمه الهندسي أمناء المكتبة تسبقهم غاية واحدة، هي خدمة جميع من يقصدونها أو يتجهون نحو بابها المشرع لتسهيل الحصول على جميع أنواع المعلومات العلمية (مطبوعة كانت أو إلكترونية)، إضافة إلى البرمجيات والوسائط المتعددة. ويشير مدير المكتبة إلى أن هدف من يعكفون حالياً على توفير الخدمة المعرفية والمعلوماتية المتكاملة يتجاوز وظيفتهم التقليدية المتمثلة في جمع الكتب والمطبوعات إلى إدارة المعلومات بشتى أنواعها ويؤكد برانن أن مكتبة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا تعد من أهم وأحدث المكتبات العلمية على مستوى العالم، إذ تحتوي على مركز معلومات متطور يتسع لـ400 مقعد، وأرفف تستوعب نصف مليون مجلد مطبوع.

وتنتشر في جميع أرجاء المبنى مجموعة من محطات العمل العامة، ومساحات للتعلم التعاوني، ومناطق هادئة للدراسة. كما يضم المبنى مركزًا لتقديم جميع خدمات النسخ يتيح للمستخدمين نسخ وثائق بحوثهم ومسحها ضوئيًا. ويعمل أمناء المكتبة عن كثب مع أعضاء هيئة التدريس والطلاب وموظفي تقنية المعلومات لإحداث ثورة في الطريقة التي يتم بها جمع المعلومات والبيانات العلمية وتنظيمها وتبادلها. وتدعم مكتبة جامعة الملك عبدالله (تنظيم دورة حياة البيانات العلمية والأكاديمية) وتحسين الاتصالات البحثية في مجال العلوم. وتحرص المكتبة على دعم العلوم الالكترونية من خلال رصيدها الرقمي، والخدمات التي تقوم على شبكة الإنترنت، وإدارة البيانات، والاستفادة الكاملة من البنية التحتية غير العادية لتقنية المعلومات في الجامعة. كما تعمل المكتبة على إتاحة وإدارة الطيف الكامل ودورة حياة المعلومات العلمية التي ينتجها أو يحتاج إليها أعضاء هيئة التدريس والطلاب.

ويشير عدنان الشريف، الأمين المكلف لمكتبة جامعة الملك عبدالله، إلى أن المكتبة تضم برامج مختلفة لتعميم الفائدة في أوساط المجتمع وفق ضوابط معينة"، لافتاً إلى أن الجزء الأكبر من مطبوعات المكتبة الرقمية تركز بالدرجة الأولى على العلوم، والهندسة، والتكنولوجيا، إلى جانب مجموعة متوسطة الحجم من الكتب المطبوعة.

وستنطلق المكتبة في العمل بأكثر من 15 ألف كتاب "رقمي ومطبوع"، وتتيح لروادها الاشتراك في 1200 مجلة علمية (منها 1000 مجلة إلكترونية)، إضافة إلى 50 قاعدة من قواعد بيانات البحوث على الإنترنت.

وعندما تكتمل المكتبة عام 2013م، ستضم أكثر من 80 ألف عنوان كتاب و1500 اشتراك في المجلات العلمية، إلى جانب رصيد رقمي كبير من مجموعات البيانات وأنواع أخرى من المعلومات العلمية. وتستكمل جامعة الملك عبدالله مجموعتها المحلية من خلال شراكات مع مقدمي خدمات المعلومات وغيرها من المكتبات في جميع أنحاء العالم، لتوفير إمكانية الحصول على أي معلومات يحتاج إليها أعضاء هيئة التدريس والطلاب بصرف النظر عن موقعها. ويؤكد الشريف على أهمية المكتبة قائلاً "نعمل على تأسيس أنموذج جديد لأحدث علوم المكتبات وإدارة المعرفة في مؤسسة لخدمة المعلومات تعتمد روح المبادرة إلى حد بعيد".

ويشير إلى أن المكتبة تضم غرفتي دراسة للتعلم عن بعد، إضافة إلى وحدة موارد تعلم مشتركة، ومساحات للعرض، وغرف للوسائط الإعلامية، ومقهى يتسع لــ64 مقعداً، إضافة إلى غرفة فريدة للقراءة والإطلاع مطلة على البحر الأحمر.

ويضيف "ستستكمل جامعة الملك عبدالله منظومتها المعرفية باشتراكات متميزة مع مقدمي خدمات المعلومات وغيرها من المكتبات في جميع أنحاء العالم، لتوفير إمكانية الحصول على أي معلومات يحتاجها أعضاء هيئة التدريس والطلاب بصرف النظر عن موقعها".

ويعتبر مبنى مكتبة جامعة الملك عبد الله صديقا للبيئة، فهو مبني من نوع خاص من الرخام الشفاف الذي يسمح بمرور الضوء إلى المبنى خلال النهار، ويمنح مبنى المكتبة الحرم الجامعي خاصية فريدة، إذ يبدو مضيئاً من بين جميع المباني الإدارية والسكنية، والفكرة من وراء هذا التصميم إعطاء دلالة إيحائية بأن عالم المعرفة يضيء عالم الجامعة.

وأوضح أمين المكتبة أن مبناها يتألف من ثلاثة طوابق، وتبلغ مساحته 13,890 متراً مربعاً، ويشتمل على أماكن لجلوس 400 شخص، وأرفف تستوعب أكثر من نصف مليون كتاب ومجلد مطبوع. وتنتشر في أرجاء المبنى مجموعة من محطات العمل العامة، ومساحات للتعلم التعاوني، ومناطق هادئة للدراسة. كما يضم المبنى مركزاً لتقديم جميع خدمات النسخ التي تتيح للمستخدمين نسخ وثائق بحوثهم ومسحها ضوئياً. وحول أهم الفئات المستفيدة من معطيات المكتبة قال الشريف: أسست المكتبة لتخدم أهداف الجامعة البحثية بالدرجة الأولى، ويحصل على خدماتها منسوبي الجامعة والشركات العاملة ضمن نطاقها، وتساعد المكتبة بإمكانياتها المتاحة كل الباحثين في مجال العلوم والتكنولوجيا.