نتائج قمة المناخ في نيويورك لم ترق لمستوى التوقعات

خبراء: طموحات أوباما في الملف تصطدم بصعوبة تمريرها في الكونغرس

TT

اعتبرت قمة الأمم المتحدة حول المناخ التي كان هدفها استئناف المفاوضات حول اتفاق جديد لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض، مخيبة للآمال لأنها لم تشهد إعلانات قوية من أبرز الدول مثل الولايات المتحدة. لكن رغم عدم وجود إعلانات ملموسة، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في ختام الاجتماع «رغم أن اجتماع القمة لا يضمن توصلنا إلى اتفاقية عالمية فإننا بالتأكيد نقترب خطوة أخرى من الاتفاقية العالمية اليوم». وأضاف: «من الممكن التوصل إلى اتفاق منصف وفعال وواعد» في قمة كوبنهاغن المقررة في كوبنهاغن في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وتابع «لا يزال الطريق طويلا أمامنا لكن يجب أن نحافظ على الزخم السياسي» حتى ذلك الحين» مضيفا أن «عددا متزايدا من القادة أبدى استعداده لتجاوز مصالحه الوطنية الضيقة».

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن في بداية الاجتماع أول من أمس «تصميمه» على العمل لمكافحة الاحتباس الحراري، لكنه أقر في الوقت نفسه بأنه لا يزال هناك «الأصعب» الذي يتوجب عمله قبل انعقاد مؤتمر كوبنهاغن. ورأى خبراء أن برنامج الإصلاحات الطموح الذي أعده أوباما يربك مجلس الشيوخ الأميركي حيث سينتظر القانون بشأن ارتفاع حرارة المناخ دوره حتى نهاية العام على الأرجح. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن جون بيتني أستاذ العلوم السياسية في كلية كليرمونت ماكينا قوله «لا يرجح على ما يبدو أن يتحرك مجلس الشيوخ» لأن «إصلاح النظام الصحي سيشغل البرلمانيين وسيضطر الرئيس لاستخدام كل رصيده السياسي بشأن هذا الموضوع أكثر من التغيرات المناخية».

فضلا عن ذلك فإن التصويت على قانون في مجلس الشيخ لن يكون عملية سهلة. وقال بيتني «سيكون تصويتا بالغ الصعوبة»، مضيفا «إن هناك أعضاء مهمين (في مجلس الشيوخ) يمثلون ولايات منتجة للطاقة (تكساس وفرجينيا) يمكن أن تتضرر من القانون».

وأيد هذا التحليل كين ريتشاردز، أستاذ العلوم السياسية للطاقة في جامعة إنديانا، الذي يرى أن احتمال إجراء تصويت على قانون خاص بالمناخ هذه السنة في مجلس الشيوخ «يبدو بعيدا أقله في هذه المرحلة».

وتعهدت الصين خلال قمة المناخ بخفض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون وخفض اعتمادها تدريجيا على الطاقات الأحفورية لا سيما الفحم لكي ترفع تدريجيا إلى 15% حصتها من الطاقات غير الأحفورية. وبدون تحديد أهداف بالأرقام، اعتبر هذا الإعلان أنه لا يستجيب للتوقعات الكبرى التي كانت معلقة عليه في الأيام الماضية حتى لدى الأمم المتحدة.

لكن وزير التنمية المستدامة الفرنسي جان ـ لوي بورلو قال «إنه رغم عدم تحديد أرقام، فإنها المرة الأولى التي تعلن فيها الصين التزاماتها بهذا الشكل أمام المجموعة الدولية». وقال آل غور نائب الرئيس الأميركي سابقا والحائز جائزة نوبل للسلام، إن الصين «تبدي ذهنية مبادرة مدهشة».

وفي المقابل أكدت اليابان هدفها بخفض انبعاثاتها الملوثة بنسبة 25% بحلول العام 2020 «عبر كل الوسائل الممكنة» كما أكد رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما الذي أعلن عن زيادة الدعم المالي والتكنولوجي للدول النامية. وعبر ساركوزي عن رغبته في «مبادرة خاصة لأفريقيا» وأن يتم تخصيص فصل خاص لها في اتفاق كوبنهاغن.