نجاد: سمعت أوباما يقول: إيران هي الخطر المقبل.. والواقع أنها فرصة

قال إن من قُتلوا في الاحتجاجات الأخيرة لم يكونوا على خطأ.. بل السياسيون الذين حرضوهم والحكومات الأجنبية

الرئيس الايراني خلال حديثه للصحافة على هامش اجتماعات الامم المتحدة في نيويورك أمس (أ.ب)
TT

في مقابلة استغرقت ساعة في الفندق الذي يقطن فيه في نيويورك مع «أسوشييتد برس» (أ.ب) قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن طهران تتوقع نقاشا حرا مفتوحا حول المسائل النووية بينها وبين الدول الست الكبرى المقرر أول أكتوبر (تشرين الأول) في جنيف. لكنه شدد أيضا على أن بلاده لن تفاوض حول مشروعاتها النووية. وقال إنه يريد حوارا نوويا أوسع مع الغرب مقترحا أن تتخلى القوى النووية عن أسلحتها وتوسع الفرصة أمام الدول الأخرى للاستخدام السلمي للطاقة النووية. وقلل من شأن مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي بالتخلي عن مشروع الدرع الصاروخية في أوروبا والموجه أساسا إلى الصواريخ الإيرانية. ووصف هذه الخطة بأنها طريقة محترمة لشراء الاعتراض الروسي. وأضاف نجاد: «لقد سمعت أوباما يقول إن إيران هي الخطر التالي. وقد جرت المقابلة بعد ساعات من وصول الرئيس الإيراني إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث كان من المقرر أن يلقي كلمة أمامها بعد ظهر أمس بتوقيت نيويورك».

وقالت (أ.ب) إن الرئيس الإيراني كان يتحدث بصوت هادئ ولم يتحرك طوال المقابلة, وقد يومئ في بعض الأحيان أو يبتسم عندما يبدو سعيدا بإجابته. ولكنه لم يرفع صوته قط طول المقابلة. وأدت بعض الأسئلة إلى مناقشات سريعة بالفارسية بين أعضاء الوفد المرافق له قبل أن يعطي إجابة يجري ترجمتها إلى الإنجليزية. وخلال المقابلة شدد على أن إيران لا تبني أسلحة نووية. وأعرب عن أمله في أن يتحرك أوباما في الاتجاه الصحيح, كما قال إن مصادر عدم الاستقرار في العالم يجب مواجهتها.

وفي ما يلي مقتطفات من إجابات الرئيس محمود أحمدي نجاد على الأسئلة خلال مقابلة (أ.ب). في ما يتعلق بثلاثة أميركيين كانوا يتنقلون سيرا على الأقدام تعرضوا للاحتجاز بعد تجاوزهم الحدود الإيرانية، قال أحمدي نجاد: «يتولى القضاء النظر في هذه القضايا. يتمتع القضاء الإيراني باستقلال تام ولا يمكن لأحد التدخل في سير العدالة وعمل القضاة... إننا لسنا سعداء بحدوث هذا الأمر... ما يمكنني طلبه هو أن يعجل القضاء بالبت في القضية وتوجيه اهتمام كامل إليها والنظر إلى القضية بالحد الأقصى المسموح به من الرفق... يتميز القضاء بإجراءات خاصة به يتبعها، لكن يراودني الأمل حيال هذه القضية». بشأن المحارق النازية بحق اليهود (الهولوكوست)، قال: «بصورة أساسية، أثيرَ تساؤلان في ما يتعلق بالهولوكوست... أولهما: بافتراض أن الهولوكوست وقع بالفعل، أين حدث بالفعل؟ ومَن الجناة؟ أما التساؤل الثاني فيدور حول طبيعة الصلة بين هذا الأمر والقضية الفلسطينية... إذا كان أمر ما وقع في أوروبا على يد حكومات أوروبية، هل يمكننا السعي لإيجاد علاج لهذا الأمر في أراضٍ ومناطق أخرى؟ إن الشعب الفلسطيني هو الذي ينبغي أن يتلقى تعويضات عن التشريد الذي تعرض له، ولماذا؟ إننا نعلم أن ما يفوق 60 مليون فرد تعرضوا للقتل خلال الحرب العالمية الثانية. إن كل واحد من هؤلاء كان إنسانا... إن ما ندعو إليه هو أن الشعب الفلسطيني لم يكن له دور في الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك جرى تحميلهم مسؤولية التعويض عن الفظائع التي اقترفها آخرون. في نهاية الأمر، فإنهم بشر أيضا، ولديهم رغبة في العيش داخل بلادهم وفي وطنهم، لكنهم يخضعون للحصار. ولماذا تحديدا ذلك؟ هل طرحنا هذا التساؤل بما يكفي؟ من أجل جريمة لم يقترفوها. إذن تلك هي بالفعل طبيعة التساؤلات التي أثيرها. ومن المؤسف حقا أن تعمد الصحافة في بعض الأحيان إلى تشويه آرائي إزاء هذه القضية. إننا لسنا هنا بصورة أساسية للجدال بشأن قضايا تاريخية، وإنما أنوي تفحص نتائج ما حدث ودراسة السبيل الأمثل لتحسين حياة من يعيشون الآن... من هنا حيث أقف، لم أكن هناك منذ 60 عاما ماضية، لكننا هنا الآن... وما نراه أن الفلسطينيين يتعرضون للقتل. لذا، أعتقد أن مهمتنا اليوم تتمثل في ضرورة وقف ذلك. ومن الضروري اتباع نهج التقمص العاطفي إزاء التاريخ، وهناك متاحف بمقدورها المساعدة في ذلك. لكن الناس يُقتلون اليوم، وتكمن الأهمية الكبرى في ضرورة وقف ذلك الآن. إذا كان الهولوكوست يجري استغلاله كذريعة لقتل الشعب الفلسطيني، يصبح من الضروري حتما مناقشة الهولوكوست».

في ما يخص المساعدة في تحقيق الاستقرار في أفغانستان والعراق المجاورين، قال: «إذا كانت سياسات قوى الاحتلال أو الجماعات العسكرية التي أرسلت إلى هذين البلدين أدت إلى مزيد من انعدام الاستقرار هناك، فماذا يريدون منا أن نفعل؟ ماذا تحديدا يمكننا فعله لسيارة قرر سائقها الإسراع والسقوط من أعلى تل؟ لا أدري ما بوسعنا فعله تحديدا في ظل هذا السيناريو».

في ما يخص الطموحات النووية الإيرانية، قال: «قطعا المناقشات بشأن القضية النووية حرة وصريحة. ولن نسعى من جانبنا لتجنب أي نمط من المناقشة أو الحيلولة دون حدوثه. لكن هذا الأمر ليس على أجندتنا. إننا سنتناول القضية النووية فقط من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأنها توفر إطار العمل القانوني... نؤمن بأن الأسلحة النووية مصدر تهديدات وزعزعة استقرار، لذا، هناك حاجة إلى إرادة عالمية لتحقيق نزع التسلح النووي على نحو كامل. ثانيا، نحن بحاجة إلى تمهيد الطريق لتعزيز فرص الاستخدام السلمي للتقنية والطاقة النوويتين».

بالنسبة إلى التحول الأميركي بعيدا عن مظلة الدفاع الصاروخي بعيدة المدى في أوروبا الرامية إلى الحماية ضد هجوم إيراني، قال: «سمعت السيد أوباما يقول إن الخطر القادم هو إيران. في الواقع، إيران فرصة بالنسبة إلى الجميع». في ما يتعلق بمقتل متظاهرين في أعقاب الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنازع حولها، قال: «هؤلاء الذين قُتلوا مواطنونا، ولم يقترفوا خطأ. إن من أخطأوا هم مجموعة من السياسيين الذين عمدوا بصورة أساسية إلى التحريض على هذه الأحداث. لقد طلبت من النظام القضائي... إيجاد مرتكبي هذه الأفعال. لم يكن للحكومة دور في هذه الأحداث... لا شك أن بعض الحكومات الأجنبية كان لها دور فيها... إنه أمر مؤسف للغاية... بعض السياسيين الأوروبيين والأميركيين اتخذوا موقفا خاطئا وساعدوا بصورة أساسية في ما وقع».