بغداد ترحب بتكليف مبعوث الأمم المتحدة متابعة الأزمة مع سورية.. وتؤكد: نركز على التدويل

الهاشمي لـ«الشرق الأوسط»: رئاسة الجمهورية مع المحكمة الدولية لكن من دون اتهام أي طرف

TT

في الوقت الذي قرر فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، متابعة موضوع الأزمة العراقية ـ السورية من خلال مبعوثه الجديد في العراق، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، الدكتور علي الدباغ، أن هذا هو مطلب العراق تحديدا بأن يكلف مبعوث الأمم المتحدة في بغداد للتحقيق بجرائم الإرهاب انطلاقا من تفجيرات 19 أغسطس (آب) الماضي في بغداد.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنه أعطى تعليماته لمبعوثه الخاص الجديد إلى العراق، إد ملكرت، لمساعدة العراق وسورية فيما يتعلق بطلب بغداد إنشاء محكمة لمحاكمة البعثيين العراقيين المقيمين في سورية والذين تتهمهم بالوقوف وراء تفجيرات «الأربعاء الدامي» في 19 أغسطس الماضي. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد حث مجلس الأمن عبر الأمين العام للأمم المتحدة على تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للنظر في الهجمات، بيد أنه لم يحدد سورية بالاسم.

وقال بان في خطاب بعث به إلى رئيسة مجلس الأمن، المندوبة الأميركية سوزان رايس، الليلة قبل الماضية، إنه طلب من ملكرت مساعدة البلدين في معالجة القضايا التي أثارها المالكي في خطابه «في إطار تفويض بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) لدعم التعاون الإقليمي».

المتحدث باسم الحكومة العراقية، الدكتور علي الدباغ، رحب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بتعيين مبعوث من قبل الأمم المتحدة، قائلا إنه «تماما المطلب العراقي المقدم للأمم المتحدة». وأضاف «إن تعيين المبعوث يعد الخطوة الأولى لبداية التحقيق ومتابعة تفاصيل ملف الإرهاب انطلاقا من تفجيرات الأربعاء، نعم هذا مطلب العراق، ونعتقد بأن هذا الأمر يشكل نجاحا للدبلوماسية العراقية، وهو مطلب للحكومة بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وجمع المعلومات والأدلة». وأضاف «سنقوم بوضع جميع التفاصيل أمام المبعوث الدولي، وبالتأكيد سوف لن يقتصر الموضوع على تفجيرات الأربعاء الدامي فقط وإن كان العمل سيبدأ من هذه النقطة وهو أساس العمل ومن ثم سيتفرع إلى كل ارتباطات الأشخاص والمنظمات والدعم من دول الجوار كذلك». وبشأن آخر تفاصيل الاجتماعات الرباعية في نيويورك، بيّن الدباغ «الحقيقة نحن لن نغلق الأبواب أمام الاجتماعات وأمام الوساطات لكننا لا نعول عليها كثيرا والجهد العراقي مع لجنة التحقيق الدولية هذا المعول الأساسي لكننا نعتقد بأن الاجتماعات الرباعية لن تحقق شيئا بالنسبة لمطالب العراق لكننا سنعطي فسحة للحوار عبر كل المنافذ المتاحة». ومن المقرر أن يعقد ممثلون عن سورية والعراق اجتماعات في نيويورك تحت رعاية تركيا والجامعة العربية تشكل امتدادا للقاءات التي تمت أخيرا في اسطنبول وقبلها في القاهرة والتي لم تحقق أية نتائج تذكر في ما يتعلق بطلب العراق من سورية تسليم بعثيين تتهمهم بالضلوع في تفجيرات «الأربعاء الدامي». من جهته، قال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي لـ«الشرق الأوسط» بشأن مطالب العراق في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «الرئيس (جلال) طالباني سيلقي خطابا خلال الاجتماعات يتضمن العديد من المطالب من بينها موضوع التحقيق في موضوع الإرهاب». وأضاف أن الرئيس العراقي «سيدعو المجتمع الدولي للوقوف مع العراق في تصديه لظاهرة العنف والإرهاب، كما سيؤيد تحويل هذا الملف إلى مجلس الأمن في طريقه للمحكمة الجنائية الدولية دون توجيه اتهام محدد لأي طرف كان، لكنه بالتأكيد سيشير إلى أن عدم الاستقرار في العراق إنما يعود لتدخل خارجي في شؤونه الداخلية».