البصرة: استعدادات لاستضافة مؤتمر دولي حول ملوحة المياه

استكمال المخططات الهندسية لمشروع سد على شط العرب

TT

في الوقت الذي أعلن فيه محافظ البصرة أن الاستعدادات جارية لاستضافة مؤتمر علمي دولي ستشهده المحافظة قريبا لبحث مشكلة ملوحة المياه، رجح خبراء في الموارد المائية بناء سد على شط العرب لمعالجة شحه وارتفاع نسبة الأملاح في المياه التي يعاني منها سكان المدينة.

وقال الدكتور شلتاغ عبود المباح، محافظ البصرة، لـ«الشرق الأوسط»، أمس: «إن المؤتمر سيحضره خبراء من المختصين الدوليين ووفود علمية من وزارات العلوم والتكنولوجيا والموارد المائية والزراعة، إضافة إلى مختصين من جامعة البصرة وجميع مؤسسات الدولة التي لها علاقة بالموضوع، ومختصين من دول الجوار، لبحث أسباب تفاقم مشكلة ملوحة المياه وسبل التغلب عليها». وأضاف أن المشاركين «سيعرضون أوراق عمل تلخص مشكلة انخفاض مستوى المياه وارتفاع نسبة الأملاح في شط العرب ومقترحات لحلها». من جانبه ذكر الدكتور طاهر حنتوش، عميد كلية الزراعة، «قيام اللجنة التنسيقية بوضع الدراسات والخطط تحضيرا للمؤتمر». وأضاف: «ستطرح حلول سريعة لتفاقم ملوحة المياه وتأثيرها في الزراعة في المحافظة». يرى جبار عبد الله عضو اللجنة الاستشارية للمياه في المحافظة أن «من أكثر المقترحات قبولا وموضوعية لمعالجة المشكلة، بناء سد على شط العرب يحفظ المياه القادمة إليه بعد التقاء دجلة والفرات من الإهدار بقذفها في البحر كما هو عليه الحال الآن، ويمنع صعود مياه البحر المالحة إلى الشط». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن السد «الذي اكتملت الخرائط والمخططات الهندسية التوضيحية له مقترح أن يشيد في منطقة البهادرية جنوب منطقة أبي الخصيب عندما يكون شط العرب بضفتيه داخل الأراضي العراقية على أن يكمل حفر نهر البهادرية باتجاه الجنوب لإيصال المياه إلى الفاو والمناطق القريبة منها». وأكد أن السد «سيحتوي على عدد من النواطم أو الأنابيب التي يمكن من خلالها التخلص من المياه الزائدة في حالة وجود فيضانات وما شابه»، مشيرا إلى أن «السد سيسهم في رفع مناسيب المياه في الشط، وبالتالي سهولة جريانها في الفروع والقنوات الإروائيه التي تروي البساتين والمناطق الزراعية على ضفتيه». وأوضح «أن عملية التحكم في مياه شط العرب ستزيل اتهامات تركيا وسورية للعراق بعدم الاستفادة الكاملة من المياه الواصلة للعراق من خلال قذف كميات كبيرة منها في الخليج العربي، إضافة إلى أن رفع المناسيب سيؤثر إيجابا في تشغيل محطات توليد الكهرباء المعتمدة على المياه ويرفع كفاءة محطات التصفية».

من جهته، حدد عبد المنعم الخيون، المدير السابق لدائرة ماء المحافظة تداعيات المشكلة بـ«سد الغلق» الذي أقامه الجانب الإيراني على نهري الكارون والكرخة، وقال: «كانت مياه نهر الكارون قبل أن يتم تحويل مجراه يرفد شط العرب وحده بكمية تتجاوز ثمانية بلايين متر مكعب سنويا تضاف إلى مياه نهري دجلة والفرات اللذين تأثرا بتنفيذ مشروع (الغاب) التركي، وكانت تسهم بدفع مياه الخليج المالحة إلى خارج نطاق منطقة رأس البيشة في الفاو، التي تعاني أصلا ـ قبل فترات انحسار حصص حوضي النهرين وقطع مياه الكارون واشتداد موجة الجفاف التي تضرب العراق منذ عامين ـ من شح شديد في مياه الشرب». وأضاف أنه «بسبب انخفاض منسوب المياه صعدت مياه الخليج واختلطت بمياه شط العرب إلى مسافات قريبة من مركز المحافظة لترتفع نسب ملوحة المياه».