هندوراس: الانقلابيون يحاصرون الرئيس المخلوع في سفارة البرازيل

تشافيز ولولا دا سيلفا يطالبان الأمم المتحدة بإعادة زيلايا

TT

طالب الرئيسان البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا والفنزويلي هوغو تشافيز، الأمم المتحدة بالسعي لإعادة رئيس هندوراس المخلوع مانويل زيلايا الى منصبه، في وقت طوقت شرطة مكافحة الشغب في هندوراس، السفارة البرازيلية التي لجأ إليها الرئيس المخلوع مانويل زيلايا بعد عودته من المنفى.

وقال الرئيس البرازيلي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس: «من دون الإرادة السياسية سنشهد انقلابات أخرى مثل ذلك الذي أطاح بالرئيس الدستوري لهندوراس خوسي مانويل زيلايا الذي لجأ إلى سفارة البرازيل في تيغوسيغالبا منذ الاثنين». وأضاف أن «المجتمع الدولي يطالب بإعادة زيلايا إلى رئاسة بلاده على الفور ويجب أن يتأكد من حصانة البعثة الدبلوماسية البرازيلية في عاصمة هندوراس». وبدوره، وصف شافيز عودة زيلايا إلى تيغوسيغالبا الاثنين الماضي بأنها خطوة شجاعة، وقال للصحافيين قبل افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «يجب على الأمم المتحدة أن تطالب بإعادة زيلايا إلى الحكومة مرة أخرى».

وجاءت هذه الدعوات في وقت أغلق المئات من أفراد قوات الأمن مساحة كبيرة محيطة بمبنى السفارة في تيغوسيغالبا حيث يحتمي زيلايا مع أسرته ومجموعة من 40 من أنصاره. وفرق عدد من أفراد الجيش والشرطة متظاهرين موالين لزيلايا من المنطقة المحيطة بالسفارة أول من أمس وأطلق بعضهم الغاز المسيل للدموع مما أسفر عن إصابة 30 شخصا. وقال شهود انه تم قطع الكهرباء والماء لفترة قصيرة عن السفارة أول من أمس، لكنه تم إرسال مواد غذائية.

وكان الزعيم اليساري زيلايا قد عاد سرا إلى هندوراس الاثنين الماضي منهيا نحو ثلاثة أشهر من المنفى بعد الإطاحة به في انقلاب 28 يونيو (حزيران) الماضي. وقالت الحكومة البرازيلية إنها ستكفل حمايته داخل سفارتها.

في هذه الأثناء قال رئيس «سلطة الأمر الواقع» في هندوراس، روبرتو ميتشيليتي، إن زيلايا يمكنه البقاء في السفارة «ما بين خمسة وعشرة أيام» إذا كان يريد، ملمحا إلى أن الإدارة تتأهب لصراع طويل. وأعرب ميتشيليتي عن استعداده للحوار مع زيلايا في حال قبل الأخير تنظيم انتخابات رئاسية مقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وطالبت «مجموعة ريو» (تضم 20 دولة في كوريا الجنوبية) سلطات هندوراس بوضع حد لأعمال القمع بحق السكان وبضمان سلامة زيلايا وموظفي سفارة البرازيل. لكن حكومة ميتشيليتي ردت بعنف على عودة الرئيس المخلوع، وأمر ميتشيليتي بغلق مطارات البلاد وأعلن حظر التجوال في البلاد حتى الليلة قبل الماضية قبل أن يمدده حتى الليلة الماضية. وأمر قواته بطرد نحو أربعة آلاف من أنصار زيلايا امضوا الليل أمام سفارة البرازيل.

وكان زيلايا صرح في وقت سابق انه تمكن من «التحدث لبعض عناصر الشرطة والجيش من اجل إيجاد مخرج للازمة» و«تحقيق السلم». وقال «إن ديكتاتورية قمعية ومجرمة بصدد التوطد في هندوراس ويتوجب إيقافها فورا» داعيا «الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات فورية». وفي تصريحات لإذاعة كوبية طلب زيلايا من واشنطن «اتخاذ إجراءات تطال التجارة لأن هندوراس رهينة الأنشطة التجارية» مع الولايات المتحدة «وسينتهي ذلك الانقلاب في أقل من دقيقتين»، على حد قوله.

واقر زيلايا أن واشنطن اتخذت إجراءات ضد «الانقلابيين» مثل تعليق التأشيرات أو تجميد أرصدة، «غير أنها لم تنه حتى الآن الانقلاب».

ودعت منظمة الدول الأميركية والاتحاد الأوروبي ومجمل المجتمع الدولي إلى «الهدوء» واللجوء إلى «التفاوض». وفي الجانب المقابل يصر ميتشيليتي على مواقفه وقال إن عودة زيلايا أنهت وساطة بدأها رئيس كوستاريكا اوسكار ارياس. ومهما يكن من أمر فإن ميتشيليتي يرفض فكرة عودة زيلايا إلى رئاسة حكومة وحدة وطنية. وقال: «ليس علي إعادة السلطة إلى زيلايا. لقد خسرها حين أراد تعديل الدستور». وكان أطيح بزيلايا حين كان يعد لاستفتاء شعبي يتيح له تعديل الدستور وبالتالي الترشح لولاية رئاسية ثانية يحظرها الدستور.