فاروق حسني: اليونسكو سُيِّسَت.. والفائزة البلغارية سيدة محترمة

بوكوفا: أنا صديقة للعرب.. وليس صحيحا أن لوبيا يهوديا كان ورائي

TT

قال وزير الثقافة المصري فاروق حسني في مطار القاهرة فور عودته من باريس أمس إن فشله في الفوز بمنصب المدير العام لليونسكو يؤكد أن هذه المنظمة أصبحت «مُسيَّسة»، لكنه شدد أيضا على أن «المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا لا شك سيدة محترمة»، وتمنى لها التوفيق.

وأضاف أن «السفير الأميركي كان يتصرف بقوة وبكل ما يمكنه من إمكانيات لمنعي من الفوز بالمنصب». وتابع أن «كل الصحف والضغوط الصهيونية كانت ضدي بشكل رهيب».

وأوضح وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيس المصري حسني مبارك قال له في اتصال هاتفي بعد فوز المرشحة البلغارية: «ارمي ورا ضهرك»، وهو تعبير عامي مصري يقصد به «انسَ كل ما حدث والتفت إلى الأمام». وأكد أن مبارك «كان يتابع لحظة بلحظة ما يحدث، وتحدثنا أكثر من مرة، وأدرك فعلا اللعبة الكبيرة التي لعبت، ويبدو أنها طبخت في نيويورك».

وقال: «كنا متفائلين صباحا (أول من أمس) وكان عندنا ثقة كبيرة، ولكن المجموعة الأوروبية عقدت اجتماعين في نفس اليوم وانطبخ الموضوع في نيويورك لأن كل الرؤساء ووزراء الخارجية كانوا هناك» للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

أما إيرينا بوكوفا فنفت ما أشيع عن وجود لوبي يهودي وراء فوزها بهذا المنصب، كما رفضت بوكوفا أيضا ما قيل عن خيبة أمل عربية. وقالت للإذاعة الرسمية في بلغاريا: «أنا صديقة للدول العربية وكذلك لجميع المناطق في العالم، وسأبذل كل الجهود لإقناع أصدقائي العرب بذلك». وقالت بوكوفا أمام الإذاعة الرسمية في صوفيا إنها تريد أولا التعبير عن الاحترام لوزير الثقافة المصري فاروق حسني وكذلك لجميع المرشحين الآخرين، وأضافت: «إن هذه الفرصة مهمة جدا لعملية تبادل الأفكار والآراء بشأن مستقبل اليونسكو، وإن هذه المنظمة تعمل من أجل نشر روح التسامح والتنوع الثقافي»، ونوهت بوكوفا بأن اليونسكو تدعم بناء نوع جديد من العلاقات الإنسانية خلال القرن الواحد والعشرين.

ووصفت بوكوفا فوزها بمنصب المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة الخاصة بالثقافة والتربية والعلوم بأنه انتصار لانتخابات ديمقراطية شفافة، مؤكدة على أنها ستقيم حوارا مع كل المجموعات الإقليمية داخل اليونسكو.

وأشارت إيرينا بوكوفا إلى أنها ستعمل من أجل أن تكون اليونسكو أكثر فعالية وأكثر تأثيرا، وستواصل الإصلاحات داخل هذه المنظمة لأنها بحاجة إلى الإصلاح. وقالت إن المدير العام الحالي كويتشيرو ماتسورا بدأ بعض هذه الإصلاحات.

وتعتبر إيرينا بوكوفا أول امرأة تشغل هذا المنصب، كما أنها أول مسؤول من الدول الاشتراكية السابقة يتبوأ منصب مدير عام منظمة اليونسكو.

في غضون ذلك قالت مصادر عربية إن صوتين أفريقيين انتقلا من حسني إلى إيرينا بوكوفا في جولة الاقتراع الخامسة، غير أن مصادر أخرى تؤكد أن الأصوات الأوروبية هي التي مكنت مرشحة بلغاريا من الفوز. وبحسب صحيفة «لو موند» أمس فإن فرنسا والبرتغال وإيطاليا التحقت بالكتلة الأوروبية وفضلت بوكوفا على حسني.

وأمس سئلت الخارجية الفرنسية عن المرشح الذي أعطته فرنسا صوتها، وبطبيعة الحال رفضت الناطقة المساعدة باسم الخارجية الإجابة مباشرة على السؤال باعتبار أن الاقتراع سري وأن فرنسا «لم تدرج» على الإعلان عن الجهة التي تصوت لأجلها.

واستبقت فرنسا التساؤلات الخاصة بالانعكاسات السياسية والدبلوماسية لفشل المرشح المصري على العلاقات بين القاهرة وباريس. وقالت الخارجية الفرنسية إن مصر «شريك استراتيجي» لفرنسا، وإن البلدين يرأسان الاتحاد من أجل المتوسط، وإنهما يقترحان معا الدعوة إلى قمة لرفد عملية السلام. وترى أوساط دبلوماسية واسعة الاطلاع في باريس أن الحملة التي قامت بها شخصيات يهودية ومثقفون معروفون بدعمهم لإسرائيل «ربما دفعت الرئيس ساركوزي لتغيير موقفه، وبالتالي لا يستبعد أن تكون باريس قد صوتت لحسني في الجولات الأولى ثم تخلت عنه في الجولة الأخيرة».

في غضون ذلك قال الكاتب الأميركي اليهودي إيلي ويسلي، الحائز على جائزة نوبل والذي شن حملة ضد الوزير المصري، إن اليونسكو تحاشت «كارثة أخلاقية» بعدم انتخاب فاروق حسني مديرا عاما لها.

وقال ويسلي لإذاعة «فرانس إنتر» الفرنسية: «إن الوزير المصري سهّل هروب مجموعة من الفلسطينيين استولوا على الباخرة السياحية الإيطالية (أكيلي لاورو) في أكتوبر (تشرين الأول) 1985، وقتلوا راكبا يهوديا أميركيا قعيدا يدعى ليون كلينغهوفر». واستند في ذلك إلى تقارير إعلامية صادرة باللغة العربية حسب وكالة الأنباء الألمانية تقول إن حسني ساعد على تنظيم نقل خاطفي أكيلي لاورو إلى تونس على متن طائرة ركاب مصرية.