الصومال: مقتل 12 شخصا وإصابة 30 في معارك بالعاصمة

حركة الشباب تواصل حفر الخنادق بشوارع مقديشو

TT

قُتل ما لا يقل عن 12 شخصا، وأصيب أكثر من 30 آخرين في مواجهات جديدة شهدتها العاصمة الصومالية مقديشو بين القوات الحكومية وقوات الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام من جهة، وبين المقاتلين الإسلاميين من جهة ثانية. واندلعت هذه المواجهات عند ما شن المسلحون الإسلاميون هجوما عنيفا على عدد من الموقع التابعة لقوات الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام بجنوب مقديشو، ثم امتد القتال إلى مناطق أخرى تتمركز فيها قوات حكومية مما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الجانبين، ثم تلاها قصف صاروخي كثيف تبادله الطرفان تعرضت له أحياء مختلفة من العاصمة من بينها سوق البكارو كبرى أسواق العاصمة، التي تصفها الحكومة بأنها معقل للمسلحين الإسلاميين. وقد قُتل 5 أشخاص في مكان واحد عندما هوت قذيفة مورتر على منزلهم، كما أدت إلى إصابة 7 آخرين بجراح في نفس المكان.

وأعلن الحزب الإسلامي المعارض الذي يقوده الشيخ حسن طاهر أويس مسؤوليته عن شن هذا الهجوم الذي كان الأعنف منذ أسابيع. وقال متحدث باسم الحزب الشيخ موشي عرالي: «هاجمنا مواقع العدو، وألحقنا بهم خسائر كبيرة، وبعدما اشتدت المعركة في صفوفهم بدأوا بقصف الأسواق والأحياء الشعبية، مما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين»، لكن متحدثا باسم قوات الحكومة الصومالية نفى صحة ادعاءات الحزب وقال: « هاجموا قوات حفظ السلام بقذائف صاروخية ومدافع الهاون أطلقوها من بعيد، وتم صدهم، ولم يُصَب أي جندي حكومي أو إفريقي بأذى»، واتهم الجماعات المسلحة بإطلاق قذائف الهاون من المناطق المأهولة بالسكان المدنيين. وكان المقاتلون الإسلاميون يتوعدون خلال الفترة الأخيرة بتصعيد الهجمات حتى 25 سبتمبر (أيلول) الحالي.

على صعيد آخر لا يزال مقاتلو حركة الشباب المجاهدين يقومون بحفر خنادق كبيرة في عدد من الشوارع الرئيسية في العاصمة مقديشو، تحسبا لأي هجوم مفاجئ من قِبل قوات الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام وقوات الحكومة الصومالية، حيث هناك مخاوف من هجوم واسع يتوقع أن تشنه قوات الإفريقية وقوات الحكومة الصومالية على معاقل المتمردين، ويعتقد مقاتلو حركة الشباب أن عملية حفر خنادق كبيرة في الطرق الرئيسية في مقديشو يساعدهم على التحصن من اجتياح الدبابات والآليات العسكرية التابعة لقوات الاتحاد الإفريقي لمعاقلهم. وكانت الحركة قد بررت خطورة حفر الخنادق في الشوارع الرئيسية في العاصمة، وقالت إن الهدف من ذلك هو صد الهجمات المحتملة من القوات الحكومية وقوات الاتحاد الإفريقي.

وقال مسؤول عسكري حكومي إن عمليات قطع الشوارع وحفر الطرق الرئيسية لن تمنع قوات الحكومة من الوصول إلى معاقل المتمردين. وتأتي هذه التطورات وسط حديث متزايد عن قرب معركة حاسمة تعتزم الحكومة بمساندة قوات الاتحاد الإفريقي شنها على معاقل الفصائل الإسلامية المعارضة في محاولة لبسط سيطرتها على العاصمة والمناطق التي يسيطرون عليها.

وفي مدينة كسمايو الساحلية التي تبعد 500 كم جنوب العاصمة مقديشو أعلن فصيل من التحالف الإسلامي الذي كان يحكم المدينة عن انضمامه إلى الولايات الإسلامية التابعة لحركة الشباب المجاهدين. وفي مؤتمر صحافي عقده الشيخ «حسن يعقوب» المتحدث باسم التحالف الإسلامي هناك قال إن ولاية كسمايو تعد من الآن إحدى ولايات الشباب المجاهدين وستعمل وفقا لتوجيهاتها. وذكر الشيخ يعقوب أن الهدف من هذا الانضمام هو تقليل الخلافات في صفوف المجاهدين وتقوية شوكتهم، ودعا بقية من وصفهم بالمجاهدين في المنطقة إلى الانضمام إلى ولايات حركة الشباب.

لكن كلا من حركتي «رأس كامبوني» و«عانولي» التابعين للحزب الإسلامي، اللذين كانا ضمن التحالف الذي كان يحكم المدينة، رفضا هذه الخطوة، وكانت مدينة كسمايو تخضع لحكم تحالف إسلامي من حركة الشباب والحزب الإسلامي، إلا أن خلافات بين هذا التحالف ظهرت في الفترة الأخيرة، ومن أجل حل تلك الخلافات أوفد الحزب الإسلامي وفدا رفيع المستوى إلى كسمايو، إلا أن الإدارة التابعة لحركة الشباب قد استبقت الإعلان عن انضمامها بشكل نهائي لحركة الشباب.