رام إيمانويل كبير مستشاري أوباما: مقتنعون بأن نتنياهو سيتقدم في مسيرة السلام

أولمرت: عرضت على الفلسطينيين دولة عاصمتها القدس.. ولو وافقوا لما كان نتنياهو رئيسا للحكومة

TT

على الرغم من الموقف الرافض الذي اتخذه في موضوع تجميد الاستيطان، يرى البيت الأبيض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيتقدم في مسيرة السلام، وسيتخذ قرارات يصطدم فيها مع حلفائه في اليمين من أجل إنجاح هذه المسيرة.

هذا ما قاله رئيس طاقم العاملين في البيت الأبيض، رام إيمانويل، الذي يعتبر اليوم أحد أكثر المقربين من الرئيس باراك أوباما. وأضاف إيمانويل، في حديث مع مجموعة من الشخصيات اليهودية في الولايات المتحدة، أن البيت الأبيض لم يغير رأيه في الاستيطان، ويعتبر الاستمرار فيه استفزازا سلبيا لعملية السلام، لكنه في الوقت نفسه لا يريد التصادم مع نتنياهو، لأنه يريد التقوقع في الأمور الإجرائية وشروط استئناف المفاوضات، بقدر ما يريد التركيز على القضايا الجوهرية. فهنا يكمن الامتحان الحقيقي للقادة في الشرق الأوسط.

وأكد إيمانويل أنه على الرغم من الانشغال الكبير في قضايا محرقة جدا، وأزمات خطيرة سببتها مخلفات الرئيس جورج بوش، مثل قضية التأمين الصحي والتعقيدات في العراق وأفغانستان وباكستان وكوريا الشمالية وغيرها، فإن الرئيس أوباما أبلغ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، خلال لقاء القمة، أنه سيمنح لقضية السلام في الشرق الأوسط كل ما تحتاجه من وقت وجهد. المهم أن يكون لديهما «النية الصادقة للتقدم في تحقيق السلام والشعور بأن هذه القضية ملحة للغاية».

ورفض إيمانويل القول إن القمة الثلاثية في نيويورك بمشاركة نتنياهو وأوباما وعباس «مجرد قمة لالتقاط الصور ليس فيها مضمون». وقال: «بالعكس، فقد كانت هذه القمة نقطة انطلاق مهمة اتفق فيها على إنهاء القضايا الإجرائية بسرعة كبيرة، والتوجه مباشرة إلى المفاوضات الجوهرية»، مشيرا إلى قدوم وفدين إسرائيلي وفلسطيني إلى واشنطن في الأسبوع المقبل من أجل دفع الحوار بين الطرفين إلى مرحلة «التفاوض حول الحدود وحول متطلبات قيام الدولة الفلسطينية العتيدة».

ولكن، مقابل هذه الثقة بنتنياهو في البيت الأبيض، أثارت المواقف التي عرضها في نيويورك في الأيام الأخيرة ردود فعل متباينة في إسرائيل، وغالبيتها ردود سلبية. فقد أعرب كثيرون عن مخاوفهم من نتائج تصرفات نتنياهو في موضوع الاستيطان، التي تركت جرحا في البيت الأبيض، حيث إنه اضطرهم لممارسة الضغوط على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، حتى يحضر إلى القمة الثلاثية، مما جعله عرضة لهجوم حركة «حماس».

ووجهت الصحافة الإسرائيلية انتقادات شديدة إلى نتنياهو على خطابه في الأمم المتحدة، أول من أمس، الذي كان مكتبه قد أثار توقعات كبيرة حوله، فقالوا إنه سيكون دراميا وتاريخيا. وكتب جميع المعلقين في صحيفة «هآرتس» أنه كان خطابا بائسا ومخيبا للآمال. وهاجمه المؤرخ توم سيجف، بشكل خاص، على تركيزه في نصف الخطاب وأكثر على موضوع «المحرقة» النازية. وقال إنه يقلل من شأن هذه المحرقة عندما يقارنها بأهداف الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أو أهداف حماس وحزب الله. وقال الكاتب غدعون ليفي إن نتنياهو أوقع نفسه أمام العالم، عندما دخل في حوار مع قوى الإرهاب. وقال ألوف بن إن نتنياهو قال أشياء مؤثرة للمواطن الإسرائيلي، ولكنه لم يقل ما يفيد به القضية الإسرائيلية في العالم.

وكان نتنياهو قد عاد من نيويورك، أمس، معلنا أنه حقق والوفد الإسرائيلي في الجمعية العامة مكاسب جمة للسياسة الإسرائيلية، وأنه وزوجته سارة فتحا صفحة جديدة في العلاقات مع الزوجين ميشيل وباراك أوباما.

من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، إن القيادة الفلسطينية الحالية فوتت عليها فرصة تاريخية للتوصل إلى سلام حقيقي مع إسرائيل. وأضاف في حديث مع صحيفة «هآرتس»، أمس، أنه كان قد عرض على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية، بحيث تنسحب إسرائيل من 94% من الضفة الغربية وتعوض لهم عن 6% بواسطة منحهم المعبر الآمن بين قطاع غزة والضفة الغربية وأراض أخرى من تخوم إسرائيل ما قبل 1967 والسيادة على الأحياء العربية في القدس الشرقية، ومنح مكانة دولية خاصة للأماكن المقدسة، لكن الرئيس الفلسطيني لم يعطه جوابا وغاب ولم يعد.

وسئل أولمرت: ربما خشي الفلسطينيون ألا تستطيع تمرير اتفاق سلام في إسرائيل وأنت في موقف ضعيف من جراء المحاكمات والتحقيقات، خصوصا أنك استقلت من رئاسة الحكومة، ورحت تفاوض في آخر أيام حكمك؟.. فأجاب بأنه يعرف جيدا هذا الادعاء (حيث إن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني كانت قد روجت له وأقنعت رئيس الوفد الفلسطيني أحمد قريع بذلك). ولكنه صده بشدة بالقول «لو وافق الفلسطينيون على هذا العرض ووقعنا عليه بالأحرف الأولى، لكانت كل دول العالم تبنته، خصوصا الولايات المتحدة، ولكانت نتائج الانتخابات الإسرائيلية مختلفة (أي أن نتنياهو ما كان ليصبح رئيسا للحكومة)».