مخاوف من تحول الجماعات المسلحة إلى تهريب الآثار لتمويل نشاطاتهم

مسؤولون في كركوك يطالبون بتعزيز أمن المواقع الأثرية

TT

حذر مسؤولون عسكريون ومدنيون عراقيون في محافظة كركوك من أن «الإرهابيين» يقومون بسرقة المواقع الأثرية لتهريب القطع النادرة بغرض تمويل نشاطاتها. وقال اللواء عبد الأمير الزيدي قائد الفرقة 12 التابعة للجيش العراقي المنتشرة في محافظة كركوك «لا أستبعد أن يكون السارقون والمجرمون يتاجرون بالآثار لتمويل أعمال إرهابية بعد أن نجحت قوات الجيش في تجفيف مصادر الجماعات الإرهابية من خلال وقف تهريب النفط وتخريب الخطوط غرب كركوك». وأوضح، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن قوات «الجيش فرضت سيطرتها لحماية حقول ومشاريع النفط ولن تسمح بتمرير مخطط لاستهدافها وألقينا القبض على تسعة متورطين في أعمال استهدفت خطوطا نفطية».

وقد أحبط الجيش خلال أقل من أسبوع محاولتين لتهريب قطع أثرية من كركوك (255 كلم شمال بغداد) تعود إلى الحقبة السومرية، واعتقل أربعة أشخاص ينشطون في هذا المجال في النواحي الغربية للمحافظة ذاتها. وقبضت قوة خاصة الخميس على أحد مهربي الآثار بعد مطاردته أكثر من ساعة ونصف، وبحوزته تمثال لفتاة من البرونز وثلاثة تماثيل أحدها مرمر والآخر من الرخام وإناء زجاجي اثري مكسور يعتقد أنها تعود للحقبة السومرية.

وكانت وحدات أمنية ضبطت في 19 من الشهر الجاري ثلاثة أشخاص يسرقون قطعا أثرية بغية تهريبها والمتاجرة بها في منطقة العباسي (غرب كركوك)، بينها رأس ملك يعود للحقبة السومرية بالإضافة إلى قطع تعود إلى حقبات متفرقة. وكان هؤلاء يريدون بيع بعض القطع بمبلغ 160 ألف دولار، وفقا للمصادر الأمنية. وطالب الزيدي «دوائر الآثار بحماية مواقعها لا سيما جنوب وغرب كركوك في الحويجة وناحية العباسي وقرية الماحوز لأنها مكشوفة». من جهته، قال نائب محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري «لا استبعد أن تكون سرقة الآثار وتهريبها لتمويل أعمال الإرهابيين للإساءة للمناطق الواقعة جنوب وغرب مدينة كركوك لكن الرفض العربي لهذا يجعلهم يقعون في قبضة الجيش». وتابع أن «المجرمين الذين يقومون بهذه الأعمال البشعة لا يعرفون سوى عشرة في المائة من أهدافها بينما تجد المشرف على العمليات يعمل وفق أجندات خارجية وداخلية».

وأضاف الجبوري وهو من الحويجة (220 كلم شمال بغداد) أن «هؤلاء المجرمين إرهابيون يريدون إيصال رسالة توحي بأن العرب خارج كركوك مجرمون ويسرقون تراثهم ويريدون إفراغ العراق من حضارته». وختم أن «المشرف على هذه العمليات ربما يمول جهات إرهابية نحاربها في مناطقنا».

بدوره، قال إياد طارق مدير آثار كركوك إن «المجرمين الذين يقومون بسرقة الآثار وتهريبها إرهابيون لأن قضية الآثار أشد مرارة من القتل وأقسى لأنها تعني سرقة تاريخ وحضارة بلد مثل العراق». وأضاف «لا استبعد سعيهم وراء المال لأن من السهولة بمكان إخفاء القطع الأثرية». وتابع «لدينا عشرون حارسا فقط 12 منهم جنوب كركوك في قضاء داقوق والآخرون في ناحية الرشاد وليس لدينا أي حرس في الحويجة». وقال «نحن بحاجة ماسة إلى مائة حارس للمواقع الأثرية في العباسي والزاب والحويجة والماحوز، غرب كركوك، كما أننا بحاجة إلى تشييد سياج حولها». وأوضح طارق أن «الآثار هذه تعود إلى الحقب الآشورية والسومرية والاكدية والعباسية وحقب ما قبل التاريخ» مشيرا إلى «عدم وجود أعمال تنقيب في جنوب كركوك وغربها حاليا».

وأكد أن «الفرق العسكرية العراقية التي تبذل جهدها ليلا نهارا لحماية الآثار تحصل على نسبة 30% من قيمة القطعة الأثرية للفريق الذي تمكن من إحباط أعمال السرقة والتهريب».