التجمع الوطني للأحرار المغربي يسعى إلى تطويق خلافاته خلال اجتماع لقيادته

أعضاء قياديون ينتقدون أداء المنصوري

TT

قال مصدر في حزب التجمع الوطني للأحرار المشارك في الحكومة المغربية، إن المكتب التنفيذي للحزب، الذي يعيش حاليا تجاذبات وصراعات داخلية، سينعقد قريبا لكن دون أن يحدد موعدا لهذا الاجتماع. وكان أعضاء قياديون في الحزب انتقدوا علانية مصطفى المنصوري، رئيس الحزب، ورئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، ومن أبرز المنتقدين صلاح الدين مزوار، وزير المالية والاقتصاد، وعضو المكتب التنفيذي للحزب.

وأبلغ التهامي السوسي، مدير المقر المركزي للحزب في الرباط «الشرق الأوسط»، أن اجتماع المكتب التنفيذي للحزب سينعقد قريبا، وذلك بعد انتخابات الثلث بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان) المقرر إجراؤها في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. ونفى السوسي، علمه بجدول أعمال اجتماع المكتب التنفيذي المقبل، وقال إن أعضاءه هم الذين يقررون أجندة الحزب ونشاطاته السياسية.

وبشأن تجنب المنصوري الحديث مع الصحافة حول المشكلات التي يعرفها الحزب، والتعقيب على تصريحات مزوار، وغيره من الغاضبين على أسلوبه في قيادة الحزب، قال السوسي، إن المنصوري يفضل الرد حول كل ما يتعلق بالحزب داخل مؤسساته، مثل المكتب التنفيذي والمجلس الوطني، واللجنة المركزية. إلى ذلك، قال عدد من القياديين والمسؤوليين داخل الحزب لـ«الشرق الأوسط»، إن «النداء الموجه إلى جميع التجمعيين والتجمعيات»، استقطب توقيعات مجموعة مهمة من الأسماء، ضمت كل الوزراء، عدا محمد عبو، وزير تحديث القطاعات العامة. وقال أحمد الكرافس، عضو اللجنة المركزية للحزب، وأحد الموقعين على «النداء»، إنه ليس موجها ضد أي أحد، وأن الدافع إليه تم انطلاقا من الغيرة على الحزب، ترسيخا لمكانته في المشهد السياسي، مضيفا أن ما يطالب به الموقعون هو تفعيل شعار المؤتمر الأخير «حزب جديد في عهد جديد». وقال الكرافس، إن أعضاء الحزب لم يلمسوا أي شيء جديد، منذ المؤتمر الأخير، مستدلا على ذلك بكون هياكل الحزب لا تجتمع بانتظام لمناقشة مستجدات الساحة السياسية في البلاد.

وأشار مصدر مسؤول مقرب من مزوار، أن لائحة التوقيعات على النداء، استقطبت أسماء وازنة وفاعلة في الحزب، مثل محمد حدو الشيكر، وبدر الدين السنوسي، وعبد القادر طنان، الذين يعتبرون من المؤسسين الأوائل للحزب، إضافة إلى نواب برلمانيين من جميع مناطق المغرب، وضمنهم أعضاء من وجدة، عاصمة المنطقة الشرقية للبلاد، الذين يعتبرون عادة من بين المتعاطفين مع المنصوري»، على حد قوله.

لكن مصادر أخرى في الحزب لم تستبعد أن يتم احتواء الخلافات الداخلية قريبا، في أفق اجتماع المكتب التنفيذي. وقالت هذه المصادر»، إن كل شيء وارد، وإن هناك محاولات تبذل في هذا السياق، لا سيما أن المنصوري ليس من دعاة التصعيد، وينهج عادة أسلوب الحوار والتفاهم مع الجميع، لتقريب وجهات النظر، من أجل مواجهة أي إشكال حزبي أو سياسي طارئ».