تحالف بين الاشتراكيين والإسلاميين يخسر انتخابات رئاسة منطقة الرباط

600 مرشح يتنافسون على 90 مقعدا في مجلس المستشارين المغربي.. و«الأصالة والمعاصرة» يقدم أكبر عدد من المرشحين

TT

تقدم 601 مرشح للتنافس على 90 مقعدا، وهو ما يشكل ثلث أعضاء مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان المغربي)، في الانتخابات التي ستجرى في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وبتزامن مع ذلك تعرف عملية التحالفات بين الأحزاب تغييرات مستمرة، حيث لم تستقر بعد خارطة سياسية واضحة في البلاد، وهو ما يجعل أمر التكهن بنتائج انتخابات مجلس المستشارين متعذرا، على الرغم من أن «كبار الناخبين» من أعضاء المجالس البلدية والغرف المهنية هم الذين سيشاركون في هذه الانتخابات، وتعرف مسبقا انتماءاتهم السياسية.

وفي سياق ذي صلة، تبدلت التحالفات في انتخابات جهة (منطقة) الرباط، بحيث تحالف الاشتراكيون مع الإسلاميين، لكن تحالفا يضم الاستقلاليين و«الأصالة والمعاصرة» والحركة الشعبية فاز برئاسة المنطقة التي تولاها بوعمر تغوان، وهو وزير استقلالي سابق. ونال تغوان 45 صوتا، في حين حصل منافسه رحو الهيلع من حزب التقدم والاشتراكية على 31 صوتا، حيث صوت له أعضاء الاتحاد الاشتراكي وحزب العدالة والتنمية المعارض إضافة إلى أعضاء حزبه، ويعتبر ما جرى في الرباط مؤشرا جديدا على التباعد بين الاشتراكيين وحليفهم السابق حزب الاستقلال، على الرغم من أن الحزبين يشاركان حتى الآن في الحكومة الائتلافية برئاسة عباس الفاسي. وكان المتنافسان السابقان انسحبا من هذه الانتخابات لأسباب متباينة، حيث طلب حزب الاستقلال من عبد الكبير برقية الانسحاب، في حين قرر «الأصالة والمعاصرة» سحب مرشحه محمد بن حمو، والتصويت لصالح المرشح الاستقلالي الذي ذكر أنه تخلى عن التنافس لأسباب صحية. وفي معرض تفسير حزب الأصالة والمعاصرة لانسحابه من التنافس، قال حكيم بنشماس القيادي في الحزب لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحزب ارتأى عدم تقديم أي ترشيح على اعتبار أنه ليس من مصلحة الحزب أو التجربة الديمقراطية أن يكون للأصالة والمعاصرة هذا الحضور الكاسح على مستوى رئاسة الجهات».

يشار إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة حصل على رئاسة ست مناطق من بين 16 منطقة في المغرب. وقال بن شماس إن حزبهم أجرى اتصالات مع قيادات حزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي، لتقديم اقتراح جديد يرمى إلى الاتفاق على إسناد رئاسة منطقة الرباط للوزير السابق بوعمر تغوان، وفك التحالف مع العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن جميع الأحزاب وافقت على هذا الاقتراح باستثناء الاتحاد الاشتراكي.

على صعيد آخر انتخب صلاح حمزاوي، عن حزب الأصالة والمعاصرة، رئيسا جديدا لجهة (منطقة) تادلة أزيلال، وكان هو المرشح الوحيد لمنصب رئيس الجهة. إلى ذلك، قال بيان لوزارة الداخلية إن الترشيحات تتوزع بين الأحزاب كالتالي، 72 مرشحا عن حزب الأصالة والمعاصرة، و65 مرشحا عن حزب الاستقلال، و53 مرشحا عن حزب التجمع الوطني للأحرار، و48 مرشحا عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، و42 مرشحا عن حزب الحركة الشعبية، و31 مرشحا عن حزب العدالة والتنمية، و30 مرشحا عن حزب الاتحاد الدستوري، و23 مرشحا عن حزب التقدم والاشتراكية، و20 مرشحا عن الحركة الديمقراطية الاجتماعية، و19 مرشحا عن حزب البيئة والتنمية المستدامة، و11 مرشحا عن حزب العهد الديمقراطي، و7 مرشحين عن كل من جبهة القوى الديمقراطية والحزب المغربي الليبرالي، و6 مرشحين عن حزب الوسط الاجتماعي، و5 مرشحين عن حزب القوات المواطنة، و3 مرشحين لكل من حزب المؤتمر الوطني الاتحادي وحزب التجديد والإنصاف، ومرشح واحد لكل من حزب العمل والحزب الديمقراطي الوطني، ومرشح واحد المستقل. وعلى صعيد ترشيح ممثلي العمال والنقابات فقد بلغ عددها 17 لائحة تضم 153 مرشحا. ويشار إلى أن الحملة الانتخابية لمجلس المستشارين بدأت يوم الجمعة الماضي وستنتهي منتصف ليلة الخميس المقبل.