قائد القوات الأميركية يطلب زيادة الجنود في أفغانستان.. والبنتاغون ينتظر قرار أوباما

كابل تعلن مقتل 48 بينهم 42 من طالبان.. وإعلان نتائج جزئية للانتخابات المحلية

قوات من الشرطة الأفغانية تستعد لشن عملية ضد مقاتلي طالبان في منطقة قندز بشمال أفغانستان أمس (ا.ب.ا)
TT

قال المتحدث باسم قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، الجنرال ستانلي مكريستال، أمس، إن مكريستال قدم طلبا بإرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان إلا أن وزارة الدفاع (البنتاغون) ستؤجل البت في الأمر حتى يقرر الرئيس باراك أوباما الإستراتيجية التي سيتبعها في المستقبل.

وقال اللفتنانت كولونيل، تاد شولتيس، إن مكريستال قدم طلبه الذي طال انتظاره بشأن إرسال مزيد من القوات إلى الأميرال، مايك مولن، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة والأميرال جيمس ستافريديس القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا. وأضاف شولتيس عقب عودة مكريستال من الاجتماع الذي عقد في قاعدة جوية في ألمانيا: «في نهاية الاجتماع قدم الجنرال مكريستال نسخة من متطلبات القوة للأميرال مولن من الجانب الأميركي وللأميرال ستافريديس من جانب حلف شمال الأطلسي».

وفي تقييم جرى إعداده الشهر الماضي وتسرب لوسائل الإعلام في الآونة الأخيرة كتب مكريستال أن مهمته ستفشل على الأرجح إذا لم تعزز قواته التي تزيد حاليا عن 100 ألف جندي بينهم نحو 63 ألف أميركي. وفي حين يعتبر قادة القوات أن إرسال قوات إضافية يعد أمرا مهما لتفعيل إستراتيجية جديدة لمكافحة التمرد تركز على حماية الأفغان المدنيين، قال البيت الأبيض إنه يريد مراجعة الإستراتيجية بأكملها تجاه المنطقة قبل التفكير في طلب مكريستال. وقال مسؤول دفاعي في واشنطن «في الوقت الحالي يقع التركيز كله على التقييم الاستراتيجي نفسه. وسوف يؤجل (طلب زيادة القوات) حتى يجيء الوقت الذي يكون فيه البيت الأبيض مستعدا». ونقلت وكالة رويترز عن المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه قوله خلال مناقشته المراجعة السرية إن عدة اجتماعات بشأن الإستراتيجية ستعقد في البيت الأبيض الأسبوع المقبل. ولم يفصح المسؤولون عن العدد المحدد من القوات الإضافية التي يعتقد مكريستال أنه بحاجة إليها رغم أن مسؤولين دفاعيين أميركيين وبالكونغرس أشاروا مسبقاً إلى أنه سيطلب زهاء 30 ألف جندي إضافي.

ووصف الرئيس أوباما، الذي أمر بالفعل بإرسال 21 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان هذا العام نفسه بأنه «من المتشككين» في قضية إرسال مزيد من القوات. وقال إنه لن يتخذ قرارا بشأن طلب مكريستال إلى أن ينتهي من إعادة تقييم دقيقة للإستراتيجية الأميركية في المنطقة. وانتقد الجمهوريون أوباما لتأخيره هذا القرار. واظهر استطلاع لمعهد «غالوب» نشرت نتائجه أول من أمس، أن 50 في المائة من الأميركيين يعارضون إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان في حين أبدى 41 في المائة تأييدهم لذلك. وقال أوباما إنه يتفهم قلق الأميركيين. وأضاف أوباما في مؤتمر صحافي في قمة مجموعة العشرين في بيتسبرغ أول من أمس: «هذا ليس أمرا سهلا وأتوقع أن يوجه الناس بعض الأسئلة الصعبة جدا. هذا بالضبط ما أفعله».

وعززت الأنباء التي تحدثت عن تزوير في الانتخابات الرئاسية الأفغانية، التردد الأميركي بشأن إرسال مزيد من القوات لحماية الحكومة الأفغانية. وقال أوباما «أهم شيء أن هناك إحساسا بالشرعية في أفغانستان بين الشعب الأفغاني بالنسبة لحكومتهم. إذا لم يكن هناك ذلك فإنه يجعل مهمتنا أكثر صعوبة بكثير».

وقال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة في تقرير المنظمة الدولية الفصلي الذي صدر أمس: «وقع تزوير خطير في الانتخابات وقد تسنى ذلك أساسا بسبب عدم القدرة على الوصول إلى أجزاء من البلاد بسبب الصراع الدائر». وأضاف «وعندما تنتهي العملية الانتخابية بأكملها فسيكون من الأهمية البالغة أن يقبل الجميع النتائج بما يمكن من إقرار انتخاب الرئيس المستقبلي لأفغانستان وتشكيل حكومة جديدة». وأظهرت النتائج الأولية فوز الرئيس حامد كرزاي بالانتخابات من الجولة الأولى بحصوله على 54.6 في المائة من الأصوات.

وفي سياق متصل، نشرت اللجنة الانتخابية الأفغانية أمس نتائج جزئية لانتخابات المجالس المحلية التي جرت في 20 أغسطس (آب) الماضي في نفس اليوم مع الانتخابات الرئاسية في 30 ولاية من الولايات الأفغانية الـ34. وأوضح البيان أن اللجنة الانتخابية المستقلة «ستعلن قريبا نتائج أربع ولايات أخرى» هي باكتيكا وننغرهار وقندهار وغزنة. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية 37.83% من الناخبين المسجلين وعددهم 15 مليونا و295 ألفا و16 ناخبا مقابل 38.7% في الانتخابات الرئاسية. وتنافس 3339 مرشحا على المقاعد الـ420 لمجالس الولايات (برلمانات محلية). وانتخب حتى الآن 251 رجلا و106 نساء وفقا للنتائج التمهيدية للجنة الانتخابية المستقلة. وكل المرشحين من المدنيين في حين قاطعت طالبان التي لا تعترف بشرعية العملية الانتخابية هذه الانتخابات.

وأوضحت اللجنة أن «هذه النتائج ليست سوى نتائج أولية يمكن أن تتغير وفقا لقرارات لجنة الشكاوى الانتخابية» المكلفة التحقيق في المخالفات التي يمكن أن تكون وقعت خلال الانتخابات. وأضافت أنها «ستعلن النتائج النهائية فور ورودها إليها والقرارات النهائية للجنة الشكاوى الانتخابية».

وأمنياً، أعلنت السلطات الأفغانية أمس مقتل 48 شخصا من بينهم 42 من عناصر طالبان في أعمال عنف في أفغانستان. ففي ولاية قندز (شمال) قتل 18 على الأقل من عناصر طالبان على يد قوات الأمن الأفغانية في معارك دارت بينهما في ارشي التي تعد من مناطق الولاية الأكثر خطورة. وفي ولاية هلمند، الأعنف في البلاد، قتلت قوات الأمن 12 من عناصر طالبان. وأول من أمس، نصب المتمردون كمينا للشرطة الأفغانية والقوات الدولية وقتل في الاشتباك ثمانية من طالبان وأصيب ثلاثة آخرون وفقا لوزارة الداخلية. وفي هلمند أيضا قتل ثلاثة متمردين خلال عملية للجيش الأفغاني والشرطة والقوات الدولية في منطقة غرشك. ومن بين القتلى زعيم محلي للطالبان يدعى فضل رحيم يشتبه في قيامه بقتل مدنيين وعسكريين أفغان كما أوضحت وزارة الدفاع في بيان.