هجومان انتحاريان يوقعان 16 قتيلاً على الأقل في باكستان

طالبان سارعت لتبني أحدهما استهدف مركزاً للشرطة

TT

قتل 16 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من مائة آخرين بجروح أمس في اعتداءين انتحاريين في شمال غرب باكستان تبنت احدهما على الفور حركة طالبان الباكستانية.

ففي حدود السابعة والنصف صباحاً فجر انتحاري شاحنة صغيرة مليئة بالمتفجرات أمام مركز للشرطة بضاحية مدينة بانو القريبة من الحدود الأفغانية ما أدى إلى مقتل شرطيين اثنين على الأقل وسجينين وأحد المارة، إضافة الى إصابة أكثر من خمسين شخصا. وبعد أربع ساعات من ذلك فجر انتحاري آخر في قلب بيشاور كبرى مدن إقليم الشمال الغربي، سيارة مفخخة على طريق مؤدية الى أبرز قواعد الجيش. وقتل سبعة أشخاص على الأقل، حسب حصيلة أولية، وأصيب 31 آخرين بجروح بحسب مصادر طبية في مستشفى بيشاور المركزي. وانفجرت القنبلة وسط جمهور غفير قرب مركز تجاري ومحال عديدة بينها مصرفان في الحي السكني الذي يقيم فيه العديد من ضباط الجيش.

وتشهد باكستان موجة غير مسبوقة من الاعتداءات اغلبها انتحارية، ينفذها أساسا عناصر طالبان الباكستانية المرتبطون بالقاعدة خلفت أكثر من 2100 قتيل في العامين الأخيرين. وتشكل قوات الشرطة والجيش ابرز أهداف الانتحاريين منذ أكثر من عامين غير أن الاعتداءات خلفت العديد من الضحايا بين المدنيين. وتحت ضغط واشنطن التي تعتبر إسلام آباد حليفها الرئيسي في «الحرب على الإرهاب»، أطلق الجيش الباكستاني منذ الربيع الماضي سلسلة من الهجمات والعمليات العسكرية ضد مقاتلين إسلاميين في شمال غرب باكستان والعديد من الأقاليم القبلية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قاري حسين المتحدث باسم طالبان الباكستانية (تحريك طالبان باكستان) قوله: «نتبنى المسؤولية عن هجوم بانو». وهذه الحركة هي تحالف لمجموعات إسلامية مسلحة في المناطق القبلية وقسم من منطقة شمال غرب باكستان، وتعتبر مسؤولة عن غالبية الاعتداءات في باكستان منذ عامين. وقتل مؤسسها بيت الله محسود في الخامس من أغسطس (آب) بصاروخ أميركي استهدف معقله في وزيرستان الجنوبية. وعين حكيم الله محسود بدلا منه على رأس الحركة الشهر الماضي.

في شأن متصل، نقلت وكالة «رويترز» عن محام أن محكمة باكستانية أرجأت حتى الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل محاكمة سبعة متشددين يشتبه بضلوعهم في الهجمات التي شهدتها مدينة مومباي الهندية العام الماضي وأوقعت 166 قتيلا. وقال شهباز راجبوت محامي احد المشتبه بهم: «القاضي في إجازة والجلسة ستعقد في الثالث من أكتوبر». وكان مقرراً أن يلتقي وزيرا خارجية الهند وباكستان في نيويورك أمس، لكن الهند قالت إن محادثات السلام الرسمية لن تستأنف قبل أن تقوم باكستان بتحرك حاسم ضد منفذي الهجوم على عاصمتها المالية. وأقرت باكستان ان الهجمات المنسقة دبرت وانطلق بعضها من أراضيها وتحاكم سبعة مشتبهاً بهم في جلسة مغلقة.