موسكو تتراجع عن نشر صواريخها في كالينينغراد

تجاوباً مع إلغاء واشنطن نشر درعها الصاروخي في أوروبا

TT

حسم الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف الجدل بشأن نشر صواريخ «اسكندر» الصاروخية المضادة في مقاطعة كالينينغراد الروسية المتاخمة للاتفيا وبولندا، إذ أعلن من بيتسبرغ حيث حضر اجتماع قمة مجموعة العشرين أنه سيلغي قرار نشر تلك الصواريخ، بعد أن عدلت الولايات المتحدة خططها بشأن نشر درعها الصاروخي في بولندا وجمهورية التشيك. وقال ميدفيديف في بيتسبرغ: «عندما أعلنت هذا القرار قلت انه كان رد فعل على انشاء منطقة تصويب ثالثة. والآن مع إلغاء هذا القرار سأتخذ قرارا بعدم نشر صواريخ اسكندر في المنطقة المخصصة لذلك ببلادنا».

لكن في نفس الوقت كشفت موسكو عن خطط لمواجهة المتغيرات التي اعلنتها واشنطن بشأن استبدال بعض عناصر خطة الإدارة الاميركية السابقة حول نشر منظومة الدرع الصاروخية. وفيما اعلن دميتري روغوزين الممثل الدائم لروسيا لدى حلف الناتو ان روسيا غير مدعوة الى تقديم الثمن لأن «الرئيس اوباما صحح خطأً ارتكبه سلفه» على حد قوله، قالت مصادر روسية ان واشنطن لم تتراجع عن خططها وهو ما كشف عنه الجنرال ليونيد ايفاشوف رئيس اكاديمية القضايا الجيوسياسية والرئيس السابق لإدارة التعاون الدولي بوزارة الدفاع في معرض تناوله لأبعاد الخطة الجديدة التي اوجزها روبرت غيتس وزير الدفاع الاميركي حول استبدال خطة نشر عناصر الدرع الصاروخي في بولندا وتشيكيا بخطة طويلة الامد يجري تنفيذها على مرحلتين تقضي الاولى بنصب صواريخ «اس ام -3» على السفن الحربية في شرق المتوسط وبحر الشمال حتى 2011 ونشرها بريا في عدد من المواقع الاوروبية حتى عام 2015.

وكان ايفاشوف حذر من الانسياق وراء الاوهام، مشيرا الى ان الاميركيين لم يغيروا موقفهم بقدر محاولتهم تغيير ما يسمى بالمنطقة الثالثة وتحويلها من ثابتة الى متنقلة من خلال نشر المنظومات الصاروخية على متن السفن الحربية في شرق المتوسط وبحر الشمال، مشيرا الى ان الانظمة البحرية ارخص واسهل من الارضية الثابتة وهو ما اكده وزير الدفاع الاميركي.

وقال ايفاشوف ان وجود مثل هذه الصواريخ في شمال اوروبا سيحد من فعالية الصواريخ الروسية التي قد تطلق من الغواصات في المحيط المتجمد الشمالي ومن الأراضي الروسية.

واشار ميدفيديف الى ان الادارة الاميركية غيرت خططها الخاصة بنشر الدرع الصاروخي في اوروبا ليس من اجل روسيا بل تماشيا مع مصالح الولايات المتحدة نفسها وإن وصف في نفس الوقت هذا القرار بانه «قرار شجاع». واذ اشار الى ان موسكو تنظر الى التعديلات التي اعلنتها واشنطن على خططها الخاصة بتطوير منظومة الدفاع المضاد للصواريخ بوصفها خطوة بناءة في الاتجاه الصحيح، فإنه اعرب عن استعداد بلاده لمناقشة التعاون في مجال الدفاع المضاد للصواريخ. وثمة من يقول في موسكو ان ترحيب ميدفيديف بقرار اوباما واعلانه عن تراجعه عن تنفيذه لخطته التي لم يتخذ أي خطوة لتنفيذها رغم الاعلان عنها منذ ما يقرب من العام يأتي في اطار التهدئة تمهيدا لما قد تتخذه موسكو من خطوات ردا على ما اعلنه غيتس بشأن الخطة الاميركية الجديدة.

ومن اللافت ان موسكو سرعان ما كشفت عن بعض جوانب خطتها المستقبلية من خلال ما قاله الجنرال سيرغي رازيغرايف نائب القائد العام لسلاح الجو الروسي لشؤون الدفاع الجوي حول بناء «منظومة اس – 500» الصاروخية للدفاع الجوي المجهزة لمواجهة الصواريخ العابرة للقارات في الوقت الذي اكد فيه قدرة منظومات «اس-400» على التصدي للصواريخ الباليستية الاسرع من الصوت. وقالت مصادر عسكرية روسية ان روسيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تملك وسائل دفاع جوي تستطيع متابعة تحرك الاهداف الجوية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بما يعني ان المواجهة قد تتخذ ابعادا أخرى مغايرة لما كانت عليه ابان الادارة الاميركية السابقة.