الصوت الكردي مرشح للتشتت في انتخابات العراق المقبلة

حركة «التغيير» مصرة على خوضها منفصلة.. ومكونات التحالف الكردستاني الحالي لم تحسم موقفها

TT

تجمع القوى والأحزاب والحركات السياسية على اختلاف توجهاتها في إقليم كردستان العراق من حيث المبدأ، على أن خوض الانتخابات النيابية في العراق، والمقررة في 16 يناير (كانون الثاني) المقبل، بقائمة مشتركة وبخطاب سياسي موحد من شأنه تحقيق المزيد من المكاسب للشعب الكردي في العراق وضمان المحافظة على منجزاته. لكن المشهد السياسي القائم في الإقليم حاليا يعكس صورة مغايرة تماما للمواقف والتصريحات الصادرة من تلك الأحزاب والقوى التي أخفقت حتى الآن في تحقيق تحالف سياسي ولو جزئي لخوض الانتخابات القادمة في البلاد.

وتشير المعطيات الأولية الراهنة إلى أن تحالفا من قبيل التحالف الكردستاني القائم حاليا في مجلس النواب العراقي ربما لن يتحقق في الانتخابات المقبلة، نظرا للتضارب الحاد في مواقف القوى الكردستانية.

من جانبه يؤكد الدكتور فؤاد معصوم، رئيس كتلة التحالف الكردستاني، عضو المكتب السياسي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني، أن الحزبين الكرديين الحليفين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني عازمان على خوض الانتخابات القادمة بقائمة موحدة، ولا شيء يمكن أن يدفع الحزبين نحو الانفصال عن بعضهما. وأضاف معصوم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى لو ظهرت حالة معينة دعتنا إلى خوض الانتخابات بقائمة منفصلة، فإن مواقفنا وعلاقات التضامن والتنسيق فيما بيننا أي الحزبين الرئيسيين ستبقى موحدة، ولكن هذا الأمر افتراضي ولم يبحث لأن هناك اتفاقية استراتيجية بين الحزبين تنص على ضرورة اتخاذ جميع الخطوات بشكل مشترك وليس انفرادياً».

وحول ما إذا كانت القوى الكردية المنضوية حاليا ضمن التحالف الكردستاني مستعدة لخوض الانتخابات القادمة بقائمة مشتركة مع الحزبين الرئيسيين، قال معصوم «هذه المسألة لم تحسم بعد ومع ذلك فإن أبواب التحالف مفتوحة، ويسعدنا جدا أن نكون ضمن كيان انتخابي موحد».

أما حركة التغيير التي يقودها نوشيروان مصطفى، فإنها تصر على خوض كل الانتخابات التي تجري في البلاد بقائمة منفصلة، ويقول سردار عبد الله القيادي في الحركة «الحركة اتخذت قرارها في خوض الانتخابات بقائمة منفصلة، وهذا أمر متفق عليه ضمن الحركة». وحول فوائد ومزايا خوض الانتخابات على انفصال بالنسبة للمصالح الوطنية والقومية العليا للشعب الكردي بل وبالنسبة لحركة التغيير أيضا، قال عبد الله لـ«الشرق الأوسط» إنه «بالنسبة للمصالح العليا للشعب الكردي، فإننا نراها في إطار نظام سياسي معين في العراق ولا نرى تلك المصالح في خوض الانتخابات بقائمة موحدة، سيما أن الجميع متفق مسبقا على أن مصالح الشعب الكردي تكمن في عراق آمن مستقر ديمقراطي وتعددي، وعلى صعيد حركة التغيير فإن لنا ثوابتنا الخاصة، لذا فإن أي حالة تنسجم وثوابتنا تلك فإننا سنتفق معها».

وحول ما إذا كانت حركة التغيير مستعدة للانضمام إلى كتلة المالكي أو أي كيان سياسي آخر في العراق لخوض الانتخابات القادمة، قال عبد الله «ليس لحركة التغيير أي تحالفات مع أي قوى أو كيانات عراقية أخرى، وكل ما يقال بهذا الصدد هو مجرد إشاعات مغرضة تروجها بعض الأطراف الكردستانية المرتبطة علنا بتحالفات مع كيانات عراقية، والمقصود من قولنا إننا نتفق في المواقف مع الأطراف الأخرى التي تحترم وتؤيد ثوابت حركتنا هو أننا نتشارك مع الجهات التي تجمعنا معها مواقف وآراء مشتركة تصب في صالح العملية الديمقراطية في البلاد وتخدم مصالح شعبنا العليا، وهذا لا يعني إطلاقا أننا نتحالف مع تلك الجهات أبدا». أما شيركو ميرويس عضو المكتب السياسي في حزب كادحي كردستان بزعامة قادر عزيز والمنضوي ضمن كتلة الإصلاح والخدمات في إقليم كردستان، فقد أكد أن حزبه يفضل خوض الانتخابات القادمة بقائمة كردستانية موحدة، كونها تخدم مصالح الشعب الكردي وقضاياه المصيرية من قبل المادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها وغيرها. من جانبه، أكد فاتح رؤوف عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني بزعامة محمد الحاج محمود والمنضوي أيضا ضمن كتلة الإصلاح والخدمات، أن حزبه قرر أن يخوض الانتخابات القادمة بقائمة منفصلة لكنه لم يغلق الباب أمام تشكيل تحالفات سياسية مع قوى كردية أخرى، وقال «بدأنا باتخاذ الاستعدادات وإجراءات الترتيبات لخوض الانتخابات القادمة بمفردنا، رغم أن احتمالات بروز تكتلات سياسية كردية ما برحت قائمة». وأوضح «أن خوض القوى الكردية لعملية الانتخابات بقائمة موحدة ومشتركة سيعود بالفائدة الأكبر على مجمل الحركة الكردية ومصالح شعب كردستان بلا شك، سيما أن الكثير من القضايا المصيرية بالنسبة للكرد لم تحسم في إطار العراق الجديد» وقال «حتى لو خاضت القوى الكردية الانتخابات على نحو منفصل، فإنه ينبغي لها أن توحد مواقفها وخطابها في مجلس النواب العراقي».

وأشار إلى أن زعماء الأحزاب الأربعة المنضوية ضمن الإصلاح والخدمات سيجتمعون في غضون الأسبوع الحالي لبحث إمكانية خوض الانتخابات النيابية العراقية بقائمة موحدة، وقال «قيادة الحزب لم تتخذ بعد أي قرار بخصوص التحالف أو الانضمام إلى أي ائتلاف عراقي، والخيار الأفضل لديها هو التحالف مع القوى الكردستانية».

يذكر أن التحالف الكردستاني القائم في مجلس النواب العراقي حاليا يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والحزب الوطني الآشوري.