مؤتمر جوبا للقضايا المصيرية السودانية يرجأ إلى اليوم.. والحركة الشعبية تأسف لعدم مشاركة المؤتمر الوطني

حزب البشير يحذر من التحالف غير المقدس بين «الحركة والأحزاب الطائفية»

TT

أرجأ منظمو مؤتمر جوبا «للقضايا المصيرية السودانية»، المثار حولها الخلافات بين القوى السياسية السودانية، أعماله ليوم واحد «إلى اليوم»، لأسباب تتعلق بضيق الوقت لعقد الجلسة الافتتاحية وإتاحة الفرص للوفود المشاركة لتقديم كلماتها في حال بدأت أعمال المؤتمر يوم أمس، وهو اليوم الذي وصلت فيه الوفود من الخرطوم.

وأحيطت جوبا بقدر عال من الإجراءات الأمنية، وشاهد الصحافيون العشرات من جنود الحركة الشعبية بزيهم المعروف على الطرقات ومداخل المدينة، وحول المواقع الإستراتيجية. ووصلت أغلب وفود المؤتمر إلى جوبا، وكان في استقبالها زعيم الحركة سلفاكير ميارديت، على رأس من وصلوا، كل على حدة: الصادق المهدي رئيس حزب الأمة المعارض، والدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي المعارض، ومحمد إبراهيم نقد سكرتير عام الحزب الشيوعي السوداني المعارض.

وجدد باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، الذي وصل مدينة «جوبا» أمس قادما من لندن انتقاداته لعدم مشاركة حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس عمر البشير في أعمال المؤتمر، وقال: نحن نرفض احتكار الوطني لحلول القضايا الوطنية، وأضاف أن ملتقى جوبا لا يهدف مطلقا لمحاكمة أي حزب، وقيامه لأجل خلق الإجماع الوطني. ووصف أموم غياب الوطني بـ«المؤسف» وقال للصحافيين «كنا نأمل أن يقوم الوطني بحفز الحوار الديمقراطي ونبذ الإنفراد بالسلطة». وأصر أموم بأن حركته ستواصل جهودها لأجل إلحاق الوطني بإجماع جوبا، وأبدى تفاؤلا بأن المؤتمر سيخرج بتوصيات مهمة قادر على تنفيذها، بغرض إخراج البلاد من نفق الأزمة الحالية، لتكون برنامجا نضاليا تسعى القوى السياسية لتحقيقه.

وقال أموم إن توصيات الملتقى سيتم تقديمها لحكومة الوحدة الوطنية وحكومة الجنوب إلى جانب حكومات الولايات. وطمأن أموم المشاركين بأن فرص الحوار المفتوح ستكون متساوية دونما شروط بين الأحزاب المشاركة كافة بهدف تحمل المسؤولية أمام الوطن والشعب، وقال «نحن لنا القدرة على الفعل الذي لا يحتكره المؤتمر الوطني لوحده»، وأضاف أن مصير الوطن لا يقرره الوطني بل الشعب السوداني في المقام الأول ومن ثم كل القوى السياسية.

في تصريحات له لدى وصوله مطار جوبا للمشاركة في المؤتمر، اعتبر الصادق المهدي رئيس حزب الأمة المعارض، أن المؤتمر مبادرة وطنية لفتح الطريق أمام الاحتقان الوطني الموجود في قضايا السودان، ووصف أوضاع البلاد بأنها «أزمة ومأساة»، وأضاف نحتاج لجهد قومي لفتح الطريق أمام حلول لهذه المشكلات بالصورة المطلوبة.

ومن جهته، حذر القيادي الجنوبي البارز ومستشار الرئيس السوداني الدكتور «رياك قاي كوك» من تذويب قضية جنوب السودان في مطالب الأحزاب الطائفية الشمالية الساعية للوصول إلي السلطة وأدان ما أسماه «التحالف غير المقدس» بين الحركة الشعبية والأحزاب الطائفية.

واعتبر الدكتور رياك قاي في تصريحات صحافية، أن مؤتمر جوبا محاولة للعودة بمسيرة السلام إلى حقبة الحرب التي تخطتها البلاد، مشيرا إلي أن المعارضة في الشمال هدفها الوصول إلي السلطة في حين يجب أن يكون هدف الحركة المحافظة علي السلام ومكتسبات الجنوب. وقال إن الطائفية ظلت تحارب الجنوب وتنكر وجود قضية لمواطنيه الذين وصلوا لدرجة من الوعي تجعلهم لا يقبلون المساس باتفاقية السلام، وأضاف «موقف الجنوبيين هو الوصول إلي نهاية الفترة الانتقالية وممارسة حقهم في الاستفتاء علي تقرير المصير، الأمر الذي لا تقبل به القوي الشمالية المعارضة».

وقال إن القوى المشاركة في مؤتمر جوبا وجدت أنه ليس لديها فرصة في الوصول إلي السلطة عبر التحول الديمقراطي والانتخابات المقبلة، بعد أن فقدت قواعدها في الشمال فلجأت إلي الأساليب الملتوية للوصول إلي السلطة، وقال إنهم يدركون دور هذه القوى في وصول الأنظمة العسكرية إلى الحكم علي أكتاف الطائفية، مبينا أن الحركة عليها عدم نسيان أنها تحالفت مع هذه القوي عام 1995 لإسقاط الحكومة وفشلت في تحقيق هذا الهدف.

ودعا رياك قاي، المجتمع الدولي للضغط على الحركة الشعبية وعدم التحيز لها حتى لا تزداد الأمور في الجنوب سوءا بإدخال طرف ثالث إلي المعادلة الموجودة هناك. واختتم حديثه بالقول «فلينتظروا حتى تقرير المصير، فإن تحققت الوحدة فيمكن عمل تحالفات قومية، وإلا فليصارع الشماليون في الشمال، والجنوبيون في الجنوب إذا حدث انفصال».