الحكومة العراقية تطلق سراح العشرات من عناصر جماعة متهمة بخطف 5 بريطانيين

عصائب أهل الحق: الإطلاق يأتي بعد مفاوضات * الجيش الأميركي: سلمناهم بموجب الاتفاق الأمني

TT

أفرجت الحكومة العراقية عن 23 معتقلا من جماعة «عصائب أهل الحق» المتهمة بخطف 5 بريطانيين، وكان من المنتظر أن تفرج عن آخرين في وقت لاحق أمس، وعشرات آخرين غدا، حسبما أعلن مسؤول في الجماعة. وأكد سلام المالكي، عضو لجنة الحوار في الجماعة أمس «الإفراج عن 23 من عناصرنا أمس السبت». وأضاف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن «الحكومة أفرجت الأسبوع الماضي عن 87 معتقلا من العصائب، وستقوم بإطلاق سراح 37 آخرين اليوم (أمس)، والعدد ذاته غدا (اليوم) الاثنين من سجون متفرقة في بغداد والمحافظات». يشار إلى أن «عصائب أهل الحق» المنشقة عن جيش المهدي، متهمة بالتورط بخطف خمسة بريطانيين في بغداد. وأكد المالكي، وزير النقل في حكومة إبراهيم الجعفري السابقة عن التيار الصدري، أن «عملية الإطلاق في إطار التزامات الحكومة تجاه العصائب وفق ما تم من مفاوضات».

من جهته، قال الكابتن براد كامبرلي، الناطق باسم الجيش الأميركي إنه «بناء على طلب من الحكومة العراقية، وعملا بالاتفاقية الأمنية بين البلدين، أطلق الجيش الأميركي سراح المعتقلين بناء على ضمانات قدمتها هذه الحكومة». وأضاف أن الحكومة العراقية تطالب بالإفراج كجزء من جهودها الرامية إلى تحقيق الوحدة الوطنية. وأضاف كمبرلي، أن «إطلاق سراح المعتقلين يأتي ضمن سياقات الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن». لكنه لم يفصح عن مزيد من التفاصيل حول المعتقلين «لأسباب أمنية».

وكانت القوات الأميركية أطلقت سراح ثلاثة من كبار قادة العصائب هم هادي الدراجي، وحسن سالم، وصالح الجيزاني، وليث الخزعلي «أبو سجاد» شقيق الأمين العام للتنظيم الشيخ قيس الخزعلي المعتقل أيضا.

وكان أربعون مسلحا يرتدون بزات الشرطة قاموا بخطف البريطانيين من أحد مباني وزارة المال في وسط بغداد في 29 مايو (أيار) 2007. يذكر أن المخطوفين هم بيتر مور الخبير من شركة «بيرينغ بوينت» للإدارة العاملة لحساب الحكومة الأميركية، وأربعة حراس من شركة «غاردا وورلد» الأمنية الكندية كانوا برفقته. وتسلمت السفارة البريطانية في العراق جثث الحراس الأربعة الذين قضوا خلال الاحتجاز ضمن أوقات زمنية متفاوتة.

وقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون 27 يوليو (تموز) الماضي مقتل اثنين من الحراس. وأكدت مصادر حكومية بريطانية 21 يونيو (حزيران) الماضي أن الجثتين اللتين سلمتا قبل يوم إلى سفارة بلادها في العراق هما لرهينتين من الخمسة. وكان مسؤول في «عصائب أهل الحق» أكد أواخر مارس (آذار) الماضي أن «اتفاقا جرى مؤخرا بين الجانبين البريطاني والأميركي تضمن تسليم السفارة البريطانية شريطا مصورا لأحد الرهائن مقابل الموافقة على إطلاق سراح عشرة قياديين» من التنظيم. وأكد أن «الشيخ الخزعلي يدير المفاوضات مع الأميركيين من معتقل كروبر قرب مطار بغداد، ويتصل بمساعديه وعائلته عبر هاتف خاص» كاشفا أنه «سيكون آخر من سيطلق سراحه بحسب طلبه شخصيا». وأشار إلى أن «مور سيكون آخر الرهائن الذين سيطلق سراحهم، ومن صفقة كبيرة قد تتضمن إطلاق سراح القيادي في حزب الله، علي موسى دقدوق، الذي اعتقل مع الشيخ الخزعلي قبل عامين». وقد أعلن الجيش الأميركي 22 مارس (آذار) 2007، اعتقال عدد من الأشخاص للاشتباه بتورطهم في قتل وخطف خمسة جنود أميركيين في كربلاء في يناير (كانون الثاني) العام ذاته مؤكدا اعتقال الأخوة الخزعلي وآخرين في الحلة والبصرة. كما أكد مطلع يوليو (تموز) 2007 «اعتقال علي موسى دقدوق، الملقب بحميد محمد جبور اللامي، في العشرين من مارس الماضي، وهو قيادي في حزب الله جاء إلى العراق بإيعاز وتغطية من فيلق القدس» التابع للحرس الثوري في إيران. وأوضح أن «قيادة حزب الله اللبناني أرسلت عام 2005 دقدوق إلى إيران للعمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين». والشقيقان خزعلي وخصوصا قيس من الكوادر السابقة في جيش المهدي، وكان المتحدث باسم مقتدى الصدر خلال معارك النجف مع الأميركيين في أغسطس (آب) 2004.