مع بدء العام الدراسي.. الأهالي ينسون الهاجس الأمني لكنهم يخشون إنفلونزا الخنازير

أكثر من 6 ملايين طالب توجهوا إلى مقاعد الدراسة.. وتوقعات بعام أكثر انتظاما

عراقيتان تصحبان أبناءهما إلى المدرسة في اليوم الأول لبدء العام الدراسي الجديد في بغداد أمس (رويترز)
TT

فيما توجه أكثر من ستة ملايين ونصف المليون طالب وطالبة إلى مدارسهم في بغداد وجميع المدن العراقية إيذانا ببدء العام الدراسي الجديد أمس، عبر أهالي بعض الطلبة عن مخاوفهم من انتشار مرض إنفلونزا الخنازير.

وتقول آمنة محمد (44 عاما) معلمة «ستعمل المدارس هذا اليوم على توزيع التلاميذ والطلبة على الصفوف الدراسية وتوزيع المناهج الدراسية والقرطاسية بالتدريج». وتضيف «أعتقد أن العام الدراسي الحالي سيكون الأكثر انتظاما بسبب تحسن الأوضاع الأمنية في أرجاء البلاد، وغياب مظاهر العنف التي كانت سائدة خلال الأعوام الماضية والتي أربكت العملية التربوية بشكل واضح».

واكتظت شوارع العاصمة بغداد والمدن العراقية الأخرى في ساعات الصباح الأولى بالملايين من التلاميذ وطلبة المراحل الدراسية، حيث ارتدى الجميع أزياء مدرسية مميزة.

غير أن العام الدراسي بدأ وسط مخاوف من انتشار مرض إنفلونزا الخنازير، وقال أبو عبد الله «لدي أربعة أبناء يقوم أحدهم بإيصال الآخر إلى المدرسة، فالكبير يعتني بالصغير، لكن المرض الذي نخافه قد رحل وهو الحرب الطائفية، أما إنفلونزا الخنازير فهناك إجراءات تتخذها التربية والصحة وأعتقد أنها قادمة عبر المسافرين ولن تصل إلى المدارس».

ودأب أهالي بعض الطلبة إلى إيصالهم لمدارسهم، وهي العادة التي اتبعها أغلبهم منذ سنوات بعد أن شهدت بغداد وأغلب المدن العراقية توترات أمنية وأحداث عنف طائفية.

وعلى الرغم من تحسن الأوضاع الأمنية في عموم البلاد، فإن بعض الأهالي ما زالوا يمارسون هذا التقليد خوفا من تعرض أبنائهم للقتل أو الاختطاف، حسب قول أم رانيا، التي رافقت ابنتها وهي في المرحلة الابتدائية. وقالت لـ«الشرق الأوسط» «لا أستطيع أن أجعل ابنتي تذهب بمفردها إلى المدرسة، فأنا أذهب معها منذ أربع سنوات، ثم أعود لها بعد انتهاء الدوام الرسمي».

ومن جانبه، قال وليد حسين، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية العراقية، إن «6731762 طالبا وطالبة توجهوا إلى مدارس بغداد والمحافظات لبدء عامهم الدراسي الجديد»، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن المنخرطين في المرحلة الابتدائية هم 4602240 وفي التعليم المهني 62923 ومعاهد المعلمين 58270.

وأكد حسين أن زيادة قد حصلت في عدد المنخرطين في الصف الأول للمرحلة الابتدائية وعددهم 992858 وبواقع زيادة عن العام الماضي 33500.

وفيما إذا كانت هناك مخاوف معينة حول انتشار مرض إنفلونزا الخنازير، أكد حسين أن هناك «تنسيقا ولجانا مشتركة بين وزارتي التربية والصحة لزيارة المدارس والإشراف بشكل مباشر في حال حصول أي حالة من هذا النوع، وأن هناك إجراءات ستتخذ فور إصابة أي من الطلبة بهذا المرض بعزله في صف ونقله للمستشفى فورا لتلقي العلاج».

وحول الإجراءات الأمنية لحماية المدارس هذا العام، قال حسين إن «الإجراءات متبعة منذ سنوات وبالتنسيق مع وزارتي الدفاع والداخلية لحماية المدارس، وهذا التنسيق جار ومستمر، وإن هناك عناصر من الجيش والشرطة لحماية المدارس والطلبة في كل مكان».

إلى ذلك، أكد مجيد واعي مدير الإعداد والتدريب في مديرية تربية الرصافة الثانية والتي تضم أغلب مناطق الرصافة، شرق بغداد، لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا مخاوف من انتشار مرض إنفلونزا الخنازير، وأن الأهالي لم يمنعوا أطفالهم وأبناءهم من التوجه إلى مقاعد الدراسة في اليوم الأول، وأن نسبة 90% من الطلبة قد انتظموا في أغلب مناطق بغداد الشعبية، وهذا دليل كبير أنه لا مخاوف من انتشار هذا المرض من قبل الأهالي».

وبحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية فقد أعلنت وزارة التربية العراقية أنها وضعت بالتعاون مع وزارة الصحة إجراءات وقائية ونشرت فرقا طبية لزيارة المدارس وعقدت ندوات للتوعية بخطورة هذا المرض وطرق الوقاية منه والقيام بحملة لتنظيف المدارس بالتنسيق مع المجالس البلدية والمحافظة.

وشهد العام الدراسي الجديد زيادة في افتتاح المدارس الأهلية بمناطق متعددة، حيث اتسعت هذه الظاهرة بشكل لافت هذا العام، فضلا عن استحداث أول مدرسة كردية في بغداد خلال العام الدراسي الحالي أطلق عليها اسم مدرسة «هندرين» لتستقبل أكثر من مائة طالب في المرحلة الأولى الابتدائية، وسيكون تدريس اللغة الكردية مبدئيا لمواد القراءة والرياضيات والعلوم، في حين ستكون المواد الأخرى باللغة العربية.

وهناك عشر مدارس تجريبية تقوم بتعليم اللغة الكردية في بغداد، من الصف الرابع الابتدائي منذ أربع سنوات، فضلا عن استحداث روضة (المكونات الأربع) ذات الإدارة المشتركة لاستقبال الطلبة العرب والأكراد والتركمان والسريان في صفوف متنوعة، وأن هذه الروضة ستكون إلى جانب الرياض الثلاث التي تم افتتاحها في بغداد عام 2007 وهي روضة «اشتي» و«نوروز» و«قدم خير».