نتنياهو يسعى لتشكيل «لوبي أميركي» ضد إيران: إن لم نفعل ضدهم الآن.. فمتى؟

اجتماع للقيادة «السبعاوية» في الحكومة الإسرائيلية يقرر توسيع الاتصالات بالأوروبيين

TT

مع الترحيب بالموقف الغربي الجديد حول كشف المفاعل النووي الإيراني في ضواحي مدينة قم، يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إيجاد «لوبي أميركي» يدفع باتجاه عدم انتظار الحوار مع إيران واتخاذ إجراءات عقابية فورية ضدها.

فقد اتصل نتنياهو مع عدد من كبار أعضاء الكونغرس الأميركي، خلال اليومين الأخيرين، شارحا «أهمية هذه المرحلة الزمنية لاتخاذ إجراءات ضد إيران». وقد تكلم بمبادرته مع عدد منهم، وفي مقدمتهم رئيسة مجلس الشيوخ، نانسي فلوسي، وتكلم مع رئيس كتلة الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش مكونول، الذي كان قد بادر للاتصال مع نتنياهو لتهنئته على خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي.

وقال نتنياهو خلال هذه الأحاديث، إن الكشف عن المفاعل النووي في قم لم يكن مفاجئا لإسرائيل، وإنه ورؤساء الحكومات السابقين كانوا قد حذروا ومن وجود هذا المفاعل وغيره في مخابئ سرية في إيران. وقال إن إيران خدعت العالم بهذا التصرف. وينبغي معاقبتها على هذا الخداع. وكرر جملة واحدة للجميع، قال فيها: «إن لم نفعل ضدهم الآن، فمتى؟!!».

وخلال اجتماع للقيادة «السبعاوية» (السبعة الوزراء الكبار في الحكومة الإسرائيلية)، أمس، تقرر مواصلة هذه الاتصالات مع المسؤولين الأميركيين وتوسيعها إلى القادة الأوروبيين أيضا من أجل تعميق الموقف الغربي ضد إيران والإسراع في تشديد العقوبات ضدها. وقالت مصادر إسرائيلية، إن نتنياهو كان قد عرف بمضمون خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، الجمعة الماضي، بحضور الرئيس نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، حول المفاعل في قم مسبقا. لذلك اختار أن يكرس نصف خطابه أمام الجمعية العامة للموضوع الإيراني. وقد قصد جني أرباح للسياسة الإسرائيلية واليهودية مسبقا. ففي الوقت الذي تحدث فيه عن إيران كدولة «متخلفة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا» ربط ذلك بقيام الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بتكرار الموقف النافي لوجود محرقة يهودية، بهدف أن يكون خطاب أوباما في اليوم التالي تماما، مكملا لخطابه. وألمحت هذه المصادر إلى أن إسرائيل ساهمت بدور كبير وربما أساسي في الكشف عن هذا المفاعل في العمق الإيراني.

ورجحت مصادر في إسرائيل لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون زيارة نتنياهو التي قام بها قبل أسبوعين لروسيا مرتبطة بهذه القضية، وقالت المصادر، هناك اعتقاد بأن إسرائيل كانت تعلم بهذا المفاعل، وسافر نتنياهو إلى روسيا لبحث هذا الموضوع خصيصا. وتكتمت إسرائيل على تفاصيل زيارة نتنياهو إلى روسيا، ولم يعلن عن أسبابها، وأثير في حينه أن لها علاقة بالملف الإيراني. وبحسب المصادر فإن ليبرمان، الذي قال إن إسرائيل لم تفاجأ، كان يعرف إلى جانب نتنياهو بهذا الأمر.