ميركل تفوز بولاية جديدة.. وتتجه لتشكيل ائتلاف مع المحافظين

الألمان انتخبوا برلمانهم وسط إجراءات أمنية مشددة.. والطقس المشمس رفع توقعات نسبة المشاركة

ألمان يدلون بأصواتهم في مركز اقتراع ببرلين أمس (ا. ف. ب)
TT

صوت الناخبون الألمان أمس للمستشارة المحافظة أنجيلا ميركل، التي يتوقع أن تتمكن من تشكيل تحالف يمين الوسط، الذي تريده مع الحزب الديمقراطي الليبرالي. فوفق النتائج الأولية، فاز المحافظون (الاتحاد المسيحي الديمقراطي ـ الاتحاد الاجتماعي المسيحي) بزعامة ميركل وحلفائها الليبراليين في الحزب الديمقراطي الليبرالي بغالبية مريحة من المقاعد، ما بين 320 و324 من أصل 598 مقعدا.

ودعي أكثر من 62 مليون ناخب لانتخاب أعضاء البوندستاغ الجديد، الذين سيختارون رئيس الحكومة المكلف إخراج البلاد من أسوأ فترة انكماش تشهدها ألمانيا منذ الحرب. وصوت الناخبون وسط إجراءات أمنية معززة في البلاد لا سيما في محطات القطار والمطارات بعدما تم التداول على مواقع الانترنت بتهديدات من ناشطين لا سيما رسالة مترجمة بالانجليزية والألمانية من زعيم شبكة القاعدة أسامة بن لادن. وبعد تخوف الأحزاب السياسية من تدني نسبة المشاركة، تعززت توقعاتهم بشأن ارتفاع هذه النسبة بسبب تحسن الطقس في قسم كبير من البلاد أمس. وكانت نسبة المشاركة بلغت أدنى مستوياتها في عام 2005 ووصلت إلى 77.7%. وبدا فوز ميركل، 55 عاما،، أول امرأة تترأس الحكومة في ألمانيا وأول مستشارة من ألمانيا الشرقية سابقا، شبه مؤكد لولاية ثانية من أربع سنوات. وقالت ميركل لصحيفة بيلد الصادرة أمس: «إنني متفائلة على الدوام». أما منافسها، مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي فرانك فالتر شتاينماير فأعلن هو الآخر بعد الإدلاء بصوته في برلين أنه «واثق من أن حزبنا سيكون في موقع قوة وسيكون قادرا على تولي رئاسة حكومة».

ورأى خبراء سياسيون انه في حال حصلت ميركل على أكثر من 47% من الأصوات فستتمكن من الحكم مع الليبراليين، لكن إذا كانت النسبة دون ذلك ستكون الحسابات شديدة الصعوبة. وتوقع غالبية الألمان قبل الاقتراع التجديد لـ «الائتلاف الكبير» بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي. ونال الاشتراكيون الديمقراطيون بحسب الاستطلاعات 26 إلى 27 % من الأصوات بعد ان ظلت هذه النسبة لفترة طويلة تتراوح بين 20 و23%. لكن الأداء الجيد لمرشحهم فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية أثناء مناظرة تلفزيونية مع ميركل في 13 سبتمبر (ايلول) الماضي ساهم في تحسين وضع الحزب.

من جهته توقع زعيم الليبراليين غويدو وستيرويل أمس «غالبية اكبر مما يتوقعها كل الناس» للاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الليبرالي. وقال في حديث صحافي نشر أمس: «الألمان يريدون الانتهاء من التحالف الكبير من دون ان يسقطوا بين أيدي حكومة يسارية».

والسيناريو الأكثر واقعية لشكل الحكومة المقبلة سيكون، التحالف بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر.

وقام الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تقوده ميركل بحملة تركزت بشكل كامل على المستشارة التي بلغت شعبيتها مستويات قياسية مع تجنبها الخوض في الأمور الجوهرية. وحين عينت مستشارة عام 2005 كانت ميركل أول امرأة تتولى هذا المنصب في ألمانيا والأولى التي تحكم دولة أوروبية كبرى منذ عهد رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، وأول رئيسة حكومة متحدرة من ألمانيا الشرقية سابقا. وقد صنفت ميركل من قبل مجلة فوربس «أقوى امرأة في العالم» على مدى أربع سنوات متتالية. وتميزت رئاسة ميركل الدورية للاتحاد الأوروبي باعتماد معاهدة لشبونة، وحين حلت الأزمة الاقتصادية تعرضت لانتقادات شديدة من شركائها في الاتحاد الأوروبي حين رفضت خطة إنعاش أوروبية، وأصبحت تعرف بمواقفها الرافضة. وتنافس 29 حزبا في الانتخابات لكن يتوقع ان يتجاوز خمسة منها فقط عتبة نسبة 5% المطلوبة لدخول البوندستاغ. وإضافة إلى الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاجتماعي الديمقراطي حصل الخضر على ما بين 10 و11% من نوايا التصويت والليبراليون على 11 الى 14%، واليسار الراديكالي داي لينك على 10 الى 12% من الأصوات.

وهناك العديد من الملفات الاقتصادية التي تنتظر المستشار المقبل، بينها ارتفاع نسبة البطالة وارتفاع العجز، وصعوبات النظام التعليمي والصحي، في حين بدأت البلاد لتوها الخروج من الانكماش. وعلى جدول أعمال الحكومة المقبلة أيضا الالتزام الألماني ضمن قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان حيث تصاعدت حدة العنف. وقد صوت الجنود الألمان البالغ عددهم 4200 شخص والمنتشرين في شمال البلاد بالمراسلة.