مانيلا تغرق في المياه وتطلب مساعدة المجتمع الدولي

«كيتسانا» فاق «كاترينا» في قوته وتسبب في مقتل العشرات ونزوح مئات الآلاف

TT

ناشدت الفلبين المجتمع الدولي تقديم المساعدات لإعانة عشرات الآلاف الذين تقطعت بهم السبل بسبب الإعصار «كيتسانا» الذي ضرب العاصمة مانيلا وتسبب في مقتل العشرات ونزوح أكثر من 280 ألف شخص من منازلهم.

ووجهت رئيسة الفلبين غلوريا ارويو كلمة دعت عبرها المواطنين «إلى الحفاظ على الهدوء»، ثم حددت مهلة انتهت مساء أمس أمام الجيش ورجال الإنقاذ لإنقاذ الأشخاص العالقين فوق السطوح أو في منازلهم. ولم تشهد مانيلا مثل هذه الأمطار الغزيرة منذ أكثر من أربعة عقود. وقال وزير الدفاع جيلبرتو تيودورو الذي يدير عمليات الإغاثة «هذه أسوأ فيضانات أشهدها». ثم تحدث في حصيلة أولية عن مقتل 52 شخصا ونزوح 280 ألف شخص في مانيلا وخمسة أقاليم قريبة.

كذلك، قال انطوني جوليز المتحدث باسم المجلس الوطني لتنسيق مواجهة الكوارث للصحافيين «إننا نبذل قصارى جهدنا للوصول لكل المحاصرين»، مضيفا أن الجنود يسعون للوصول إلى المحاصرين ونقلهم عبر قوارب مطاطية. وتابع قائلا: «نأسف على التأخير. نواجه صعوبة في الوصول إلى المناطق المنكوبة». وقالت سلطات الأرصاد الجوية إنه تسبب في سقوط نحو 410 ملليمترات من الأمطار خلال 24 ساعة، أول من أمس، وهي ضعف الكمية التي أغرقت الولايات المتحدة خلال الإعصار كاترينا عام 2005. وغمرت المياه بعض مناطق العاصمة التي تعد 12 مليون نسمة، على ارتفاع ستة أمتار ما أرغم الحكومة على إعلان «حالة كارثة» تتيح للسلطات استخدام أموال بشكل طارئ. وتم إنقاذ أكثر من أربعة آلاف شخص عبر مروحيات الجيش من سطوح منازلهم أو عبر زوارق مطاطية لكن بقي كثيرون عالقين حتى عصر أمس. وقال وزير الدفاع في إعلان إذاعي «إذا كنتم على سطوح المنازل لا تحاولوا المغادرة، ابقوا في أماكنكم وسنبذل كل جهودنا لإنقاذكم».

ووسط حالة الفوضى تم إخلاء مستشفيات في القسم الشرقي من المدينة فيما قطع التيار الكهربائي وخطوط الهاتف، وأغلقت إحدى محطات مطار مانيلا ما أدى إلى تأخر عدة رحلات حيث علق مئات الركاب في المطار. كذلك تسببت مياه الفيضانات والعدد الكبير من السيارات في إغلاق العديد من الطرقات مما جعل مهمة رجال الإنقاذ أكثر صعوبة.

ووجهت انتقادات للحكومة بسبب طريقة تعاملها مع الأزمة، إذ اتصل العشرات من المواطنين الغاضبين بالمحطات الإذاعية لطلب المساعدة والإلقاء باللوم على الأجهزة الحكومية لعدم استعدادها للكارثة. وقالت رئيسة الصليب الأحمر الفلبيني غودولين بانغ إن رجال الإنقاذ يحاولون جاهدين الوصول إلى العديد من المناطق بعدما أغلق العديد من الطرقات السريعة. وأضاف: «هذا الأمر لم يحصل سابقا، لقد أصبح 80% تقريبا من مانيلا تحت المياه».