أبو الغيط لـ«الشرق الأوسط»: العلاقات مع سورية ليست دافئة.. لكنها ليست باردة أيضا

وزير الخارجية المصري: طلب الأميركيون من العرب خطوات تجاه إسرائيل فكان ردنا: لا خطوات قبل تقدم حقيقي

وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط
TT

قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن الرؤية الأميركية للسلام ما زالت تتبلور وإن القادة والمسؤولين العرب اطّلعوا خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على الأفكار الأميركية التي تريد واشنطن أن تمهد بها للحوار، ومن بينها رغبة أميركا في «بدء محادثات فورية» بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وبحث قضايا الحل النهائي سريعا، موضحا في حوار مع «الشرق الأوسط» في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة: «إنهم (الأميركيين) يرغبون في عقد مفاوضات بشكل عاجل ولفترة محدودة، في إطار زمني محدود تؤدي إلى الاتفاق على بزوغ دولة فلسطينية»، إلا أن أبو الغيط أكد أن الجانب العربي شكك للجانب الأميركي في صدق الالتزام الإسرائيلي بعملية السلام. وشدد وزير الخارجية المصري على أن «العرب في حالة انتظار» لتبلور خطة السلام الأميركية، موضحا أن نقطة الانطلاق والجدول الزمني والإطار العام وملف القضايا يمكن أن يتبلور خلال الأسابيع المقبلة. وأوضح أن أميركا طلبت من الدول العربية في نيويورك أن تتخذ خطوات تجاه إسرائيل، فكان الرد العربي: لا خطوات تجاه إسرائيل قبل أن نتأكد أن هناك تقدما حقيقيا محسوسا وملموسا في عملية السلام.

وكشف أبو الغيط أن مبعوث السلام الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل أوضح للمسؤولين العرب الذين التقاهم في نيويورك أن الولايات المتحدة في طريقها للوصول إلى تفاهم مع إسرائيل حول المستوطنات.

ونفي وزير الخارجية المصري ما يسمي بـ«صرامة مصرية» إزاء سورية، موضحا: «المسألة هي أننا لدينا بعض الاختلافات في الرؤى. لكن هذه الاختلافات لا تفسد العلاقات المصرية السورية. هي علاقة لا تتسم بحرارة، لكنها ليست باردة أيضا». كما نفى صحة ما تردد عن عدم حماس مصر لاختيار زعيم تيار المستقبل سعد الحريري لتشكيل الحكومة اللبنانية، موضحا: «هذا ليس بالأمر الدقيق. باركنا رئاسة الحريري وإن كنا عبّرنا آنذاك بأنه سوف يواجه مصاعب. لكن عليه أن يسعى. واليوم نقول له: «عليك أن تسعى».

* أجرى وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزراء خارجية مصر والأردن والعراق محادثات هامة مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أول من أمس. فما أهم القضايا التي تمت مناقشتها مع الجانب الأميركي؟

ـ القضية الأساسية التي تحدثت فيها الوزيرة الأميركية والوزراء العرب هي الجهد الأميركي الحالي لجمع الفلسطينيين والإسرائيليين لدفع جهود المفاوضات، ثم التسوية السياسية، وهي تحدثت عن المنهج الأميركي، أنهم يرغبون في عقد مفاوضات بشكل عاجل ولفترة محدودة، في إطار زمني محدود تؤدي إلى الاتفاق على بزوغ دولة فلسطينية. وأن الرئيس الأميركي ملتزم بها وأن المحادثات المقبلة سوف تكون مفاوضات للمرحلة النهائية مثلما طرحها الرئيس أوباما في بيانه أمام الجمعية العامة. الجانب العربي طبعا استمع وأكد على شكوكه في مصداقية المواقف الإسرائيلية والأداء الإسرائيلي حتى الآن. الجانب الأميركي أكد استعدادهم لبذل جهود جادة، مؤكدين أنها فرصة جيدة للغاية يجب استغلالها من كل الأطراف لكي يتم الدفع بعملية السلام إلى الأمام. ونتفهم هذا الجهد الأميركي لأننا نرى الرئيس الأميركي الحالي يختلف عن الكثير من الرؤساء الأميركيين السابقين في تحدثه العلني لكل الأطراف وفي اهتمامه بملف السلام منذ الأيام الأولى للإدارة. التجربة مع الرؤساء الأميركيين السابقين أنهم يتحدثون في نهاية فترة الرئاسة، أو بعد خروجهم من الرئاسة. هذا الرئيس يرغب في العمل بشكل مباشر مع الأطراف. وكل ما هو مطلوب مصريا هو تأمين العناصر التي تضمن النجاح لهذه المفاوضات وصولا إلى التسوية النهائية. وكان هذا هو الطرح المصري. أيضا دار حديث حول الوضع بين سورية والعراق، والوضع اللبناني وتشكيل الحكومة اللبنانية ونقاش مفتوح بكثير من الإيجابية.

* ما المطلوب للمضي في عملية سلام لها فرصة للنجاح من وجهة نظر مصرية؟

ـ المطلوب مصريا كما تحدثنا أمام الجمعية العامة، وضعنا منهجا لست نقاط طُرحت أمام الجمعية العامة. وقلنا إن هذا هو المنهج الأمثل لتناول المسائل. وقلنا إنه عند الحديث عن مفاوضات المرحلة النهائية بعناصرها كافة يجب أن نضع أيضا تصورنا للكثير من هذه العناصر. فلا نقول مشكلة الحدود ونقف. يجب أن نقول مشكلة الحدود واقتناع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بحقوق الفلسطينيين، فتكون الدولة الفلسطينية قائمة على أساس خطوط وقف إطلاق النار عام 1967. نريد المزيد من الرؤى الأميركية في هذا الصدد. نريد أن نرى كيف ستتخذ الولايات المتحدة المواقف التي ستتعهد بها أمامنا. كيف سوف تكون هذه المفاوضات بين الأطراف في حضور الولايات المتحدة، ما أجندة المفاوضات وكيف ستبدأ ومراحل التحرك لإنهائها. كلها مسائل نتصور أن الأسابيع القليلة القادمة سوف تحسم الكثير منها.

* هل طلب المسؤولون الأميركيون من المسؤولين العرب في نيويورك اتخاذ خطوات تجاه إسرائيل حتى بعد فشل الضغوط عليها لوقف الاستيطان؟

ـ الإدارة الأميركية تتحدث بهذا علنا, وقالت هذا في الاجتماع مع دول مجلس التعاون الخليجي أول من أمس لا في الاجتماع الذي حضرته أميركا مع دول مجلس التعاون ومصر والأردن والعراق. قال الأميركيون إنهم يرغبون في الحصول على خطوات من قِبل العرب. الرد العربي كان: «لا خطوات تجاه إسرائيل قبل التأكد من مصداقية التوجه الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، وعندما نتأكد أن هناك تقدما حقيقيا محسوسا وملموسا». يمكن للعرب، وهذه وجهة نظر مصر، أن يتحركوا تجاه إسرائيل مثلما تحركوا في السابق في الفترة بين 1994 والانتفاضة عام 2000. في هذه الأعوام الستة تحرك الكثير من الأطراف العربية عندما كانت إسرائيل تُظهِر هذا القدر من الجدية في المفاوضات.

* ماذا عن استمرار الاستيطان مع بدء المفاوضات؟

ـ من المفروض أن يتوقف الاستيطان، ويتوقف تماما بناء المزيد من المستوطنات، والولايات المتحدة مثلما يردد السناتور جورج ميتشل في طريقها للتوصل إلى تفاهم مع إسرائيل بهذا الصدد. وسوف تستضيف واشنطن وفدا إسرائيليا يوم الخميس المقبل، كما سوف تستضيف وفدا فلسطينيا موازيا، ثم يعود ميتشل مرة أخرى إلى المنطقة قبل أن تقدم وزيرة الخارجية الأميركية تقريرها المنتظر للرئيس في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

* هل يعني هذا أن الجانب العربي لا يمانع بدء التفاوض في وقت ما هذا العام في ظل استمرار الاستيطان الإسرائيلي؟

ـ لا أقول هذا ولا يمكن أن أقول هذا.

* لكن الموقف الأميركي هو: نبدأ التفاوض فورا وخلال التفاوض نبحث الاستيطان.

ـ لا، الموقف الأميركي الذي استمعنا إليه هو أنهم سوف يسعون للحصول على وقف للاستيطان، لكن لا داعي للربط بين بدء المفاوضات ووقف الاستيطان. ونحن نقول: فلنحقق أولا التفاهم الإسرائيلي ـ الأميركي حول وقف الاستيطان.

* إذا تعذر حصول أميركا على موافقة من إسرائيل لوقف الاستيطان وفي نفس الوقت سعت أميركا لاستئناف سريع للمفاوضات. فماذا سيكون الموقف العربي؟

ـ أي يتفاوض العرب والإسرائيليون، يقتطعون الأرض. لا، لا اعتقد أن هذا هو المنهج السليم. بديل لهذا الطرح هو أن نتفق أولا على شكل الحدود ونخططها. عندما نضع حدود الدولتين سوف يتوقف الاستيطان لأن إسرائيل سوف تقوم بالبناء في ما هو لها. وبالتالي إذا صعب على الولايات المتحدة وإسرائيل التوصل إلى اتفاق في ما يتعلق بالاستيطان، فليكن البديل هو الحصول مسبقا على موقف أميركي يحدد شكل الحدود النهائية للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، وهو مطلب مصري أساسي. فإذا اتفقنا على الشكل النهائي للحدود، فإن ما تقوم به إسرائيل إذا كان خارج هذه الحدود فهو استيطان، وبالتالي هو اعتداء على الفلسطينيين. أما إذا كانت إسرائيل ستقوم بالبناء داخل أراضيها المتفق أن تكون حدودها، فليكن. سيكون هذا حقهم مثل حق الفلسطينيين في البناء على أراضيهم.

* متى تتوقع أن يتم التوصل إلى ملامح خطة أميركية؟

ـ آمل بنهاية شهر أكتوبر أن نكون قد تَبينّا ملامح الخطة. لكن المسألة بالغة التعقيد. والجانب الأميركي لا يستطيع أن يفرض إرادته بالشكل الذي يبتغيه الطرف العربي والمجتمع الدولي لكن هناك على الأقل من المؤشرات ما يقول إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأطراف العربية تقف موقفا واضحا مثل الانسحاب من حدود 1967 ووقف الاستيطان، وكلها جاءت في بيان اللجنة الرباعية، وبالتالي نتمسك ببيان اللجنة الرباعية.

* هل فوجئتم في بيان أوباما أمام الجمعية العامة بعدم التمسك بشرط وقف الاستيطان لبدء التفاوض؟

ـ المسألة أن بيان الرئيس أوباما نعتبره بيانا جيدا لأنه ركز على قضايا التسوية النهائية وتحدث عن الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 وأن الأولوية هي بحث الحدود والقدس الشرقية، وهي كلها قضايا تحاول إسرائيل تنحيتها جانبا. الرئيس الأميركي أصر عليها، وفي هذا الصدد لا نرى أن الرئيس الأميركي تخلى عن مواقفه. أنا لا أدافع عن الرئيس الأميركي لكنني أقول إنه لم يتخلَّ عن مواقفه، لكننا أيضا ما زلنا ننتظر كيف سيقود الأطراف للوصول إلى هذه القضايا التي يتحدث حولها: القدس الشرقية والحدود واللاجئين وغير ذلك.

* هل العرب الآن في حالة انتظار أم تشكك أم أمل؟

ـ نحن في حالة انتظار. ننتظر الطرح الأميركي والجهد الأميركي أيضا. فلنتابع ونراقب ونرَ ماذا سيحدث. الفلسطينيون أنفسهم لم يقرروا شيئا في ما يتعلق بالذهاب إلى المفاوضات أو التخلي عن أراضيهم أو حقهم في السيادة على القدس الشرقية، وبالتالي لا ينبغي أن نقول إن المفاوضات معناها التخلي عن الحقوق. المفاوضات معناها السعي للحصول على شيء يحقق الأمل الفلسطيني.

* مصر تستطيع أن تمارس ضغوطا على إسرائيل، أليس كذلك؟

ـ الجهد المصري مستمر. الرئيس المصري حسني مبارك التقي نتنياهو وبيريس وكانت الرسالة أن تصرفات إسرائيل لن تقود إلى أي شيء، بل إن انعكاساتها سوف تؤدي إلى تدمير فرصة السلام وإن ضياع فرصة السلام لن تعود بالخير على الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. ندفع إسرائيل للسلام ونقول لها: لا تلوموا إلا أنفسكم.

* هل استشعرتم أن إسرائيل تتفهم هذا وقد تتجه إلى وقف الاستيطان؟

ـ هذه هي رؤية الإدارة الأميركية.

* هل الإدارة المصرية استشعرت هذا؟

ـ الجانب الإسرائيلي يتحدث بالكثير من المواقف. علينا أن نراها على الأرض. عندما نرى على الأرض تنفيذ التزامات، نبدأ في تصديق الجانب الإسرائيلي.

* نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال إن على الفلسطينيين أن يعترفوا بيهودية دولة إسرائيل للوصول إلى حل نهائي. هل يُفهم من هذا أنه شرط مسبق للسلام؟

ـ 20% في إسرائيل عرب فلسطينيون. ما ضمانات هؤلاء كمواطنين إسرائيليين؟ عندما تتعهد إسرائيل أن المواطن الفلسطيني المقيم على أرضه منذ عام 1948 وقبل ذلك بقرون، مواطن لا تلمس حقوقه، آنذاك نقول إن قرار التقسيم عام 1948 للتقسيم أنشأ دولتين، دولة يهودية ودولة عربية.

* يعني إذا أرادت إسرائيل اعترافا فلسطينيا بيهودية الدولة عليها أن تعود إلى حدود 1948؟

ـ على سبيل المثال. تماما.

* بعض المسؤولين الأميركيين قالوا: «لا يهم إن اعترف العرب أو لم يعترفوا بيهودية إسرائيل، فهي يهودية في كل الحالات لأن غالبية السكان يهود». ما رأيك؟

ـ إذا كان الاعتراف العربي غير مطلوب، فلماذا تطرحه إسرائيل إذن؟

* هل يمكن أن يكون هذا الموضوع عقبة في التفاوض؟

ـ لا أعتقد أن هذا يجب أن يكون عقبة في التفاوض، لأنه إذا ما طُرح ووقعنا نحن العرب في هذا الشرك الخداعي الذي تضعه إسرائيل فسوف تتوقف الأمور حتى ألف عام. ولا يجب أن نسمح بتوقف الأمور على هذه المسألة لأن هذا الشرط يجب أن لا نسمح به كشرط. فلنبدأ المفاوضات ونسمح ببزوغ الدولة الفلسطينية.

* في الملف الإيراني، ماذا قالت هيلاري كلينتون للوزراء العرب في اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب مصر والأردن والعراق؟

ـ لم تتطرق هيلاري في هذا الاجتماع الموسع إلى الملف الإيراني على الإطلاق.

* أليس ذلك غريبا؟

ـ نعم، ليس غريبا. ربما لم ترغب الوزيرة الأميركية في إحراج بعض دول الخليج، لأن بعض دول الخليج لها رؤى محددة ومختلفة، وهم على الجانب الآخر من الخليج، وبالتالي لعلها رغبت أن لا تضع هذه الدول في وضع أن تتحدث بطريقة قد لا ترضي الإيرانيين. هذه رؤيتي. التركيز في ذلك الاجتماع الذي ضم العراق ومصر والأردن إلى جانب الخليج كان على القضية الفلسطينية لأن هذه هي الأولوية العربية.

* ما رؤية مصر للملف الإيراني خصوصا أن إيران دولة تلعب دورا تنافسيا؟

ـ لا إمكانية لتنافس مصري ـ إيراني؛ مصر دولة عربية. لا يجب أن نطرح المنافسة بين قوي إقليمية. علينا أن نتنافس لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية. لكن التنافس بين نوعين مختلفين من الدول لا يعكس علاقات قوي حقيقة. إيران دولة لها آيديولوجيتها ولها تشكيلة حكم وشعب مختلفة عن مصر. مصر جزء من الشعوب العربية. إيران ليست دولة عربية وبالتالي لا نستطيع أن نقول إن بيننا تنافسا. لكن مصر لها رؤى معينة في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني. نقول: لا دخول لأسلحة الدمار الشامل للشرق الأوسط، وبالتالي نقول إن علينا أن نقنع الإخوة في إيران بعدم المضي في هذا الطريق. وهناك شكوك متزايدة والمنشأة الجديدة في قم تؤشر إلى نيات لا يجب السماح بها. لكن في المقابل يجب التركيز أيضا على إسرائيل في الحديث عن إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، فالحديث ليس فقط عن الخطر الإيراني، بل الحديث هو أن تتوقف إيران عن أنشطتها، وتتخلى إسرائيل عن أسلحتها.

* ماذا تتوقعون من اجتماعات أول أكتوبر في جنيف حول إيران؟

ـ لا نريد استباق الأمور، لكن اكتشاف منشأة قم تطور سلبي. ونعتقد أنه كان على إيران إخطار الوكالة منذ سنوات.

* ما سبب عدم استئناف العلاقات الدبلوماسية الإيرانية ـ المصرية؟

ـ أن إيران لم تغير طريقتها، سواء على مستوى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى المطالب الأمنية المصرية من إيران، فهناك عناصر مصرية في إيران لا تؤيد مصر استمرارها على الأراضي الإيرانية لأنها هي التي تعقّد العلاقات المصرية الإيرانية.

* هل هي عناصر من القاعدة؟

ـ لا أعرف. هذا موضوع في يد الداخلية المصرية.

* ننتقل إلى ملف العلاقات المصرية السورية. البعض في سورية يردد أن مصر صارمة إزاء الانفتاح على سورية؟

ـ إطلاقا، هذا غير صحيح على الإطلاق، ومن يتابع الأحاديث بين المسؤولين المصريين والسوريين في أي مكان يلاحظ أنه لا يوجد ما يسمي «صرامة مصرية». المسألة هي أننا لدينا بعض الاختلافات في الرؤى، لكن هذه الاختلافات لا تفسد العلاقات المصرية السورية. هي علاقة لا تتسم بحرارة، لكنها ليست باردة أيضا.

* ما القضايا التي ما زالت محل خلاف؟

ـ هناك بعض القضايا التي نريد أن نرى فيها حركة، مثل لبنان. عندما نرى هذه الحركة فالمؤكد أن مصر ستكون راضية وتتحرك نحو سورية. لكن هذا ليس شرطا ولا يجب أن يكون شرطا لأن العلاقة المصرية السورية من الأهمية للطرفين بحيث لا يجب السماح أن يعوقها هذا العنصر بمفرده. أملي واقتناعي أن العلاقات المصرية السورية ستتقدم.

* ترددت تقارير أن مصر لم تكن متحمسة لاختيار سعد الحريري لتشكيل الحكومة اللبنانية؟

ـ هذا ليس بالأمر الدقيق. باركنا رئاسة الحريري وإن كنا عبّرنا آنذاك بأنه سوف يواجَه بمصاعب. لكن عليه أن يسعى. واليوم نقول له: عليك أن تسعى.

* ما المصاعب التي تثير قلق مصر؟

ـ التأثيرات الخارجية التي تمنع تشكيل الحكومة، ولن أكشف أكثر من ذلك.

* هل هو تأثير إيراني؟

ـ ربما.

* سوري؟

ـ سورية لديها اهتمام تاريخي واستراتيجي بلبنان نعترف به. والدور السعودي داعم على أوسع نطاق، ونحن نسعى لتشكيل حكومة لبنانية في أسرع وقت ممكن لأن هناك من يرغب في إجهاض حصول لبنان على مقعد في مجلس الأمن، ويقولون إن حكومة لبنان الضعيفة لا تشجعنا على حصول لبنان على مقعد في مجلس الأمن، ونتصدى ضد هذا الكلام ونقول إن لبنان بحكومة مشكَّلة من كل التيارات هو مصدر قوة في مجلس الأمن.