الصومال: حركة الشباب تعدم متهمين بالتجسس لصالح أميركا وقوات الاتحاد الأفريقي

مقتل العشرات في قصف بمقديشو.. والحكومة تستعيد السيطرة على «بلدوين»

TT

نفذت حركة الشباب المجاهدين المعارضة للحكومة الصومالية أمس، حكما بإعدام شابين صوماليين بتهمة التجسس لصالح وكالة الاستخبارات الأميركية الـ«سي آي إيه»، وكذلك لصالح قوات الاتحاد الأفريقي العاملة في مقديشو الـ«الأميصوم». وقد أدانت محكمة تابعة لحركة الشباب المجاهدين الشاب محمد عبد الله صلاد، بالتجسس لصالح قوات الاتحاد الأفريقي والحكومة الصومالية، كما أدين الرجل الثاني ويدعى حسن معلم عبيد الله، بالتجسس لصالح وكالة الاستخبارات الأميركية. وقد نفذ حكم الإعدام رميا بالرصاص على الرجلين في ميدان عام بشمال العاصمة مقديشو، بمشاهدة مئات الأشخاص. وقال المتحدث باسم الحركة الشيخ محمود علي راجي، إن أحد الرجلين كان جاسوسا يعمل لحساب وكالة الاستخبارات الأميركية «سي أي إيه»، بينما الآخر كان يقوم بالتجسس على مواقع مقاتلي حركة الشباب في مناطق القتال في العاصمة مقديشو، لتسهيل ضرب تلك المعاقل من قبل قوات الاتحاد الأفريقي وقوات الحكومة الصومالية، وأضاف «أن الرجلين اعترفا أمام محكمة إسلامية بذنبهما، وتم إعدامهما وفقا للشريعة الإسلامية». وقال الشيخ راجي «إن أحكاما مماثلة تنتظر متهمين آخرين وقد يكون من بينهم أجانب». وحكمت المحكمة على رجل ثالث أدين بتهمة تزوير العملات بجلده 20 جلدة ونفيه إلى خارج العاصمة.

وكانت حركة رأس كمبوني المتحالفة مع حركة الشباب المجاهدين قد أعلنت قبل أسبوعين عن تفكيك شبكة للتجسس، كانت تعمل لصالح الولايات المتحدة لاصطياد الناشطين الإسلاميين في مناطق خارج العاصمة، وإلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص من بينهم أجانب كانوا يقومون بأعمال تجسس لصالح وكالات استخباراتية أجنبية. وعلى الرغم من أن هذه العملية ليست الأولى من نوعها التي تعترف حركة الشباب بإعدام أشخاص بتهمة قيامهم بالتجسس لصالح جهات أجنبية من بينها الولايات المتحدة، لكن الجديد فيها أنها هي المرة الأولى التي تنفذ فيها الحركة عملية إعدام في العاصمة مقديشو بتهمة التجسس وبشكل علني.

على صعيد آخر استعادت قوات الحكومة الصومالية أمس مدينة «بلدوين» (350 كم شمال العاصمة مقديشو) ذات الأهمية الإستراتيجية وعاصمة إقليم هيران بوسط الصومال، القريبة من الشريط الحدودي بين الصومال وأثيوبيا. ودخلت القوات الحكومية المدينة فجر أمس، وبعد مواجهات محدودة تمكنت قوات الحكومة من نزع سيطرة المدينة من أيدي المقاتلين الإسلاميين من الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين. وخرج المقاتلون الإسلاميون ـ بقيادة الشيخ إبراهيم معو، الذي انشق عن الحكومة وأعلن انضمامه إلى الحزب الإسلامي مؤخيرا ـ من المدينة. وبعد ذلك انتشرت قوات الحكومة في جميع مناطق المدينة بما فيها الشطر الغربي، الذي كان المعقل الرئيسي للإسلاميين المعارضين لجماعات المعارضة في بلدوين.

وفي العاصمة مقديشو لقي أكثر من 10 أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون، في هجمات وتبادل للمدفعية الثقيلة. وشن المقاتلون الإسلاميون هجوما صباح أمس على قاعدة لقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام، بجنوب غربي العاصمة، مما أدى إلى نشوب معركة بين الطرفين.

وقال المتحدث باسم قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام «بريجي بهوكو» إنه لا توجد أي إصابات في صفوف قوات حفظ السلام جراء هذا الهجوم الأخير. وشن المقاتلون الإسلاميون هجوما آخر بالصورايخ على ميناء العاصمة، وردت القوات الأفريقية التي تحرس الميناء بقصف مماثل تعرضت له بعض أحياء العاصمة، من بينها سوق البكارو التي تعتبره الحكومة والقوات الأفريقية معقلا للمقاتلين الإسلاميين، وسقط العشرات من المدنيين ما بين قتيل وجريح جراء هذا القصف المدفعي العنيف. في هذه الأثناء حذر يوسف محمد سياد، وزير الدولة بوزرة الدفاع الصومالية أمس، من هجمات انتحارية تنفذ بواسطة سيارات تحمل علامات الشرطة الصومالية، وقال، «إن لدى حركة الشباب عدة سيارات مطلية باللون الخاص الذي تعرف به سيارات الشرطة الصومالية، بهدف استخدامها في هجمات انتحارية ضد أهداف حكومية وأخرى ضد قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في مقديشو. وكان الوزير الصومالي قد حذر في وقت سابق بأن لدى تنظيم الشباب 6 سيارات أخرى للأمم المتحدة سرقت من مقرات منظمات الأمم المتحدة في بيدوا وجوهر، لاستخدامها في هجمات انتحارية.