الدباغ: مهتمون باللجنة الدولية لتقصي الحقائق أكثر من الاجتماعات الرباعية

نفى لـ «الشرق الأوسط» وساطة تركية جديدة بين العراق وسورية * المالكي ضمنيا إلى دمشق: الحرية ترعب أنظمة تدعم البعثيين

TT

قال الدكتور علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية، إن اهتمام الحكومة العراقية ينصبّ حاليا على مسار تشكيل اللجنة الدولية، للتحقيق في التفجيرات الأخيرة التي طالت العاصمة العراقية، أكثر من اهتمامها بالاجتماعات الرباعية لتسوية الأزمة الدبلوماسية مع سورية، التي اندلعت إثر تلك الهجمات.

وكانت العاصمة العراقية قد شهدت الشهر الماضي هجمات دامية استهدفت وزارتي الخارجية والمالية وراح ضحيتها مئات القتلى والجرحى، واتهمت الحكومة العراقية لاحقا سورية بإيواء العناصر التي خططت لتنفيذ تلك الهجمات، الأمر الذي نفته دمشق بشكل قاطع. وعقدت اجتماعات رباعية شملت العراق وسورية وتركيا وجامعة الدول العربية لتسوية الأزمة بين الطرفين في القاهرة وإسطنبول ونيويورك غير أنها لم تسفر عن نتائج تُذكر. وطالب العراق بتشكيل محكمة دولية للتحقيق في تلك التفجيرات والوصول إلى الجناة.

ونفى الدباغ أن تكون هناك وساطة تركية جديدة للعمل على الجمع بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «العراق الآن مهتم بمسار اللجنة الدولية التي تقدم بطلبها إلى مجلس الأمن أكثر من اهتمامه باللقاءات الثنائية أو الرباعية، سيما بعد رفض الجانب السوري وعدم رغبته الاستجابة لكل الوساطات سواء من قِبل الجامعة العربية أو حتى التركية، ولم تبدِ سورية أي مرونة بهذا الاتجاه».

وشدد الدباغ: «لا توجد أي مساعٍ تركية (جديدة) بهذا الشأن، لكن هناك زيارة سيقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان منتصف الشهر المقبل، على رأس وفد وزاري كبير للتوقيع على مذكرات الاتفاقيات والتفاهمات التي وصل عددها إلى 50 مذكرة واتفاقية في مجالات مختلفة، وكذلك تهدف الزيارة إلى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين»، مبينا: «ستكون هذه الزيارة مهمة وتسهم في دفع العلاقات بين البلدين».

وحول إجراءات مجلس الأمن حيال طلب العراق تشكيل المحكمة الدولية، أوضح الدباغ: «نحن ننتظر تسمية المبعوث الأممي للجنة التحقيق ولجنة تقصي الحقائق الدولية الذي سيكلف بالنظر بطلب الحكومة، وهي خطوة في طريق تشكيل اللجنة الدولية للتحقيق بالتفجيرات التي طالت أبناء شعبنا خلال الأربعاء الأسود». وكانت الأمم المتحدة أعلنت عن تسمية مبعوثها في العراق، أد ملكرت، لبحث قضية التفجيرات والأزمة مع سورية، غير أن الحكومة العراقية طالبت بتعيين مبعوث خاص للمهمة.

وكان النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان أكد في تصريحات صحافية أن «المؤشرات تدلل على محاولة رئيس الوزراء التركي لطرح فكرة عقد لقاء مباشر بين الرئيسين المالكي والأسد أو عقد حوارات على مستوى أعلى من وزراء الخارجية، إذ من الممكن طرح القضية من قِبل أردوغان خلال زيارته المرتقبة لبغداد الشهر المقبل، لا سيما وأنه مهتم جدا بتحسين العلاقات بين بغداد ودمشق»، مشيرا إلى أن «تركيا ترغب وتسعى لدور إقليمي واسع في المنطقة من خلال القيام بوساطات في عدد من الملفات، خصوصا مع ازدياد اعتماد واشنطن على دور انقرة في عدد من القضايا الساخنة في منطقة الشرق الأوسط».

وفي تطور لاحق أمس, قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن التغيير نحو الحرية والديمقراطية في بلاده يثير «الرعب» لدى «أنظمة» لم يحددها بالاسم اتهمها بتقديم الدعم للبعثيين. وأوضح المالكي خلال زيارته مقر «شبكة الإعلام العراقي» الحكومية أن «التغيير نحو الديمقراطية والحرية في العراق محبب بالنسبة لنا لكنه مرعب بالنسبة لهم لأنه يهدد أنظمتهم»، في إشارة ضمنية إلى سورية.