أوساط إسرائيلية تكشف: سلاح الجو الأميركي يعجل في إنتاج «قنابل عملاقة»

تصلح لتدمير أي مفاعل نووي إيراني تحت الأرض

TT

كشفت مصادر إسرائيلية أمنية أن سلاح الجو الأميركي بدأ في عملية تسريع غير عادية لإنتاج كمية من القنبلة العملاقة «BMU-54 A\B»، المعروفة بقدراتها العالية على تدمير مرافق عسكرية تحت الأرض. وقالت المصادر ذاتها إن القرار بالتسريع في إنتاجها وإدخالها إلى حيز التنفيذ العملي جاء في أعقاب اكتشاف المفاعل النووي الإيراني في منطقة قم، المبني في عمق الأرض.

وتستطيع القنبلة المذكورة اختراق الأرض في عمق يزيد عن 60 مترا، قبل أن تنفجر. وهي بطول 6.9 متر وزنتها 15 طنا، منها 2.65 طن من المتفجرات.

وكان مقررا الانتهاء من إنتاجها في خريف سنة 2010، لكن قيادة الجيش الأميركي قررت تسريع إنتاجها وإدخالها إلى مرحلة التنفيذ العملي في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، أو يناير (كانون الثاني) المقبل.

وحسب تلك المصادر فإن عدة دوائر في سلاح الجو الأميركي تعمل على تنفيذ هذه المهمة، في مقدمتها سرب الطيران «417»، الذي كان تقرر تفكيكه، ولكن القرار يقضي بإعادة إدخاله إلى الخدمة في القاعدة الجوية «إدواردز» في كاليفورنيا، ودائرة البحوث «AFRL» في أوهايو، ودائرة الذخيرة في فلوريدا. ونقلت المصادر عن الجنرال مارك شاكالفوريو قائد دائرة الذخيرة قوله إن 10 إلى 12 قنبلة من هذا الطراز، ستدخل حيز التنفيذ في غضون أشهر قليلة.

وترى هذه المصادر الإسرائيلية في قرار تسريع إنتاج هذه القنبلة خطوة إيجابية للغاية، خصوصا وأنها ترافقت مع تصعيد اللهجة الأميركية ضد إيران، كما تجلت في تصريحات الرئيس باراك أوباما، يوم الجمعة الماضي، بحضور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون.

وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيلون: «هناك تطور حقيقي في الموقف الغربي من إيران، حيث بنيت هذا الأسبوع الأسس لتشكيل تحالف دولي عريض، يهدف إلى إلغاء المشروع النووي الإيراني».

لكن هناك قوى عديدة في إسرائيل تشكك في نيات دول الغرب عموما، والولايات المتحدة خصوصا، إزاء إيران. وهي تخشى أن يكون التصعيد الغربي مجرد مناورة لتضليل إسرائيل حتى تركن إلى الغرب، وتتخلى عن خطتها لتوجيه ضربة عسكرية إلى المفاعل النووية الإيرانية.

وترى هذه القوى عدة إشارات سلبية في الموقف الأميركي. وتقول إن وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، قال الأسبوع الماضي إن أي ضربة عسكرية لإيران لن تقف التسلح النووي، وإنها في أحسن الأحوال سوف تعطل هذا المشروع مدة ثلاث أو أربع سنوات. وحسب مصدر مقرب من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، فإن هذا التصريح صدم القادة الإسرائيليين وأذهلهم، ذلك أن باراك التقى غيتس قبل أربعة أيام فقط من تصريحه المذكور. واستحوذ الموضوع الإيراني على معظم هذا اللقاء. واتفق كلاهما على تقويم الموقف من إيران في غالبية القضايا.

يُذكر أن مصدرا في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي برئاسة عوزي أراد، حمّل المسؤولين السابقين في الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية تطور التسلح الإيراني. وقال المصدر ذاته إن إيران بدأت في تطوير قدراتها العسكرية النووية سنة 1998، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم، اكتفت إدارات الرئيسين الأميركيين بيل كلينتون وجورج بوش، ورؤساء الحكومات الإسرائيلية الثلاثة السابقين، إيهود باراك، وآرييل شارون، وإيهود أولمرت، بالتهديد والوعيد الكلامي، وفي أحسن الأحوال فرضت عقوبات اقتصادية على إيران. ولكن هذه العقوبات، ليست فقط لم تجد نفعا، بل جعلت إيران تسرع في مشروعها النووي وتعمل كمن يسابق الزمن من أجل تطويره.