مقتل وإصابة أكثر من 50 عراقيا في هجمات بينها تفجير انتحاري قرب الرمادي

اعتقال شخص يشتبه بتورطه في قتل فريق رياضي عام 2006

TT

قتل 16 عراقيا وأصيب 40 آخرون، أمس، في هجمات منفصلة أحدها انتحاري استهدف مقرا للشرطة غرب مدينة الرمادي، فيما استهدف آخر دورية للجيش العراقي ببغداد. كما اعتقلت قوة عراقية شخصا يشتبه بتورطه في قضية خطف وقتل فريق رياضي من الناشئين للعبة التايكوندو في محافظة الأنبار منتصف 2006.

وأعلنت الشرطة العراقية مقتل سبعة من عناصرها وإصابة عشرة آخرين بجروح في تفجير انتحاري بواسطة شاحنة مفخخة استهدفت مقرهم غرب الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار غرب بغداد.

وأوضح مصدر في الشرطة أن «انتحاريا يقود صهريجا للمياه فجر نفسه مستهدفا موقعا لفوج الطوارئ الثاني من الشرطة على مسافة 35 كلم غرب الرمادي مما أسفر عن مقتل سبعة من الشرطة وإصابة عشرة آخرين»، مؤكدا أن هذه «الحصيلة لا تزال أولية»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضح المصدر أن «الانتحاري حاول اقتحام المقر مما أدى إلى أضرار مادية بالمبنى واحتراق ثلاث سيارات على الأقل». يشار إلى أن مسؤولية هذه القوة هي حماية الطريق الدولية المؤدية إلى الأردن وسورية.

كما أعلنت الشرطة العراقية مقتل ثلاثة عسكريين عراقيين، بينهم ضابط في الجيش وإصابة 28 بينهم مدنيون وشرطة في انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا دورية للجيش في منطقة الغزالية غرب بغداد. وأوضحت المصادر أن «عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش وسط الحي مما أسفر عن إصابة مدني واحد بجروح». وأضافت «لدى توقف الدورية وتجمع السكان ووصول دوريات الشرطة انفجرت عبوة ناسفة أخرى (...) مما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر الجيش بينهم ضابط، وإصابة 28 آخرين بينهم عناصر من الشرطة ومدنيين».

كما قالت الشرطة العراقية إن قنبلة مزروعة في حافلة صغيرة انفجرت أمس جنوب بغداد مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة اثنين. وبحسب تقرير لوكالة «رويترز» فقد زرعت القنبلة في مؤخرة المركبة التي كانت تسير في منطقة تقع إلى الشمال مباشرة من الديوانية على بعد 150 كيلومترا جنوب بغداد. وقالت الشرطة إن جميع القتلى في الانفجار هم من الركاب.

وعلى صعيد متصل، اعتقلت قوة عراقية خاصة يرافقها مستشارون أميركيون أحد الأشخاص الذين يشتبه بتورطهم في قضية خطف وقتل فريق رياضي من الناشئين للعبة التايكوندو في محافظة الأنبار منتصف 2006. وأكد الجيش الأميركي في بيان أن «قوة عراقية خاصة يرافقها مستشارون أميركيون اعتقلوا الخميس الماضي مشتبها فيه متورطا بخطف وقتل 13 من أعضاء فريق التايكوندو بالقرب من ناحية الخالدية شمال الفلوجة». وأوضح أن «أمرا قضائيا صادرا من محكمة تحقيق الكرمة (شرق الفلوجة) يقضي باعتقال المشتبه فيه لتورطه بخطف وقتل أعضاء الفريق».

وكان مسلحون خطفوا في 17 مايو (أيار) 2006 خمسة عشر رياضيا من الناشئين ينتمون إلى نادي «الولاء» للتايكوندو على الطريق الدولية التي تربط بغداد بعمان أثناء عودتهم من العاصمة الأردنية، من دون معرفة الأسباب أو الجهة التي تقف وراء ذلك. وتراوحت أعمار القتلى بين 17 و21 عاما.

وكان ضابط عراقي رفيع المستوى أعلن منتصف يونيو (حزيران) 2007 أن «قوة من حماية الطرق الخارجية عثرت على 13 جثة متفسخة ومتحللة تعود لفريق التايكوندو الذي خطف في 17 مايو 2006 لدى عودته من الأردن». وأضاف أنه «تم العثور على الجثث في منطقة الكيلومتر 110 بين الرمادي والرطبة في محافظة الأنبار»، مشيرا إلى «العثور على بطاقات تعريفية تخص أعضاء الفريق في المكان». ولم يكن بإمكانه تحديد مصير اللاعبين الآخرين.

وبعد خطف الفريق الرياضي بأقل من شهر، اقتحمت مجموعة مسلحة ترتدي زي الشرطة اجتماعا للجمعية العمومية للجنة الأولمبية في قاعة المركز الثقافي النفطي في بغداد، وخطفت رئيسها أحمد السامرائي وعددا من زملائه. لكن المجموعة أطلقت في وقت لاحق سراح بعضهم ولا يزال مصير الآخرين وبينهم السامرائي الملقب بـ«الحجية» مجهولا حتى الآن.

من جهتها، طالبت عائلات القتلى القضاء العراقي «القصاص من الجاني»، فضلا عن السماح لها بمقابلته لمعرفة الدوافع. وقال جبار حسوني والد اللاعب علي جبار «نطالب القضاء بالقصاص من الجناة جميعا ليأخذ العدل مجراه». وأضاف حسوني الموظف في إحدى دوائر وزارة الكهرباء أن «جميع عائلات الضحايا تطالب بمقابلة المجرم وتريد أن تجلس معه لتعرف الدوافع والأشخاص أو الجهات التي دفعته لارتكاب فعلته». وتابع «نريد مقابلته لسؤاله وجها لوجه، لماذا وما هو السبب؟ من دفعه؟ ومن حرضه؟ ولمصلحة من؟ لاعبون حاملون العلم العراقي على أكتافهم، ما هم إلا حمامة سلام يجولون الكرة الأرضية باسم العراق». وأكد «لم يكن بينهم مسلح حتى تقتلهم، لم يحملوا سلاحا، كل ما حملوه ملابس الرياضة، فهم يمثلونك ويمثلون كل الفئات العراقية، كيف يعتدى عليهم ويقتلون بهذه الطريقة؟».

وأشار حسوني إلى أن «مقتل الفريق أثار نقمة طائفية وأخذ الكثير يشتبهون في آخرين (...) مما أسفر عن قتل الكثير من الأبرياء». وختم قائلا «الكل يريد معرفة الشخص ولأي عشيرة ينتمي وهل هو عراقي أم لا، وإذا كان عراقيا فلا بد من مقاضاته عشائريا كذلك».

بدوره، قال عادل حسين عجر شقيق مدرب الفريق علي حسين عجر وأحد اللاعبين ويدعى علاء أن «الجميع نسوا قضيتنا، وضاعت حقوقهم ولم تذكرهم أي جهة». وأضاف «نأمل ألا تضيع دماؤهم سدى، ونتمنى أن يتحقق العدل وأن تسمح السلطات لنا بمقابلة (المشتبه فيه) لنسأله عن الذنب الذي اقترفوه حتى يستحقوا القتل بهذا الشكل ولمصلحة من». وختم قائلا ردا على سؤال «نعم نشعر بالسرور لاعتقال المجرم، لكننا نطالب بإنزال القصاص العادل به وعدم تسييس الجريمة».