رئيس الصابئة المندائيين في البصرة: أحزاب السلطة وراء موجة العنف الجديدة ضدنا

الزهيري لـ«الشرق الأوسط»: قوى منعت القبض على جناة سرقوا ذهبا في بغداد وعثر عليه في النجف

رعد كباشي الزهيري رئيس طائفة الصابئة المندائيين في البصرة («الشرق الأوسط»)
TT

أعرب أبناء طائفة الصابئة المندائيين في محافظة البصرة عن استيائهم من الصمت الحكومي إزاء ما يتعرضون له حاليا من أعمال قتل واختطاف وابتزاز من قبل جماعات مسلحة، قالوا إنها ترتبط بأحزاب نافذة في السلطة.

وكشف رعد كباشي الزهيري، رئيس الطائفة، أمس، عن تعرض أبناء الطائفة في المحافظة لموجة من العنف تمثلت في مقتل شابين واختطاف أربعة وابتزاز العشرات من صاغة الجواهر خلال شهر واحد في قضاء الزبير (30 كم) غرب المدينة. وقال الزهيري لـ«الشرق الأوسط»: «لقد هاجمت في شهر رمضان المبارك مجموعة مسلحة بمسدسات كاتمة للصوت وفي وضح النهار ودون ارتداء اللثام وبدم بارد محلات مصوغات فرقد فائق عثمان ومهند قاسم عبد الرزاق، وهما من مواليد 1984 وأردوهما قتيلين وسرقوا جواهرهم، وهي من المصوغات الذهبية وقدرت قيمتها بما يعادل 40000 دولار، ولاذوا بالفرار».

وأضاف الزهيري: «كما تعرض الصائغ برهام حكيم نوري لعملية اختطاف من قبل مسلحين، تم احتجازه في مزارع صفوان على مقربة من الطريق 17 العسكري، ولم يطلق سراحه إلا بتدخل من شيوخ عشائر ودفع فدية نقدية كبيرة»، مضيفا أن «مجموعة مسلحة اعترضت سيارة نائل ثجيل رئيس مجلس شؤون الطائفة في منطقة الدواجن على الطريق العام بين الزبير وصفوان، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة ولم يطلق سراحه إلا بعد دفع 40000 دولار». واستطرد قائلا: «إن الحال لم يقف عند هذا الحد، بل اختطف مسلحون الطفل أبهر عميد داغر، 7 أعوام، وهو نجل أحد أبناء الطائفة، ولم يطلق سراحه إلا بعد أن قبض المختطفون مبلغ 20000 دولار من ذويه، وكذلك الحال مع أهل المختطف أرشد غياض كحيل، وهو صائغ ذهب تعرض للاختطاف، الذين اضطروا إلى دفع فدية قدرها 30000 دولار إلى المسلحين كي يعود إلى منزله».

والصابئة المندائيون هم من الأقليات الدينية في العراق، ويتبعون النبي يحيى عليه السلام، ويبلغ تعدادهم في العالم نحو 70 ألف نسمة، ويسكنون في العراق قرب الأنهر، خصوصا في مناطق الجنوب العراقي مثل العمارة والبصرة والناصرية والكوت والديوانية، ولهم مركز رئيسي في العاصمة العراقية بغداد. وتتعرض الأقليات الدينية والعرقية في العراق لهجمات مسلحة بين الحين والآخر، وفر الكثير منهم إلى خارج البلد.

وقال رئيس الطائفة: «إن الصابئة المندائيين هم من سكان العراق الأوائل ومن الشرائح المسالمة التي ليس لها حضور في الأحزاب السياسية والمعارك الانتخابية، لكنهم يتعرضون بشكل يومي للابتزاز من خلال دفع بعض النسوة إلى مشاجرة مع الصاغة بادعاء أنهن ابتعن من محلاتهم مصوغات ذهبية ظهر فيما بعد أنها إما مسروقة أو تقليد مطلية بلون الذهب، أو تعرضهن للتحرش الجنسي داخل محلاتهم، ولم تنته هذه المشكلات التي يقف خلفها مسلحون ينتمون إلى عشائر وأحزاب قوية إلا بابتزاز الحلقة الأضعف وهم الصاغة من الصابئة». واتهم الزهيري «الأحزاب النافذة في السلطة ممن لها ميلشيات مسلحة بتنفيذ تلك الجرائم لأهداف انتخابية وزرع الفتن». وأضاف الزهيري أن «أبناء الطائفة يتعرضون للإرهاب منذ عام 2003، وقتل منهم إلى الآن ما يقارب 30 شخصا، اضطرت خلالها معظم العوائل إلى الهجرة خارج البلد، إذ لم يتبق من أبناء الطائفة غير 500 عائلة من مجموع ستة آلاف عائلة كانت في المدينة قبل الاحتلال». وأوضح أن «المتابعين لأعمال العنف التي يتعرض لها أبناء الطائفة بغية إفراغ البلد من مكوناته الأساسية يدركون أن أحزابا طائفية تقف وراء هذه الأعمال»، مستدركا أن «36 كيلوغراما من الذهب التي سرقت من صاغة منطقة الطوبجي ببغداد بعد مقتلهم في وقت سابق من العام الحالي، عثرت عليها الأجهزة الأمنية في محافظة النجف، إلا أن أحزاب السلطة تدخلت بقوة ومنعت الشرطة من القبض على الجناة واسترداد المصوغات الذهبية»، مشيرا إلى أن «هذه الواقعة المؤكدة هي خير دليل وإثبات على تورط تلك الأحزاب في موجات العنف التي يتعرض لها أبناء الطائفة».

وأوضح الزهيري أن «الكثير من الجناة الذين يلقى القبض عليهم لارتكابهم جرائم ضد أبناء الطائفة تنقل دعاواهم إلى محافظات أخرى بتأثير من الأحزاب، ومن هناك يتم إطلاق سراحهم بادعاء عدم ثبوت الأدلة». وناشد الزهيري المنظمات الدولية وحقوق الإنسان الضغط على الحكومة العراقية لحماية أبناء الطائفة من أعمال العنف والإرهاب التي يتعرضون لها.

ويذكر أن الأجهزة الأمنية في بغداد حذرت في أوقات سابقة المصارف وأصحاب المحال التجارية من وجود مخطط لدى بعض الجهات التي تسعى للحصول على أموال بغية توظيفها في الدعاية للانتخابات النيابية القادمة.